السفور السياسي في العلاقات السعودية ـ الإسرائيلية / عابد حمزة
تبريرات كثيرة سوّقها النظام السعودي لعدوان عاصفة الإفك ، منها إعادة الشرعية والحفاظ على الأمن القومي العربي وحماية الحرمين الشريفين وما إلى ذلك من التبريرات السخيفة التي لا يصدقها إلا من انسلخ من عروبته ودينه وصدق أن تحالف السعودية مع إسرائيل من شأنه أن يحمي الحرمين الشريفين إلا ان كاتبا سعوديا أوضح في مقال كتبه مؤخرا أن من الأسباب التي دفعت بالسعودية لشن عدوانها على اليمن هو التخوف من تمكن الحوثيين من بناء قوة عسكرية من شأنها أن تهدد أمن السعودية على غرار القوة الصاروخية التي يهدد بها حزب الله إسرائيل، هكذا تحدث الكاتب السعودي بكل صراحة ووضوح عن وجود تخوف سعودي من الحوثيين شبيه بمخاوف اسرائيل من حزب الله غير آبه أو مكترث بأن القارئ العربي سيفهم تلقائياً ولو من باب الإيحاء بأنه مؤمن ومقتنع أن لإسرائيل كامل الشرعية في شن عدوانها على الشعب اللبناني متى أرادت تدمير قوته الصاروخية مثلما أن للسعودية الشرعية المطلقة اليوم في شن عدوانها على الشعب اليمني لتدمير قوته العسكرية .
على كلٍ وحتى لا نذهب بعيدا كان بإمكان الكاتب السعودي أن يشرعن للعدوان السعودي بناءً على ما ذكره من تخوف آل سعود من نشوء قوة عسكرية في اليمن ويترك إسرائيل هناك بعيداً لكنه لا يريد ذلك يريد أن يعطي الصراع في المنطقة العربية والإسلامية بعداً أكبر فبعد أن ترآءا هذا الكاتب وغيره كثير من الكتاب والإعلاميين نجاح مشروع تحويل الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي إيراني ومن صراع إسلامي يهودي إلى صراع سني شيعي ها هم ينتقلون إلى المرحلة الثانية المتمثلة بمحاولة تذويب الثلج بين العرب وإسرائيل من خلال التبجح بمثل هذه الكتابات التي تعطي حكام العرب المتصهينين شرعية التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي ما دام وهناك مخاوف مشتركة بينهما من تصدير ما اسموه بالثورة الإيرانية إلى المنطقة العربية.
يريد نعاج العرب هؤلاء كما أسماهم السيد حسن نصر الله بعد سنوات طويلة من العزف على وتر الشحن الطائفي وتخويف الهمج الرعاع من التمدد الشيعي في المنطقة أنه لا مانع من التحالف مع إسرائيل بل والتباهي بالصداقة معها ما دام والخطر الشيعي المزعوم يداهم الجميع ناسين بأن تفاخرهم بالتحالف القبيح مع ناكثي العهود والمواثيق من اليهود والنصارى ليس في صالحهم أبدا ، وكان المفترض لو لم يتدخل الله في المسألة ويطمس على سمعهم وأبصارهم أن يسارعوا إلى التحالف مع أبناء جلدتهم ودينهم لأن كل الشواهد والمعطيات على الأرض تؤكد أن أمريكا وربيبتها إسرائيل لو لم تكن بأمس الحاجه لمقدراتهم البشرية والمادية في تمهيد الطريق لاحتلال البلدان العربية والإسلامية لكانوا هم أول ضحايا الغزو الصليبي منذ بداية الألفية الثالثة وتحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولكن ما السبيل وكيف يمكن للأعراب الأشد كفراً ونفاقاً معرفة ذلك وما يحيكه الغرب ضدهم اليوم واليوم بالذات من مؤامرات رهيبة بعد أن دفعت بهم أمريكا لإرتكاب ابشع الجرائم بحق الإنسانية وكيف أن صناع القرار الأمريكي يضغطون بشدة على إدارة بلدهم بالمسارعة لإنقاذ وجه أمريكا أمام الرأي العالمي من تهمة ما يسمى الإرهاب ومساندة القاعدة وداعش في ارتكاب أبشع الجرائم وأن ذلك كما يؤكد عليه صناع القرار الأمريكي لن يتم إلا بإتخاذ موقف حازم ضد مملكة ألـ سعود باعتبارها أصبحت خطرا تهدد العالم بفكرها الوهابي الذي يفرخ الإرهاب ويصدره للعالم