المؤتمر العلمائي لنصرة غزة يهيب بأبناء الشعب وأحرار الأمة الاستعداد والجهوزية العالية لخيارات الرد على التصعيد الأمريكي
عُقد اليوم بالعاصمة صنعاء، مؤتمر علماء اليمن لنصرة غزة بعنوان “علماء الأمة وواجب نصرة المستضعفين في غزة وفلسطين”، نظمته رابطة علماء اليمن بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لنصرة الأقصى وهيئتي الأوقاف والزكاة، بمشاركة علماء من اليمن والدول العربية.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره رئيسا مجلسي القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل والمحكمة العليا القاضي عصام السماوي، نقل مفتي الديار اليمنية – رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين تحيات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي للعلماء وتمنياته بالتوفيق لانعقاد المؤتمر والاضطلاع بواجبهم الإرشادي والتوجيهي في خدمة الأمة ونصرة قضاياها.
وعبر عن ترحيبه بالعلماء الأجلاء الذين تجشموّا عناء السفر من مختلف المحافظات لحضور المؤتمر لتدارس تداعيات العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة .. لافتاً إلى أهمية المؤتمر لإحياء ركن من أركان الإسلام “فريضة الجهاد في سبيل الله” التي لطالما حرص الأعداء على تغييبها من أذهان المسلمين.
وتحدث العلامة شرف الدين عن فريضة الجهاد في سبيل الله قائلاً “إن الله تعالى يبتلي عباده بفريضة الجهاد ليميز الخبيث من الطيب، ما يتطلب أن يكون الجهاد محبباً في النفوس وضمن الأولويات للتنافس على الشهادة في سبيل الله”.
وأكد ضرورة اغتنام فرصة الحياة والتشعب من روح الإسلام والتضحية والفداء والصلاح للأمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. مشدداً على أهمية دور العلماء في تبيان الحق للأمة، سيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها جراء مؤامرات قوى الاستكبار عليها.
وقال “هناك من يصوّر حركات المقاومة والجهاد بأنها فتنة ومحنة ولا ثقة بها وأنها تضر أكثر مما تنفع، لا سيما من قبل كثير من العلماء “.. مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة يميز الله فيها الصادق من الكاذب وأيضاً المنافق، وهي مرحلة غربلة للجميع.
واستشهد مفتي الديار اليمنية، بآيات القرآن الكريم التي وردت عن الجهاد في سبيل الله وما أعده الله تعالى من نعيم أبدي للشهداء ومكانتهم العظيمة، ما يستدعي استحضار هذه الفريضة والإنفاق في سبيل الله دعماً وإسناداً للمقاومة في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والعراق.
وأضاف “نحن أمام مفترق الطرق إما أن نكون مع الحق أو الباطل، مع الله تعالى ودينه أو مع الشيطان وحزب النفاق “.. مؤكداً ضرورة تحرك العلماء واضطلاعهم بمسؤولياتهم لتبيان كلمة الحق وإيضاحه للناس، حتى يكون الجميع على بينة.
واستنكر صمت معظم العلماء في الدول العربية والإسلامية إزاء ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في فلسطين وغزة والحصار الخانق على سكان القطاع والتجويع الممنهج .. مطالباً العلماء بالخروج عن حالة الصمت وقول الحق في وجه الظلم والطغيان والاستكبار، حتى لا يحل عليهم غضب الله وعذابه.
وأشاد العلامة شرف الدين بمواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الشجاعة والمشرفة في نصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية وقضيته العادلة، معتبراً ذلك دليلاً على إيمانه واتصاله بالله تعالى وحكمته وحنكته في اتخاذ الخيارات التي يراها مناسبة.
وتطرق إلى الخروج المليوني الذي تشهده العاصمة صنعاء والمحافظات تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ومشاركة اليمن عسكرياً باستهداف عمق العدو الصهيوني ومنع مرور السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.
وقال “على العلماء مسؤولية إزاء ما يحدث في غزة من قتل وتدمير، خاصة وسكان القطاع يستغيثون بأبناء الأمة والأنظمة والشعوب ولا مغيث لهم، وبإمكان الدول المجاورة والتي لها علاقة بالكيان قطع العلاقات الدبلوماسية أو طرد السفراء، وإغلاق سفارات الكيان” .. معبراً عن الأسف للتخاذل العربي والإسلامي والتواطؤ مع الكيان في ارتكاب المجازر في غزة.
واستشهد بحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”، متسائلاً “أين دور العلماء الذين أفتوا بالجهاد في سوريا والعراق واليمن ولبنان من المجازر الصهيونية في غزة وفلسطين المحتلة؟.
وأفاد مفتي الديار اليمنية بأن مشاعر أبناء الأمة تبلّدت تجاه جرائم الإبادة والمذابح في غزة .. وأضاف “الضمير الإنساني مات ولو تقتل الحيوانات كما يُقتل البشر في غزة لصاح العالم على الحيوانات، لكن توقف الجميع أمام مجازر الكيان في فلسطين”.
من جانبه وصف مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، مؤتمر العلماء بالتاريخي والذي يأتي ضمن اللقاءات التي يقوم بها الشعب اليمني في إطار التعبئة والاستنفار لنصر الشعب الفلسطيني وغزة.
وقال :”نحن في خضم الحرب أراد الأعداء أن يذلونا، لكن الله أراد أن يعلي شأننا ومقامنا لنجاهد في سبيله، فُرضت على الشعب اليمني حرب عدوانية منذ تسع سنوات، واليوم الشعب اليمني يستثمر صموده وصبره وجهاده وتضحياته في بناء قوة حقيقية فاعلة ومؤثرة”.
وأضاف العلامة مفتاح “إن الوقت جاء للاستفادة من هذه القوة في نصرة الشعب الفلسطيني وما نشاهده ويشاهده العالم من توحش صهيوني غير مسبوق وتدمير مفرط لكل مقومات الحياة في غزة وبقية المدن الفلسطينية، لم تردعه المناشدات ولا المؤتمرات من الإجراء العملي ولم تمنعه اللقاءات ولا تمنعه إلا القوة “.
وذكر أن العدو الصهيوني المتوحش أخذ الحقد المتجذر في نفوس المجرمين ورماه على الشعب الفلسطيني بأكمله من فوق الأرض وتحتها للشجر والبشر والحجر ولم يدع حرمة من الحرم التي تصان في حياة البشرية إلا وانتهكها وسحقها ودمرها.
وشدد مستشار رئيس المجلس السياسي على أن العدو الصهيوني لم تردعه إلا القوة، لافتاً إلى أنه بفضل الله وتوفيقه وبفضل القيادة الشجاعة والحكيمة في بناء قدرات اليمن، بات اليوم يملك شيئاً من القوة التي هي لغة المنطق والحق والعدل في هذا الزمن الذي مُحيت فيه القيم المبادئ الإنسانية والأخلاق.
وتابع “الصهاينة المغتصبون الذين تجمعوا من أقطار الدنيا جاؤوا إلى شعب مسالم وانتزعوه من أرضه وارتكبوا بحقه أبشع الجرائم المروعة، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية التي أعلنت افتخارها بأنها صهيونية وأبدت المساندة والدعم للجرائم الصهيونية في فلسطين”.
وأفاد بأن الناس تفاءلوا خيراً بالقمة العربية والإسلامية وانتظروا منها إيقاف العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة ومناصرة فلسطين، لكنها كانت جزءاً من المؤامرة على فلسطين وخرجت ببيان فضيحة مدوية في وقت تتصاعد الجرائم ويتم الهجوم على الخدج والأطفال والنساء والجرحى والمعاقين ولم تبق هناك حرمة.
وبين أن الشعب اليمني في حالة تعبئة واستنفار وعلى أتم الجهوزية لمواجهة غطرسة الصهاينة وتم تشكيل لجنة لنصرة الأٌقصى لتكون مشرفة ومنظمة على حملة التعبئة.
وأوضح العلامة مفتاح أن أمريكا وأدواتها التي لها تاريخ مظلم وأسود جاءت اليوم لمعاقبة الشعب اليمني لثنيه عن نصرة فلسطين، مخاطباً الأمريكي وأذنابه وأدواته: “الله تعالى أكبر منكم، وسيكتب النصر لأن الشعب اليمني يناصر المستضعفين والمظلومين”.
وأردف “الله دعا إلى نصرة المستضعفين ونحن لبينا النداء وهو نصرة لله والمستضعفين والمسحوقين والمشردين الذين يتضورون جوعاً في فلسطين ويريد العدو سحق إنسانيتهم”.
واعتبر مستشار رئيس السياسي الأعلى، مؤتمر العلماء رسالة للعالم بأن الشعب اليمني موحد بكافة فئاته وأطيافه لنصرة الشعب الفلسطيني ولن يدخر جهداً في هذا الجانب وأرواح أبنائه، والأموال كلها لله ومبذولة في نصرة دينه ونصرة المستضعفين والمظلومين في فلسطين.
وذكر رئيس لجنة نصرة الأقصى أن العلماء قدوة ووجهة المجتمعات وبهم يتأسى الجميع، مباركاً للقوات المسلحة بكافة تشكيلاتها الموقف العظيم الذي وقفته وإطلاقها للصواريخ نحو العدو وتنفيذ العمليات البحرية وغيرها من العمليات التي لم يعلن عنها.
واستذّكر العلامة مفتاح، الشهداء من العلماء الذي بدأ العدو باستهدافهم ومنهم في جامعي بدر والحشحوش وغيرهم من الشهداء الذين قصفهم العدو واستهدفهم في عدن وحضرموت وغيرها، وهم في طليعة الشعب اليمني.
واستطرد “نحن اليوم نرى جريمة العصر والقرن والتاريخ في غزة وفلسطين، لا يمكن أن نقف متفرجين، نحن كعلماء سنقوم بواجبنا ومسؤوليتنا بكل الطرق والوسائل”.
بدوره أكد العلامة عبدالباسط الحميدي، أن فلسطين والمسجد الأقصى قضية الأمة، وقد عرف التاريخ عن اليمانيين أنهم نصروا الإسلام وما يزالون حتى اليوم، معتبراً عملية “طوفان الأقصى” آخر مرحلة لتحرير الأراضي الفلسطينية لتكون فلسطين أرضاً إسلامية، من أقصاها إلى أقصاها، وليس كما يقول المطبعون حل الدولتين، وإنما دولة واحدة.
وقال العلامة الحميدي “آيات الله المسطورة والمنظورة تؤكد أن الطوفان سيجرف آخر صليبي من فلسطين ويطهرها من دنسهم ورجسهم، وهذا الأمر ينبغي تربية أجيالنا عليه في زمن يحاول العدو تمييع القضية العقدية، ويقولون إنها حرب لحركة حماس مع إسرائيل، لكنها حرب الإسلام والمسلمين مع قوى الطغيان والكفر”.
وأوضح أن المعركة القائمة اليوم كشفت طائفة المؤمنين الصادقين والمجاهدين وطائفة الكافرين بقيادة أمريكا وطائفة المنافقين، مشيراً إلى أن كل من يقف من صهاينة العرب مع أمريكا والكيان الصهيوني لقتل أبناء فلسطين سيبؤون بإثمهم.
وأضاف “إننا نفخر من أجل القضية التي جمعت العلماء والدعاة والوعاظ على كلمة سواء، يحاربوننا في بلادنا من خلال الحرب الناعمة التي تأسست بعنوان “القوة الناعمة”، وطوروها إلى هذه الحرب الناعمة عبر المنظمات الغربية الصليبية والصهيونية لإفساد المجتمع وتدمير القيم والمبادئ الأخلاقية، ما يتطلب من الجميع التوعية بخطورة هذه الحرب التي لا تقل شأناً عن الحرب العسكرية”.
من جهته عبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، عن سعادته في المشاركة بمؤتمر علماء اليمن، وتمنياته أن يكون حاضر في المؤتمر لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
وأشاد بموقف الشعب اليمني المناصر للقضية الفلسطينية .. وقال ” إنه لشرف وعزة وقوة وكرامة أن نرى المظاهرات المليونية في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية، ولم نشهد مثلها في أي دولة أخرى، ولم يبق ما يمنع اليمن من الوصول إلى فلسطين إلا الجغرافيا”.
ولفت الشيخ ماهر حمود إلى أن العلماء صفوة المجتمع، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقفون مع الحق في وجه الباطل .. مطالباً علماء الأمة بالوقوف مع المظلومين ونصرتهم ومساندتهم، خاصة علماء السلطان الذين تخاذلوا عن قضايا الأمة.
وتطرق إلى دور العلماء السعوديين الذين يعتبرون الخروج على ولي الأمر والتظاهر خروجاً عن الحاكم ومعصية .. لافتاً إلى أن دور العلماء يكمن في تبليغ رسالة الإسلام وألا يخشون أحداً ألا الله وتكون كلمتهم حق، خاصة في أحلك الظروف.
وتحدث عبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة عن العلماء الذين يخافون من حكامهم في الصدع بكلمة الحق، وتعرضهم للحبس، ما يتطلب تحمل العلماء لمسؤولياتهم تجاه الأمة ونصرة قضاياها.
فيما أشار مستشار محافظة البيضاء العلامة حسين محمد الهدار، إلى أهمية المؤتمر وتذكير الأمة الإسلامية، بالقضية الفلسطينية التي هي قضية المسلمين أجمع.
وتطرق إلى ما يتعرض له أبناء غزة ونسائها وأطفالها من جرائم وإبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني المحتل، في ظل صمت دولي كشف زيف الإدعاءات بحماية حقوق الإنسان.
وأشاد بتضحيات الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة في مواجهة أعداء الله، منذ وعد بلفور المشؤوم، مشدداً على استمرار الجهاد وتقديم التضحيات حتى تحقيق الوعد الإلهي بالنصر لعباده المؤمنين.
وثمن العلامة الهدار، الموقف الشجاع لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والثبات على الحق ومجابهة الأعداء ومواردهم، مؤكداً الوقوف إلى جانبه في خوض الحرب مع الكيان الصهيوني والأمريكي والشهادة في سبيل الله.
إلى ذلك حيا رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر الدكتور عبدالرزاق قسوم، علماء اليمن المناصرين والمدافعين عن المستضعفين، مشيراً إلى أنهم يجتمعون في موطن بعث الله فيه آية من آياته، ومن آياته بعث المجاهدين والمقاومين الذين يعلّمون الأمة كيف ينبغي أن يكون الجهاد من أجل استعادة الحقوق.
وقال :”المجاهدون في غزة العزة والقدس وكل مكان في فلسطين يقدمون التضحيات الجسام في مواجهة الكيان الصهيوني، والعلماء يبرزون في المواقف إزاء المقاومة والجهاد في سبيل الله، وميزان أي عالم وحاكم هو موقفه من المقاومة والدعم الذي يقدمه مادياً ومعنوياً للمقاومين الذين تكالبت عليهم قوى الهيمنة والاستكبار، ويواجهون صنوف القمع والعذاب والقتل والتشريد، وهم ما يزالون صامدين وثابتين ويلقنون الأعداء أنواع التنكيل”.
وذكر قسوم، أن العلماء قادة الأمم ويخططون لإرادة الشعوب، وفي اليمن المنهج القويم للحصول على الحقوق، مستعرضاً المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء للوقوف إلى جانب المستضعفين وتقديم الدعم للفلسطينيين وتوعية الحكام بوجوب نصرتهم ودعمهم في مواجهة الكيان الغاصب.
ودعا العلماء المجتمعين في مؤتمر علماء اليمن للوقوف إزاء العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة وفلسطين، وتوحيد الكلمة والصف وتسخير الإمكانيات لطرد الأعداء والصهاينة واستعادة فلسطين والأقصى من الكيان الغاصب، وقال “ليس منا من العلماء من يقف مع العدو وممارساته وما يرتكبه من جرائم ومجازر بحق الفلسطينيين”.
وبارك رئيس الجمعية الجزائرية، للشعب اليمني وعلمائه المواقف المشرفة التي وصلت إلى أًصقاع العالم، معرباً عن الأمل في أن يقتدي علماء الأمة بعلماء اليمن الذين يقفون مع الحق والعدل وفلسطين ومظلوميتها، ولا بد أن يعرف الجميع الحق من الباطل والخير من الشر.
كما حيا المقاومة الباسلة في غزة ومختلف دول العالم واستبسالهم وشجاعتهم ومواقفهم البطولية ضد الكيان الصهيوني وبشرهم بأن الجنة هي مثواهم.
الشيخ محمد العيسوي من علماء الأزهر الشريف بين، أن ما يجري في غزة كشف الوجوه وعرى مواقف النفاق والتخاذل ومد العون لليهود في وقت يُقتل الأطفال والنساء وتدمر المساكن والمساجد، لافتاً إلى أن الإمارات العبرية تمد جسراً برياً وجوياً لمد اليهود بكل شيء وهذا تمايز الصفوف.
وأشار إلى أن هناك ملاحم وطوفان الأقصى بداية الملحمة، والنصر قادم، مؤكداً أنه ينبغي على العلماء إحياء عقيدة الجهاد في سبيل الله في نفوس المسلمين والشباب والأجيال، والتعريف بمعنى الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام.
في حين ثمن رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله العلامة هاشم صفي الدين، جهود القائمين على المؤتمر الذي جمع العلماء دفاعاً عن غزة وفلسطين والأقصى الشريف، مستعرضاً آيات القرآن الكريم التي تحث كافة المسلمين، في كل زمان على الجهاد في سبيل الله ومواجهة الطواغيت وأولياء الشيطان.
وقال “إن أوضح مصداق لاتباع الطاغوت في عصرنا هي أمريكا وصنيعتها الكيان الصهيوني القائم على الظلم وارتكاب المجازر والجرائم بكل جرأة ووقاحة وتحدٍ للقوانين السماوية والأرضية التي تحترم الإنسان والإنسانية”.
وذكر صفي الدين، أن ما يحصل ما غزة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر من جرائم ومذابح للنساء والأطفال وتدمير المباني والمستشفيات ومنع الغذاء والدواء بمشاركة غربية وأمريكية، يضع المسلمين عامة والعلماء خاصة أمام مسؤولية الدفاع عن المستضعفين والمضطهدين.
وشدد على أن من أوجب الواجبات اليوم الوقوف إلى جانب شرفاء غزة والمقاومة الفلسطينية التي تسطر ملاحم البطولة دفاعاً عن فلسطين وكرامة الأمة والأٌقصى.
وعرّج رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله على الموقف الجلّي والواضح لأهل اليمن أهل الوفاء والشجاعة والنخوة في تقديم التضحيات وتنفيذ الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، معتبراً أنه نابع من الإحساس بالمسؤولية وأصبح الأنموذج الأرقى في العالم.
وقال مخاطباً اليمنيين “أزلتم العار عن أمتنا بما فعلتموه، وأعظم من ذلك الضغط على العدو وانتصرتم على ذاتكم وتجاوزتم خصومتكم لمصلحة الأمة والإسلام، وهو نتاج للعلماء الربانيين في اليمن”، مضيفاً “كل فضل يتحدث عنه العالم عن اليمن وجهادهم يبقى أقل بكثير من المظلومية التي عاشها الشعب اليمني”.
ووجه صفي الدين، تحية الإسلام والإجلال والتقدير لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على مواقفه المشرفة في هذه الظروف الحساسة متجاوزاً كل الظروف التي يمر بها اليمن، لافتاً إلى أن هذا الموقف سيسجل في تاريخ الأمة، واستقى صوابيته من الإسلام والقرآن الكريم.
وأعرب عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بنتائج إيجابية تترك أثراً طيباً على المعركة التي تخوضها الأمة في غزة والدفاع عن كرامتها وشرفها.
العلامة أحمد درهم المؤيدي، شدد على وجوب وقوف الأمة الإسلامية والعربية صفاً واحداً في مواجهة المعتدين والغزاة في فلسطين، لأن الكيان الصهيوني يتكون من شذاذ الآفاق وهم من أقاصي الغرب والشرق اجتمعوا ليظلموا أهل الأرض الأًصليين وتدنيس المقدسات الإسلامية.
وقال :”يجب على أبناء الأمة الوقوف لنصرة فلسطين والمقدسات، فقد بلينا بأنظمة وحكام يعبدون الكراسي أكثر مما يعبدون الله، ويهابون الأمريكي والأوروبي، أكثر مما يهابون المولى تبارك وتعالى، وجعلوا شعوبهم خداماً لهم ولقوى الهيمنة والاستكبار، التي تنهب خيراتهم وثرواتهم لضمان سلطة الحكم”.
وتابع المؤيدي “نحن في اليمن منّ الله علينا ووهب لنا قائداً حكيماً أتاح لنا الفرصة ووسع لنا المجال للقيام بواجبنا تجاه العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن وكذا العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة، الذي ارتكب المجازر المروعة بحق المدنيين والأطفال والنساء”.
وأشار إلى أن الشعوب الإسلامية، تحمل ما يحمله الشعب اليمني من بسالة وشجاعة ضد الظلم والظالمين، لكن الحكام والأنظمة شغلتها عن القيام بهذه المهمة، داعياً إلى دعم المقاومة الفلسطينية بكل الإمكانيات المتاحة، والإنفاق في سبيل الله، دفاعاً عن الأمة وقضاياها وخدمة دين الله والجهاد في سبيله.
ودعا العلامة المؤيدي، العلماء والخطباء والمرشدين إلى التوعية المجتمعية بأهمية التبرع بالأموال والإنفاق في سبيل الله.
بدوره اعتبر العلامة عبدالقادر الأهدل، المؤتمر نعمة عظيمة للتشاور والتدارس والتناصح والتناصر في قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وأكد أنه يتوجب على الجميع حمل السلاح في مواجهة الأعداء لنصرة عباده المستضعفين أو الشهادة في سبيل الله، مباركاً استشهاد عشرة من القوات البحرية وهم يواجهون الأعداء من قوى الهيمنة والاستكبار أمريكا وإسرائيل.
وحث العلامة الأهدل على بذل الطاقة الإيمانية والنورانية والقرآنية تجاه الأمة، وما تواجهه من مخاطر وتحديات من قبل أعدائها، مبيناً أن الفلسطينيين يعانون منذ 75 عاماً ويتحملون أشد صنوف العذاب الصهيوني، وذلك نتاج قوة إيمانية وقيم وأخلاق ومبادئ إسلامية عظيمة.
وحث على توحيد الصفوف ونبذ الفرقة والشقاق، والاقتداء بأخلاق المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومواجهة محاولات الأعداء لتمزيق الأمة وتقسيمها ليسهل لهم السيطرة عليها ونهب خيراتها وثرواتها.
وطالب العلامة الأهدل، العلماء بالاضطلاع بواجبهم ودورهم في التوعية بما يحاك ضد الأمة من مخاطر تستهدف تمزيقها وتفرقها.
تخلل المؤتمر الذي حضره نواب وزراء الإرشاد وشؤون الحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي والعدل الدكتور إسماعيل الوزير والخدمة المدنية والتأمينات عبدالله المؤيد، قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز.
بيان المؤتمر
بيان المؤتمر العلمائي لنصرة غزة دعا إلى الوحدة والاعتصام ونبذ الفرقة والاختلاف بين المسلمين، كما دعا الأنظمة إلى اتخاذ إجراءات عملية في مواجهة العدو الإسرائيلي.
كما دعا البيان الأنظمة المطبعة إلى قطع العلاقات ووقف التطبيع مع قتلة الأطفال والنساء ومغتصبي الحقوق، ودعا الأنظمة والشعوب إلى فك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات ورفع المعاناة على الشعب الفلسطيني.
وشدد البيان على أهمية تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والرياضية.. مؤكدا على ما تضمنته الكلمة الأخير للسيد القائد والإعلان الصريح عن موقف اليمن مع الشعب الفلسطيني.
وأدان البيان التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر واستهداف زوارق البحرية اليمنية مما أسفر عن شهداء ومفقودين.. مؤكدا على مشروعية ما قامت به القوة البحرية من منع للسفن المتجهة للكيان الصهيوني الغاصب والداعمة له .
وأوضح أن التواجد الأمريكي في البحر الأحمر والعربي وعسكرة المياه الدولية يشكل خطورة على أمن وحرية الملاحة البحرية.. مؤكدا وجوب توجه الشباب إلى ميادين الإعداد والتأهيل والتدريب لمواجهة العدوان والمخاطر المحققة منها والمحتملة.
وأهاب البيان بأبناء الشعب وأحرار الأمة إلى اليقظة والوعي والجهوزية العالية والاستعداد لخيارات الرد على التصعيد الأمريكي.. داعياً سائر علماء المسلمين للتحرك الجاد والصادق بالتوعية والإرشاد وإحياء روح الجهاد في قلوب المسلمين.
وأكد على ضرورة البذل ووجوب الإنفاق في سبيل الله ودعم القوة الصاروخية والطيران المسير والتصنيع الحربي والجيش وضرورة البذل ووجوب الإنفاق في سبيل الله ودعم القوة الصاروخية والطيران المسير والتصنيع الحربي والجيش.. كما أكد على ضرورة استمرار التفاعل مع القضية الفلسطينية وإبقائها حية في وجدان الأمة وحضور المظاهرات.
وأدان البيان تقاعس مجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية عن إيقاف العدوان وإغاثة غزة.. كما أدان وصف بعض الدول العربية وغيرها لحركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة بالإرهاب.
وأوضح أن المقاومة في وجه الاحتلال والتواجد الأمريكي جهاد في سبيل الله.. مشيدا بمواقف أحرار الأمة والعالم المناصر لغزة وفلسطين وخاصة الشعب اليمني وحزب الله في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق.
ونصح بيان المؤتمر العلمائي العلماء المغرر بهم في المناطق المحتلة اليمنية إلى العودة إلى جادة الصواب فقد تبين الصبح لذي عينين وسقطت الأقنعة.