حميد عبدالكريم دلهام
– من بين تلك الحشود الهائله، والامواج البشرية المتلاطمه، انبرى المارد اليمني ليسجل يوما جديدا من ايامه المشهودة، يوما سيخلده التاريخ في انصع صفحاته، ويكتب تفاصيله بأحرف من نور..يوم يعبر عما قبله، و يؤسس لما بعده.
قف.. انت معذور..لا تتأطر باطر الصحافه، ولا تكبل نفسك بقيود الكتابة فيها..فانت انسان، تحمل في أعماقك وجدان..لن يتمالك نفسه…لابد ان ينساب..فالمشهد امامك لم ولن يتكرر..واللوحة تجاهك تشدك ، وتجعلك تقف امامها مبهورا..مشدوها..فهي نادره..فريده..وحيده..عنيده..مجيده.. قلما..بل يستحيل ان يوجد لها مثيل.
يا سادة..انها صنعاء..بجمالها..بأصالتها..بعراقتها.. لبست حلتها..وتزينت في يوم صمودها..وكشفت عن نقابها..لتبدو مزيجا من المتناقضات..ولكن في تناغم تام..وانسجام فريد.
صنعاء الرقة، و العذوبة، والجمال..تبدت في أقصى درجات عنفوانها، و شدتها، و قوة بأسها.
صنعاء الأبية العصية..التي ظنها الأعداء لقمة سائغة..سهلة البلع ، ها هي تنتفض.. ها هي تزمجر .. ها هي تحيل أحلامهم الى سراب..و آمالهم الى يأس دائم..و محاولاتهم الى فشل محبط..
صنعاء بعد عام كامل من القصف..من القتل..من الدمار الهائل..من الحصار الخانق..ترفع أعلاما…لكنها ليست رايات بيض..بل بيارق صمود..وشارات نصر..و أعلام للنفير العام..
صنعاء التي هددوها، و وعدوها بالخراب حجرا حجرا..أو أن تستسلم..لم تصغ إلى ترهاتهم..ولم ولن تركع..او تخضع.
صنعاء التى استنفدوا كل مخزون حقدهم الدفين ضدها..واستعاروا نفس الشيطان في الكيد لها..و مكروا بها مكرا كبارا..لم تلين، أو تستكين.
صنعاء التي قصفت بالنيترونية.. و الفراغية.. و المظلية ..و العنقودية ..و.. و.. إلى آخر قائمة المحرمات.. والممنوعات.. بادرت بكل عزة واقتدار.. إلى إعلان تحديها..و تخليد ذكرى يوم بداية العدوان عليها، في ذاكرة أجيالها، كيوم نصر وصمود.
صنعاء المتهمة بالتمرد، والانقلاب على الشرعية…ها هي في يوم صمودها..تعلن وتثبت للعالم اجمع بأنها الشرعية..وأم الشرعية..وأساس الشرعية..والمصدر الوحيد لها.
تلك صنعاء ..في يومها المجيد..ليست مدينه بين جبلين فحسب..بل هي ام الوطن..وقلعة صموده… ورمز عزته وسيادته..ولا غرابة ان تشهد وتحتضن فعاليات شعبية بتلك الضخامة..وان تتحول الى بحر بشري متلاطم الأمواج..يصرخ بصوت واحد..ويردد هتافا واحدا..ويخدم هدف واحد..
إنها صنعاء..وجدت لتبقى.. و ستبقى عزيزة..حرة..أبية.