من قاتل العالم كله مدافعاً عن وطنه و شعبه لن يبيع …
الشيخ عبدالمنان السنبلي
تتردد على مسامعنا في الآونة الأخيرة و منذ بدأ الحديث عن مفاوضات مباشرة مع قوى العدوان أخبارٌ و تسريباتٌ عن مزادٍ و بيعٍ أو ما شابه ذلك من قبَل القوى الوطنية المواجهة للعدوان و التي توحي روائحها للبيب من الناس أنها قد خرجت من مطابخ إعلامية و إستخباراتية معادية كمحاولةٍ منها لضعضعة الجبهة الداخلية و شق الصف الوطني .
المشكلة بالطبع ليست هنا، و إنما هي عندما يتلقف البسطاء من الناس و العامة و يبدأون بعفوية تامة في تداولها و تناقلها و إعطاءها الكثير من التأويلات و التفسيرات و التي قد تضر فعلاً بتماسك الجبهة الداخلية و خلق مناخاً عاماً يُهيئ لحالة من عدم الثقة بين أطراف العمل الوطني المواجه للعدوان .
من هنا أقول لمن يجد نفسه ضعيفاً أمام مثل هكذا شائعاتٍ و تخرصاتٍ تقف وراءها ذات المطابخ الإعلامية و الإستخباراتية المعادية .. إطمئنوا .
نعم إطمئنوا، فنخاسو الأوطان و بيّاعو الشعوب هناك منذ اليوم الأول للعدوان و ليسوا هنا بيننا .
لن يبيع القضية و الوطن من واجه العالم كله رغم علمه مسبقاً بمحدودية إمكانياته و ضئالة مقدرّاته المادية و لأكثر من سنة كاملة دفاعاً عن كرامة و تراب هذا الوطن، و قد كان بإمكانه – لو كان فعلاً تاجر أوطان – أن يبيع منذ اليوم الأول، بل حتى من قبل وقوع العدوان، و لكنها المبادئ و القيم التي تمنعه عن ذلك و هي ذاتها التي ستمنعه أيضاً عن التماهي مع أي أدوارٍ و أفكارٍ مشابهة .
إطمئنوا أيها الناس لن يتنازل عن حقوق و كرامة هذا الشعب و الوطن من حمل على عاتقه كرامة و عزة هذا الوطن و دفع بخيرة رجالات هذا الشعب إلى ميادين الكرامة و ساحات العز .
لن يخون هذا الشعب إطلاقاً من يعتز و يفتخر بإنتماءه إلى هذا الشعب المقدام و العظيم و الذي رضع حب الوطن من ثديين صافيين لا يخالطهما شوائب العمالة و الإرتهان للأجنبي و لو حيزت له أموال الدنيا كلها و مفاتنها، و لن يعطي للعدو حتى فرصةً واحدةً لشق الصف و الوقيعة بين رفاق السلاح و الوطن .
إطمئنوا و ثقوا أيها الناس بأنه لن يبيع أحدنا الآخر تحت أي ظرفٍ من الظروف، حتى أولئك النفر من قومنا المغرر بهم و النازلين فنادق العار في الرياض ما كان لنا أن نبيعهم أو نرضى لهم ما أضحوا عليه لولا أنهم باعو أنفسهم بثمنٍ بخسٍ للشيطان، فلا تضيعوا أوقاتكم في السماع لمثل هكذا إشاعاتٍ و أكاذيب أو الخوض فيها، و عليكم أن تحسنوا الظن بكل من وقف شامخاً و راسخاً في وجه أعتى عدوانٍ بربريٍ غاشمٍ عرفه العصر الحديث لأنه لن يبيع أو يتاجر بالوطن كما فعل السفهاء من أبناءه ..