شركات عالمية تقود حملات دولية لتبييض صورة “المراهق” بن سلمان .. دوامة خسائر مالية مهولة في الحرب والسلام
يمانيون – متابعات
ضمن مخاوف عدة لدى النظام السعودي يتصدرها تصاعد وتيرة الصراع على العرش بين مراكز قوى العائلة الحاكمة والقلق من التداعيات الخطيرة للحرب العدوانية الفاشلة التي تشنها الرياض على اليمن، بدأت شركات علاقات عامة دولية بحملات دعائية لتبييض صورة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان تسعى إلى تغيير صورة “المراهق المندفع” الغارق في حرب عبثية يديرها من غرفة والده المريض بالقصر الملكي إلى أخرى الوريث الجديد للعرش المتصدر لجهود السلام في المنطقة والحامل للواء المشاريع الاقتصادية العملاقة.
وجاءت هذه الحملة بعد سنة من الاخفاقات المريرة للنظام السعودي في تجربة الحرب العدوانية الوحشية التي شنها على اليمن والتي حاول من طريقها استثمار حال الانقسام في الشارع اليمني واستعداد طابور طويل من اركان النظام السابق الموالي لعبد ربه منصور هادي ومراكز نفوذ حزب الإصلاح ( الفرع اليمني لتنظيم الإخوان) لادارتها وتحقيق اهدافها بصورة سهلة دعما لطموحاته في وراثة العرش عن ابيه وتقديم نفسه الحاكم القوى الذي يخشى منه في منطقة تعصف بها الأزمات.
وطبقا لتقارير أوروبية فقد دشن بن سلمان الذي تصفه مراكز العائلة الحاكمة بـ “المراهق” مرحلته الجديدة بتوقيع عقود مع شركات علاقات عامة اميركية وفرنسية وبريطانية بدأت بشن حملات اعلامية واسعة إرالة الصورة المتراكمة لدى الشارع العربي والدولي حيال “المراهق المندفع” كما تسميه الصحافة الغربية وتقدمه بصورة جديدة يتصدرها الانجازات الاقتصادية الكبرى التي تنتظر المملكة في عهده.
وبعض هذه الشركات قادت لمحمد بن سلمان حملاته السابقة وخصوصا خلال حربه العدوانية على اليمن ونجحت بشكل لافت في تغييب الصورة الحقيقة للعدوان السعودي ووفرت له الكثير من الذرائع وحيدت الاعلام العربي والدولي كليا بحملات بروبغاندا لبن استغرق العالم سنة من العدوان الوحشي والمجازر لكي يعرف أن السعودية ضالعة في حرب وحشية في هذا البلد .
وتشير التقارير إلى أن بن سلمان ابرم مؤخرا مع احدى شركات العلاقات العامة الفرنسية تملكها اليهودية المتطرفة اليزابيث بادينتر والتي حصلت على مبلغ مالي كبير لقاء إدارتها حملات دعائية تستهدف تحسين صورة بن سلمان في العالم بصورة مغايرة للصورة التي اثارت حال استياء في العديد من العواصم الغربية بعدما قدم نفسه خلال سنة من العدوان السعودي على اليمن بوصفه رجل الحزم والحرب القوي في المنطقة وهو المشروع الذي تعرض لانتكاسات كبرى في الهزائم المتلاحقة والفشل التي منيت بها ماكينة الحرب السعودية في سوريا واليمن.
زاد من ذلك حملة الانتقادات العالمية الواسعة حيال جرائم العدوان السعودي على المدنيين في اليمن والمجازر الوحشية التي ارتكبها الطيارين السعوديين خلال سنة من العدوان الوحشي على اليمن وكانت موضع انتقادات وادانات دولية واسعة تجاوزت بقوة سياج المنع الاعلامي الذي فرضته الرياض خلال سنة من عدوانها على اليمن.
وتفيد التقارير الغربية إن بن سلمان وقع العقد مع هذه الشركة المعروفة باسم ” publicis” في اطار اماله في الحصول على وسام من الحكومة الفرنسية يعادل الوسام الذي حصل عليه محمد بن نايف سابقا واثار انتقادات واسعة بداخل فرنسا خلال الفترة الماضية.
ودشنت وسائل اعلامية عربية وغربية حملات مشابهة لتبييض صورة بن سلمان،وسط تقارير ت حدثت عن تخصيصه ميزانيات كبيرة للغاية قد تكبد السعودية خسائر تضاهي خسائر المملكة في مرحلة الحرب.
ودشنت الحملات الدعائية العديد من الشركات الغربية التي شرعت بتسليط الضوء على مشاريع اقتصادية عملاقة يديرها محمد بن سلمان شاركت فيها شبكة بلومبيرغ الاعلامية الأميركية والتي بثت حواراً مطولاً له الجمعة الفائتة تحدث فيه عن مستقبل الاقتصاد السعودي في ظل توجهات الرياض التخلي عن الاعتماد على النفط بشكل رئيسي خلال عشرين عاماً، فضلا عن حديثها عن مشاريع خفية كبرى يتصدرها الصندوق السعودي السيادي ومشاريع تحرير صناعة النفط في المملكة وغيرها.
لكن مراقبين للشأن السعودي اعتبروا حملات بن سلمان محاولة يائسة عكست إلى حد كبير قلق العائله الحاكمة من تفاقم حجم الخسائر والانتكاسات التي تكبدتها الرياض في حربها العدوانية غير المبررة على اليمن والتي تجلت في فقدان الرياض السيطرة على أجزاء كبيرة من مدنها في الحدود الجنوبية، كما اعتبرتها محاولة يائسة لتجاوز عقبات كبرى قد تعرقل وصول المراهق بن سلمان إلى العرش بعدما تلطخ بقضايا فساد وعمولات وتبديد أموال باهضية في سهرات ماجنة في العواصم الاوروبية.
يضاف إلى ذلك سمعته التي تدهورت بصورة مريعة مع تصدره برنامج الاصلاح الاقتصادي في المملكة الذي قررت فيه الحكومة السعودية تعويض العجز الناجم عن تفاقم النفقات من طريق رفع اسعار المشتقات النفطية وفرض رسوم ضريبية اضافية على السلع والخدمات وهي الخطوات التي اثارت حال استياء واسع بالداخل السعودي بعدما فرضت اعباء كبيرة على المواطن السعودي الذي يعيش فوق أكبر حقل نفطي في العالم.
ويقول مراقبون للشأن السعودي إن الفريق المحيط ببن سلمان والذي ورطه كثيرا في المستنقع اليمني بشكل بدا خلال الفترة الأخيرة عازما على خوض تجربة أخرى تعتمد على شركات العلاقات العامة ووسائل الإعلام لصناعة صورة مغايرة لبن سلمان الحالم بكرسي العرش لكنهم يؤكدون تفاعلات المسرح الدولي لن تكون مواتية هذه المرة وإن حصلت فان بلغو هذا الهدف سيكون بلا شك باهظ التكاليف.