جسر النور..لم ولن يرى النور على ارضنا ولنا الفخر..
بقلم/حميد عبدالكريم دلهام
قالها اليمانيون بكل صراحة و اباء..لا لمشاريع العمالة والارتهان لعدو الامة .. لا والف لا لكل ارهاصات التطبيع ، وتخيلات و خزعبلات التعاون مع الكيان الغاصب..لا لاقامة العلاقات..لا لكل يد تمتد بغصن سلام لمنتهكي الحرمات والأعراض..و مغتصبي الارض، والعرض والمقدسات.
لا لجسر النور.. و الف لا لكل ما سأتي به من رفاه، ورخاء اقتصادي، و رغد عيش، وارتفاع مستوى المعيشة..ما دام سيكون ذلك على حساب كرامة الأمه..و استهلاكا من رصيد صمودها و كفاحها ضد المحتل الغاصب..
نفضل جوعنا..وتدني مستوى معشتنا..على ان نمد يدا لذلك العدو اللعين.
لنعش فقراء..ولكن بكرامه..و معدمين .. ولكن بعزة وشموخ واباء.
لنعش على النزر اليسر..و على ما يطوي الجوع، ويقيم الصلب، ويسد الرمق، ولا نساوم..او نقبل..او نكون طرفا في مشاريع تخدم العدو و تشترط التعاون معه حتى ترى النور.
هكذا كان موقف الشعب اليمني من تخبيصات انور عشقي..ضابط التقاعد السعودي وما بشر به من مشاريع اقتصادية عملاقة.. أبرزها جسر النور الذي يربط بين اسيا وأفريقيا..مرورا بباب المندب..شريطة التعاون مع الكيان الصهيونى الغاصب..وصولا الى التطبيع واقامة العلاقات..
موقف مبدئي وثابت..ولا يمكن التنازل عنه أو المساومة في تغييره.. ذلك ما أدركه النظام السعودي بعد عام ونيف من العدوان على اليمن..وبعد ان تأكد لهم استحالة تحقيق الاهداف، و اخضاع الشعب اليمني، و تركيعه، وقبوله بان يكون طرفا في مشروع جسر النور..جغرافيا وجوسياسي…و قبوله بالشراكه مع الكيان الصهيونى الغاصب.. اتجهوا بمشروعهم التدميري صوب ارض الكنانه.
صحيح اختلفت التسمية، و الجغرافيا..فأطلق عليه جسر سلمان..و سيربط بين مصر والسعودية.. لكن الاكيد انه يحمل خفايا، و الغاز جسر النور..و سيكون انور عشقي حاضرا بافكاره، و رؤاه السخيفه، كأول مهندس سعودي لمشروع التقارب، والتطبيع مع اسرائيل..سيكون حاضرا جنبا الى جنب مع مهندسي انشاء وتشييد الجسر..ولا بد ان يدفع العالم العربي والاسلامي ثمنا باهضا لذلك الربط والتقارب.
لابد أن نرى ونلمس يدا اسرائيلية تعلو الجسر..وتستفيد من خدماته في تحقيق وتنفيذ مشروعها الطموح..اسرائيل الكبرى.
هناك الى جانب الربط الحسي والفعلي بين البلدين..هناك ربط معنوي هو الأشد خطرا على الأمه وعلى مستقبل قضيتها المركزيه…انه الربط بين أكبر قوتين، وبلدين عربيين، في مشروع السلام..والارتماء في احضان العدو ، واقامة العلاقات والتطبيع معه.
وان كان هذا ليس بجديد..نظرا لمواقف البلدين السابقة..وقايمهما بالتطبيع، وتقديم مبادرات سلام عربيه..فان الجديد في الموضوع..وهو الاخطر والانكى..ان يتحول نظام ال سعود الى عصى غليظه تفرض على الاخرين اعتماد رؤية التطبيع واقامة سلام دائم مع اسرائيل..والاعتراف بها..
ومن كانت لديه وجهة نظر اخرى..فلن يكون بمنأى عن غضب البلاط..بل سيحاصر و يحارب ويضرب في عقر داره..
اليوم يثبت نظام ال سعود من خلال حروبه الظالمه التي يشنها في المنطقة..ومن خلال تحالفاته ومشاريع الربط والرفاه الاقتصادية العملاقة التي ينفذها ويقوم بإنشائها..بانه يخدم وجهة نظر واحدة ويسعى الى تحقيق هدف واحد..وهو الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها…ومن يؤيد ويدعم هذا الاتجاه فسيحضى بالحصة الكبرى من لبن البقرة الحلوب…اما من يعارض فسيكون جزائه النطح بقرونها، والرفس باضلافها. .
اليوم يجري التأسيس لفضائين متناقضين للانسان العربي..الاول جاذب، مزدهر اقتصاديا..يكون فيه مستوي المعيشة مريح ومرتفع…على ان يكون ثمن ذلك تقديم غصن السلام لاسرائيل على طبق من ذهب..فيما يبقى الاخر طاردا، نظرا لظروفه الصعبه..الناتجه عن حرب ضروس لا هوادة فيها تشن ضده..لانه يرفض سلام الخنوع والذله. .و يعتمد اسلوب المقاومه و مجابهة المحتل..لاسترجاع الحقوق وتحرير المقدسات.
اليوم يجري تسمين الخانع العربي..و في نفس الوقت، وعلى قدم وساق يجري تجويع المقاوم العربي..
اليوم وغدا وبعد غد و الى اخر الدهر، يظهر الخانع العربي بملابسه الأنيقة الفضفاضة…وكرشه الكبيره..وعرقه المتصبب على وجهه…وبحركات انوثه واضحه، يحمل غصن زيتون بيده اليمنى، وحمامة بيضاء بيده اليسرى..فيحرك هذا ويطلق تلك..و ينادي على اسرائيل. .هاي..نريد ان تعيدي لنا الحقوق، وتطلقي سراح الاقصى..نتوسل اليك..لا تخيبي رجائنا…فيما يقف المقوام العربي بقوه ، وعزة، وشموخ، يقف بعزيمه لا تلين..يحمل سلاحه، و يلقن عدو الامه دروسا لا تنسى، ويفاجئها بضربات موجعه..لا تملك معها الا التسليم، و الرضوخ..واعادة الحقوق..واخلاء المقدسات.
لن يخلدبؤس هذا..كما لن يطول نعيم ذاك..فالله غالب على امره..ولابد ان ينصر جنده وعبادة…