نيران التوحش الصهيوني تحاصر مجمع ناصر الطبي في غزة
يمانيون – متابعات
حكم العدو الصهيوني حصاره الخانق على مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة، لا شيء يتحرك دون قصف أو قنص، وإطلاق رصاص، الوحشية الصهيونية بكاملها حضرت هنا، وسيناريو مجمع الشفاء يتكرر اليوم في مجمع ناصر الطبي.
يقول مدير مستشفى الجراحة بالمجمع إن قوات الاحتلال الصهيوني تحاصر المكان منذ 20 يوماً، وأن الكوادر الطبية والعاملين والنازحين فيه، يعانون من نقص في الطعام والشرب، حيث يوجد داخل المجمع 300 كادر طبي، و450 جريحاً، وعشرة آلاف نازح، وكلهم في دائرة الخطر المباشر كما يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله- في خطابه الخميس 8 فبراير 2024م.
ويركز العدو الصهيوني منذ بداية عدوانه في قطاع غزة على استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، ومحاصرتها، والادعاء بأنها أماكن تتحصن فيها المقاومة الفلسطينية، وهو ما أنكرته المقاومة في أكثر من مناسبة، وهذا ما يؤكد أن للعدو الصهيوني أهدافاً أخرى.
وبحسب السيد القائد عبد الملك الحوثي – يحفظه الله- فإن الاستهداف أيضاً للجرحى، بهدف منع تقديم الخدمة الطبية لهم، يأتي أيضاً باستهداف العدو الصهيوني لسيارات الإسعاف، وفي بعض الأحياء وفي بعض الشوارع يمنع حتى دخول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى، ويريد لهم أن يستشهدوا، ويمنع عنهم الإسعاف لهذا الهدف: بهدف قتلهم وإبادتهم.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن التوحش الصهيوني بلغ ذروته، وتجاوز كل القوانين الإنسانية والدولية، فمجمع ناصر الطبي يتعرض الآن لكارثة صحية وإنسانية نتيجة للحصار والاستهداف الإسرائيلي، حيث أن حياة عشرات الآلاف المتواجدين في المجمع معرضة للخطر نتيجة لحصار الاحتلال الإسرائيلي للمجمع ومنعه لدخول الماء والغذاء.
ويعاني المجمع كذلك للنقص الحاد في أدوية التخدير، والعناية المركزة والمستلزمات الجراحية، حيث توقفت المولدات الكهربائية نتيجة لنقص الوقود، وفصل الكهرباء عن أجزاء من المجمع، كما أن الاحتلال الصهيوني يمنع حركة سيارات الإسعاف، ويعيق وصول الجرحى والمرضى لمستشفى ناصر.
بيد أن العدو الصهيوني لم يقتصر في إحكام الحصار على المجمع فحسب، بل أن قناصة الاحتلال يستهدفون المتواجدين داخله، ما دفع عاملو النظافة للنزوح منه، تاركين نفايات القمامة والمخلفات تتكدس، الأمر الذي يهيئ ساحة المجمع لإنتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين النازحين.
وتروي وسائل إعلام فلسطينية عن حياة مأساوية للمتواجدين داخل المجمع، فعلى سبيل المثال فقد استشهدت سيدة فلسطينية بقناصة الاحتلال الاسرائيلي النازي أثناء توجهها لإحضار الماء من مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، كما استهدفت قناصة الاحتلال ممرضاً داخل قسم العمليات في مجمع ناصر الطبي، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة.
وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي استهداف ما تبقى من المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتعطيل أي قدرة لديها لإنقاذ حياة الفلسطينيين باستمرارها القصف المباشر، وإطلاق النار على المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مع بدء الشهر الخامس على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها ضد القطاع.
وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإن إسرائيل تسعى لإنهاء القطاع الصحي في قطاع غزة وإخراجه بشكل نهائي عن الخدمة، مؤكداً أنه “وثق في الأيام الماضية العديد من الهجمات العسكرية الإسرائيلية الخطيرة، التي نتج عنها تعطيل العودة الجزئية لعمل المستشفيات، خاصة في مدينة غزة وشمالها، والتي تأتي في إطار هجوم اسرائيلي واسع النطاق طال القطاع الصحي بمكوناته المختلفة منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
ليس مجمع ناصر الطبي هو المنكوب في جنوب قطاع غزة، فقد دخلت العديد من المستشفيات في دائرة الخطر، منها مستشفى “الأمل” و “الخير” وهما شبه معطلان، حيث قتل العدو الصهيوني عدداً من المرضى والنازحين الذين كانوا بداخله، واعتقلت آخرين، وأجبرت البقية، بمن فيهم مرضى، على الخروج وهم في حالة صحية سيئة دون تأمين أي وسيلة خروج آمنة، وأجبروهم على الخروج من بين الدبابات وإطلاق النار”.
وتقول تقارير حقوقية متعددة إن العديد من المستشفيات تحولت إلى ساحات لإطلاق النار وعمليات قتل متعمدة وخارجة عن نطاق القانون والقضاء، والحرمان للفلسطينيين جميعاً في قطاع غزة.
الجدير ذكره أن الاحتلال الصهيوني منذ عدوانه على قطاع غزة قد قتل 340 طبيباً وعاملاً في القطاع الصحي، وإصابة 900 آخرين بجروح متنوعة، فيما تواصل اعتقال 100 من الكوادر الصحية.
محمد ناصر حتروش ـ المسيرة نت