الدور الجهادي للمرأة الفلسطينية
يمانيون – متابعات
المرأة الفلسطينية المؤمنة ركيزةٌ أساسية في تربية الأجيال قديماً وحديثاً على ثقافة الاستشهاد وحب التضحية في سبيل الله وسبيل الوطن المحتل بمشارِكتها الفاعلة إلى جانب الرجل في الجهاد والمقاومة بحسب الدور المنوط بها، إذ قدّمت نموذجاً يُحتذى به في الصمود والتضحية , لتكون إما أسيرة أو جريحة أو شهيدة.
والمرأة الفلسطينية المجاهدة تُعدّ جُزءاً أصيلاً من معادلة تحرير الأرض والإنسان، إنها “أيقونة الحرائر” في كل العالم، فهي الأم التي أنجبت المقاومين والشهداء، وقامت بتربيتهم على العزة والكرامة، وهي الأخت التي صمدت وكانت الظهر الحامي للمقاومين الأبطال، وبثّت فيهم الحماس، وهي الثائرة والأسيرة والشهيدة.
مقاومة وكفاح
لعبت المرأة الفلسطينية المجاهدة دوراً مهماً وبارزاً في مقاومة الاحتلال الصهيوني، منذ النكبة الأولى عام 1948م, وتنوعت أدوارها ومشاركاتها في المقاومَة المسلحة، والعمل السياسي، وقبلهما في النشاط الاجتماعي والثقافي. . فهي الأم والأخت والزوجة والعاملة والمقاومة التي شاركت في جميع مراحل نضال الشعب الفلسطيني في مقاومة الغاصب المحتلّ.
وهي من حملت على عاتقها مسئولية المشاركة في المقاومة الشعبية منذ بداياتها، إذ برز دورها في المظاهرات والاحتجاجات ضد الاحتلال الصهيوني.. كما شاركت في أعمال المقاومة المسلحة منذ ثورة الحجارة وحتى يومنا هذا، يوم طوفان البندقية والطائرات المسيّرة والصواريخ.
أدوار اجتماعية رغم الاستهداف
أسهمت المرأة الفلسطينية بأدوار ملحوظة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والزراعية والتعليمية والصحية , ورسمت لوحة الخلود من خلال حرصها على صناعة الأجيال وتنشئتهم على ثقافة الشهادة منذ نعومة الأظفار .. تلك الثقافة التي أثمرت كل هذا الضجيج والانبهار العالمي حول بطولات أبنائهن وبطولاتهن وهن يصنعن دروس المستقبل في التضحية والفداء .
وبرز دورها بشكل خاص بتقدمها في خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى , وتصدّيها حتى اللحظة لكل التحديات المفروضة عليها من الكيان الغاصب الذي يتعمّد استهدافها خصوصا، بدءاً باقتحامات حُرمة المنازل وترويع الأهالي, مروراً بالاعتقالات الإدارية والتعسفية والسياسية والأمنية ، وتعرضها في المعتقلات لمختلف أنواع التعذيب والمعاملات اللاإنسانية والقتل الممنهج والتضييق على كافة نواحي حياتها .
الغرب ونساء فلسطين :
أسقط الغرب كل الشعارات الزائفة التي يتغنّون بها عن حقوق المرأة , ودفعوا بكل ما استطاعوا من قوة عسكرية ومالية وإعلامية لرفع معنويات جيش الاحتلال في استمرار انتهاكاته وجرائمه البشعة بحق المرأة الفلسطينية.
وسقطت مع الشعارات الزائفة تلك , الأدوار المنوطة بالمنظمات الدولية المعنية بمختلف مجالات حقوق البشر , من خلال تغاضيها عما يحدث في “غزة هاشم” من جرائم جسيمة بحق المرأة , ومن خلال تحوّل الكثير من أفرادها إلى جواسيس وداعمين بتبرير وحشيّة العدو الصهيوني .
وأصبحت شعارات حقوق المرأة حبراً على ورق , إذ تعامت عيون مروجي الشعارات الكاذبة عن صلف وعدوانية الكيان المحتل ضد المرأة الفلسطينية والغزاوية بشكل خاص وهي مضرجة بدمائها ظلماً وعدواناً واستهدافاً مُتعمّداً , تنكيلاً وانتقاماً من صانعة الرجال الأشاوس الذين يلقنون العدوّ الصهيوني كل أشكال الوبال .
سرّ الصمود
وها نحن نشاهد هذه الأيام قوة وصمود المرأة الفلسطينية في “غزة” التي يشنّ عليها العدو الصهيوني حرب إبادة، وما أظهرته هذه المرأة العربية الأصيلة من شجاعة وبسالة وعنفوان في مواجهة العدوان العبري شاهد على عظمتها، ولا عجب أن نجد المجاهدة الفلسطينية على الدوام في مقدمة الصفوف في كافة ميادين الجهاد، واقفة كالجبال الرواسي بشموخ وإباء وكبرياء، من نماذج ذلك:
1 – تقدّم صفوف المتظاهرين ضد العدوان في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتشجّع الشباب الثائر للتقدم باتجاه العدو وعدم التراجع أو التقهقر.
2 – تسجيل حضور لافت في الأعمال الإنسانية والانقاذية خلال المواجهات العسكرية مع قطعان الاحتلال الصهيوني، فهي الطبيبة والمسعفة والممرضة، غير آبهة بالمخاطر المترتبة على هكذا نوع من الأنشطة الإنسانية.
3 – لعبها دور محوري في الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية وتأكيد رسالتها النضالية بالحجر من قلب النار والمواجهة، لأن لديها إرادة وهوية وطنية تأبى الاندثار والتلاشي والاستسلام.
4 – مواجهتها حرباً ديمغرافية صهيونية مبرمجة هدفها الحد من التكاثر الفلسطيني، مداليل ذلك نجدها في إجابة “غولدا مائير” عندما سُئلت عن السبب الذي يمنع عنها النوم، فقالت: “ولادة طفل عربي”.
ويشكل الهاجس الديمغرافي قلقاً دائماً في الذهنية الصهيونية، ولا تُخفِ تصريحات قادة الاحتلال الخوف المتعاظم لدى هذا الكيان المهترئ من تزايد عدد السكان الفلسطينيين، وتشكيل ذلك تهديداً وجودياً لأحلام نقاء الدولة العبرية، ووصلت قذارة أجهزته الأمنية لتسميم خزانات المياه في مدارس البنات بمواد كيماوية تُسبب العقم والإجهاض من أجل الحدّ من التناسل الفلسطيني وتغليب الوجود اليهود، خصوصاً في مدينة القدس الشرقية.
– سبأ / نور الهدى الشريف