تصاعد انتهاكات المستوطنين الصهاينة بالضفة والقدس المحتلتين تدفع نحو الانفجار
يمانيون – متابعات
في ظل تصاعد انتهاكات قطعان المستوطنين الصهاينة بحق الفلسطينيين والمقدسات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي.. يبدو أن الأوضاع فيها “ذاهبة نحو الانفجار”.
ويؤكد خبراء فلسطينيون، أن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين “ذاهبة نحو الانفجار”، جراء استمرار انتهاكات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه فيها، وانعكاسا لحربه المسعورة المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي أوقعت عشرات الآلاف من الضحايا.. مشددين على أن “المواجهة العسكرية المسلحة، هي السمة الأبرز المتوقعة في الضفة والقدس، خلال المرحلة المقبلة”.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة موجة عالية من التوتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين وجيش العدو الصهيوني، يتخللها حملات مداهمة واعتقالات تنفذها القوات الصهيونية ضد الفلسطينيين بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة.
وفي ظل هذه التطورات الميدانية والاعتداءات والهجمات المنظمة التي يشنها قطعان المستوطنين في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس، بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، يبدو أن ثمة سيناريوهات ترسم في الخفاء بدعم من حكومة العدو النازية لتنفيذ وتكثيف هجمات أكثر دموية في قادم الأيام.
وتفيد تقارير إعلامية فلسطينية بأن السير في شوارع القدس أصبح بالغ الخطورة، مع انتشار الأسلحة في كل مكان، بحيث أصبحت جزءاً من المظهر العام في المدينة، بعد أن قرر “بن غفير”، توزيع الأسلحة على المستوطنين الصهاينة بحجة “المساهمة في الأمن الشخصي”، دون أي سند قانوني.
وأوضحت التقارير أن قطعان المستوطنين في القدس والضفة الغربية انضموا بحمل السلاح للشرطة والقوات الصهيونية المنتشرة بشكل كبير في هذه المناطق، ما أثار الكثير من المخاوف لدى الفلسطينيين الذين وصفوا توزيع بن غفير 25 ألف قطعة سلاح على المستوطنين بالإرهاب والتطرف.
وفي هذا الإطار، نفذ قطعان المستوطنين الصهاينة اليوم الثلاثاء، عدة هجمات طالت عدد من التجمعات السكانية، اشتملت على حرق معرض سيارات في بلدة بيتين قرب رام الله والاستيلاء على أراضي وتجريفها في منطقة عرب المليحات غرب أريحا، والاعتداء على مركبات لمعلمين في مسافر يطا جنوب الخليل، إضافة إلى استهدافات طالت مواطنين وسياراتهم على عدد من الطرقات الرئيسة في الضفة الغربية.
وخلال تنفيذ هجمات واعتداءات المستوطنين يعيش الفلسطينيون لحظات تحبس الأنفاس، خوفا ورعبا، خاصة وأن غالبية المستوطنين يحملون الأسلحة الرشاشة بدعم من الوزير المتطرف إيتمار بن غفير الذي يوفر لهم الغطاء الرسمي على جرائمهم، فيطلقون النار بشكل عشوائي، مما يجعل حياة المواطنين في دائرة الخطر الشديد.
ويوماً بعد يوم تتصاعد انتهاكات المستوطنين الصهاينة بحق الفلسطينيين خصوصاً بعد السابع من أكتوبر، حيث استولوا على أكثر من 20 كهفاً أثرياً، وحولوا ستة منها لأغراض سياحية تعود لعائلات البدن والسواركة وتنوح وجبريل في البادية الشرقية لبيت لحم، وقطعت قوات العدو الصهيوني الطريق بين القرى الشرقية والبادية.
ويقول مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” اليوم: إن ما يقوم به المستوطنون من انتهاكات واعتداءات على ممتلكات المواطنين والاستيلاء على أرضهم بالقوة، يعتبر جريمة حرب بغطاء صهيوني حكومي، يفضي إلى تهجير شعب وإزالة وجوده واستعمار الأرض وتوطين المستوطنين.
وأوضح أن أنظار المستوطنين الصهاينة تتجه خلال هذه الفترة لمنطقة البادية، ليفرضوا واقعا على الأرض لسرقة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، فالكهوف التي استولوا عليها نشروا لها فيديوهات ترويجية كمناطق سياحية للمبيت.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي ومع تصاعد العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة، نفذ قطعان المستوطنين هجمات مسعورة في الضفة الغربية تسببت باستشهاد أكثر من 13 مواطن فلسطيني بالرصاص، وإصابة العشرات بالأعيرة النارية والرضوض والكسور، إلى جانب خسائر فادحة بالممتلكات في هجمات نفذت وتنفذ دون أدنى اكتراث بالمطالب الدولية التي تدعو إلى وضع حد لمثل هذه الجرائم لما لها من خطر حقيقي على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.
ويبدو أن هذه الجرائم الصهيونية ستتواصل في قادم الأيام بحق الفلسطينيين طالما لم يتلق الجناة العقوبات المستحقة على جرائمهم التي ما زالت تمر دون رادع.
الاتحاد الأوروبي أدان في بيان له اليوم الثلاثاء، بشدة، عنف المستوطنين في الضفة الغربية والقدس.. داعيًا إلى محاسبتهم.. مُعرباً عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، كما دعا إلى استمرار وصول الإغاثات وزيادة قدرات المعابر الحدودية.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيانه حول أولوياته لحقوق الإنسان في العام 2024 م: إن المستوطنات غير قانونية، بموجب القانون الدولي، ويجب على “إسرائيل” وقف التوسع الاستيطاني.
وأكد البيان الأوروبي على ضرورة تعزيز نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وضرورة الالتزام بمنع وإنهاء تجاوزات حقوق الإنسان في العالم.
ويقول الخبير الفلسطيني جهاد حرب، في تصريحات نقلته وكالة الأناضول التركية في وقت سابق: إن “الضفة الغربية ذاهبة وبتسارع نحو انفجار كبير”.. مُرجعاً ذلك إلى عدة عوامل أهمها “اعتداءات المستوطنين، والوضع الاقتصادي، وما يتعرض له الفلسطيني من إهانات صهيونية لكرامته، إضافة إلى ما يجري في قطاع غزة”.
وأضاف حرب: إن “الانفجار في الضفة قد يكون بعدة أشكال، منها المواجهة الشعبية، أو المواجهة المسلحة”.. مشدداً على أن “المواجهة المسلحة هي السمة الأغلب في أي انفجار، لما تحظى به من تأييد عالٍ من الجمهور الفلسطيني”.
وأشار الخبير الفلسطيني إلى أن الانفجار يعني انخراطا كبيرا للجمهور الفلسطيني في المواجهة، بما في ذلك أبناء حركة “فتح”، وهم الأوسع تنظيما في الضفة.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بمحافظة جنين، أمجد أبو العز، لوكالة الأناضول، أن “الضفة تعيش حالة من الغليان، والأمور متوترة حتى قبل السابع من أكتوبر، جراء عربدة المستوطنين والانتهاكات الصهيونية المتكررة”.
وأضاف أبو العز: إن “الانفجار مسألة وقت ليس أكثر، وقد يكون وقتا قصيرا”.. مشيراً إلى أن هناك “عدة عوامل تدفع نحو الانفجار، أبرزها ممارسات المستوطنين وعربدتهم، وحملهم للسلاح”.
أما مدير مركز “يبوس” للدراسات الاستراتيجية في رام الله، سليمان بشارات، فيقول: إن الضفة تشهد “تصاعدا في أعمال المقاومة، وخاصة المسلحة منها، وهو ما يخشاه العدو”.. مضيفاً: إن “العدو يحاول قدر الإمكان تأجيل أي انفجار بالضفة الغربية، ويدرك أن المرحلة المقبلة قادمة، ولا شك أنها ستكون مختلفة”.
وأرجع بشارات حالة الغليان في الضفة إلى “الممارسات الصهيونية من اقتحامات وتدمير وقتل واعتقالات حتى قبل السابع من أكتوبر، وتصاعدها بشكل أعنف بعده”.
ووفق آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني، فإن سلطات العدو الصهيوني اعتقلت أكثر من 6170 فلسطينياً من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفقا لما ذكرته وكالة “وفا” الرسمية.
وجاء في التقرير السنوي لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، الأحد: إنه خلال العام الماضي 2023، تعرّض المسجد الأقصى للاقتحام من قبل قطعان المستوطنين وجيش العدو الصهيوني 258 مرة، فيما مُنع رفع الأذان 704 مرات بالمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، كما تم الاعتداء على 388 مسجدا في قطاع غزة خلال العام ذاته.
فيما أكد رئيس الهيئة الفلسطينية لمقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، أن 12 ألفا و161 اعتداء نفذها كيان العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس خلال العام المنصرم.
الجدير ذكره أنه منذ بدء العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كثّف جيش العدو الصهيوني عملياته العسكرية في الضفة الغربية وزاد من وتيرة الاقتحامات والمداهمات والاعتقالات، ما خلف آلاف الشهداء والجرحى من المدنيين العزل، معظمهم من الأطفال والنساء.
– السياسية | مرزاح العسل