“إنجازات” الجيش الذي لا يُقهر!
حمدي دوبلة
– من الانتصارات والإنجازات اللافتة – التي سطرها جيش الاحتلال الصهيوني خلال حربه العدوانية المتواصلة على قطاع غزة – اعتقال سيدة فلسطينية تجاوز عمرها الـ 80 عاما وهي تعاني الزهايمر إلى جانب حزمة أخرى من الأمراض المزمنة، لكن أشاوس نتنياهو وبن غفير ومن ورائهما أبطال أمريكا وبريطانيا تمكنوا من اعتقالها في عملية نوعية ومن ثم اقتادوها مكبّلة بالأصفاد إلى المعتقل لمساءلتها والتحقيق معها بجرم المشاركة في القتال غير الشرعي ضد جحافل الجيش الذي لا يُقهر، وترتعد فرائص الجيوش العربية مجتمعة خوفاً ورعبا حين يرد ذكره.
-كانت الحاجّة فهمية الخالدي – البالغة من العمر 82 عاما من أهالي غزة – حديث الإعلام والصحف العالمية قبل أيام بعد أن ظهرت قصة احتجازها إلى العلن على لسان إحدى الأسيرات المحررات من سـجن الدامون داخل ما يُسّمى بالخّط الأخضر، والتي أكدت وصول السيدة المسنّة إلى القسم برفقة معتقليها وهي تمشي على عكاز وبدون غطاء على رأسها، وجسمها وملابسها مليئة بالدم ولا تعرف أيّ شيءٍ، بسبب ما تعانيه من النسيان وفقدان الذاكرة.
صحيفة (هآرتس) العبريّة تناولت قصة هذه العجوز المحتجزة، وقالت في تقرير لها إنّ فهمية الخالدي، من مواليد العام 1942، تمّ اعتقالها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيليّ في ديسمبر الماضي، عندما كانت تختبئ في مدرسةٍ بحيّ الشجاعية في مدينة غزّة، حيثُ لجأت إلى المدرسة بعد تفجير بيتها من قبل قوّات الاحتلال.
تتابع الصحيفة الإسرائيلية “بسبب تواجد أولادها خارج فلسطين، وبسبب وضعها الصحيّ، فإنّ مساعدة-معالجة كانت ترافقها على مدار الـ 24 ساعة يوميًا، بيد أنّ الجيش اعتقل أيضًا المساعدة، التي لم يُطلَق سراحها وما زالت رهن الاعتقال في أحد السجون الإسرائيليّة”، وتضيف هارتس “إنّ الكثير من حيثيات قضية الاعتقال ما زالت غيرُ معروفةٍ، لأنّه بعد إطلاق سراح المرأة تحت ضغوط منظمة أطباء بلا حدود، لم تتمكّن من شرح قصتها وما جرى لها ومعها بسبب معاناتها من مرض الزهايمر والضغط والسكر وغيرها من الأمراض التي لم تشفع لها من مواجهة جرم المشاركة في القتال الشرعي ضد الجيش الذي دأب في ما مضى وفي ما قبل معجزة طوفان حماس بغزة على حسم مواجهاته ضد جيوش بلدان بأسرها خلال أيام وساعات”.
-“الإنجازات” من هذا النوع المخزي لجيش الكيان الصهيوني، خلال عدوانه الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ أربعة أشهر كثيرة ومتعددة، وطارت أخبارها إلى كافة بلدان العالم، وليس آخرها بطبيعة الحال قتل الطفلة الفلسطينية هند ذات الست سنوات مع أفراد عائلتها وطاقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الذي حاول نجدتها من جحيم دبابات الاحتلال التي حاصرت سيارة عائلتها قبل أسبوعين، وظل مصير الطفلة المستغيثة بعد استشهاد عائلتها مجهولا حتى عثر على جثتها مع المسعفين أمس الأول، ليضافوا إلى أكثر من مائة الف مدني فلسطيني أجهزت عليهم آلة الحرب الصهيونية الأمريكية بينما جيوش الدول العربية المدججة بأحدث أنواع السلاح منشغلة بحراسة عروش الطغاة الفاسدين، وفي حماية فعاليات الترفيه وتأمين مواسم الفسق والمجون والاستعداد الدائم للفتك بأبناء الأمة العربية والإسلامية بلا هوادة أو رحمة.