الغزو البري في يومه الـ 12: جيش الاحتلال بحاجة ماسّة الى هدنة
يمانيون – متابعات
يشبّه بعض المراقبين العسكريين ما يحصل خلال عملية الغزو البرية الصهيونية في قطاع غزة، بما حصل في فيتنام مع جيش الاحتلال الأمريكي، لناحية الفشل في تحقيق أهداف حقيقية، بالرغم من امتلاك الطرفين لأكثر ترسانة أسلحة تطوراً وفتكاً في العالم.
فبعد أكثر من شهر من بدء العدوان الأمريكي الصهيوني على قطاع غزة، بات مسؤولو الاحتلال أكثر جرأة، في الاعتراف ببعض خسائرهم وصعوبة تحقيق أهدافهم بمواجهة المقاومة الفلسطينية، وطول أمد العملية البرية.
فما هي الوضعية التعبوية والتكتيكية لجيش الاحتلال في قطاع غزة خلال 24 ساعة (الثلاثاء 7-11-2023)؟
أولاً: أهداف المناورة الشاملة لجيش الاحتلال
1)تركيز الجهد الرئيسي على المحاور الغربية (الشمالية – الجنوبية – شاطئ البحر).
2)تأمين القوات وإعادة تنظيم استعدادها في معظم المحاور.
3)التحول إلى الدفاع الثابت مقابل ارتفاع عمليات التعرض من المقاومة.
4)التحضير لتنفيذ وقفة تعبوية (ملزمة) لإعادة تنظيم القوات التي بات استعدادها في عدد من المحاور يعاني من الفوضى.
ثانياً: وضعية جيش الاحتلال في الـ 24 ساعة الماضية:
دفع جيش الاحتلال بنصف قواته العاملة بغزة تقريباً، في معركة الواجهة البحرية، ومنذ الساعة 8 من مساء الاثنين 6-11-2023 وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، تحاول فرقتان كاملتان – واحدة من الشمال الغربي والثانية من الجنوب الغربي- بطاقة نارية هائلة من البر والبحر والجو، بهدف محاولة شق الكيلومترات السبعة بين الأطراف الجنوبية لمنطقة الشيخ عجلين والأطراف الشمالية لمخيم الشاطئ دون جدوى. حيث تعرض الصهيوني لخسائر كبيرة فاقت الـ 25 آلية منها 13 دبابة و5 جرافات و7 آليات مدرعة من نوع النمر.
وفيما يبدو أن الهدف الرئيسي للهجومين هو الوصول إلى مستشفى الشفاء وميناء غزة البحري، فإن شراسة وتكتيكات المقاومة استطاعت فرملة الاندفاعة الكبيرة لحوالي 1500 آلية مدرعة، وتمكنت من حصر الهجوم الأول في محيط فندق المشتل، ولم يتمكن اللوائين المدرعين المدعومين بلوائي مشاة خاصة وجهد هندسي، من قطع أكثر من 520 متراً (على بعد 200 متر من جنوب غرب مبنى المخابرات المعروف بمبنى السفينة)، معظمها في المناطق المفتوحة على جانبي شارع أحمد عرابي.
وتستمر القوة المهاجمة التي تعرضت لكمينين كبيرين وخسرت 13 دبابة وعدد من الآليات بمحاولة الضغط بشق النفس جنوباً دون جدوى، حيث تزداد خسائرها كلما تقدمت 100 متر أو أقل في ظل مقاومة اسطورية من رجال المقاومة، الذين استفادوا من غياب عاملي القصف الجوي والمدفعي البري والبحري ليتفوقوا على القوات المهاجمة بالقذائف الترادفية من نوع الياسين 105 وعبوات العمل الفدائي التي يشغلها المقاومون من النقطة صفر، فضلاً عن الألغام والنسفيات الكبيرة التي تعرضت لها ارتال الصهيوني المدرعة كل عدة امتار من توغلها .
أما الهجوم الثاني الذي تحرك باستعداد فرقة مدرعة كاملة على شعبتين، فتمكنت شعبته الأولى من اجتياز 400 متر من منطقة الشيخ عجلين شمالاً، فيما لم تحقق الشعبة الثانية في منطقة تل الهوى أي تقدم يذكر، وبقيت في حالة كر وفر في مسافة 100-150 متراً حتى عصر الثلاثاء، حيث توقفت عن أي اعمال هجومية .
بنفس الأسلوب زج الصهيوني ما تبقى له من قوات ومن احتياطي يقدر بلواء مدرع ولواء مشاة، للتخلص من العائق الذي علق فيه منذ 25-10-2023 في المناطق الداخلية لبقعة العمليات في بيت لاهيا، وتحديداً في مناطق العطاطرة والسودانية والصفطاوي وذلك بمحاولة الاندفاع جنوباً عن طريق ( الكرامة – دوار التوام ) لتحقيق التماس مع حي الشيخ رضون، إلا أن المقاومة الكبيرة التي تعرض لها في هذا المحور أجبرته مجدداً على الرجوع إلى أدراجه، وتكليف سلاح الجو والمدفعية بمحاولة تليين المحور عبر الاجهاز على ما تبقى من أبنية ومربعات سكنية في ذلك المحور .
ويستمر جهد مناورة العدو في المحور الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، عند أطراف خان يونس ودير البلح جهداً دفاعياً، حيث تتعرض قوات الاحتلال لجميع أنواع الضربات من المقاومة التي تدير الجهد التعرضي بشكل بارع ومتقن ( قنص آليات ودبابات – التحام مباشر – هجوم من خلف الخطوط – قصف تجمعات داخل وخارج غزة – ضرب تجمعات المشاة بالصواريخ ومدافع الهاون داخل وخارج غزة – تفجير عبوات – قنص أفراد وآليات بأسلحة قنص ثقيلة) فيما يرد الإسرائيلي بقصف المناطق التي يحتمل احتواءها لمقاومين في المغازي وأطراف خان يونس والقرارة والجهة الشمالية الغربية لوادي غزة، بالمدفعية والطيران الحربي والمروحي ونيران الدبابات .
أما في المحاور الشمالية الشرقية (بيت حانون – المقبرة الشرقية)، فيستمر الصهيوني في تثبيت قواته والانتقال إلى الدفاع الثابت دون أي تقدم يذكر، حيث أن قواته التي تتمركز في هذين المحورين لم تأت بأي جهد منذ 72 ساعة، وذلك بعدما أقامت سواتر ترابية على شكل دائري لحماية أصولها البشرية والمادية، ومن الملاحظ أن نسبة عالية من القوات تنام في المدرعات، وتبلغ نسب خيم المنامة في هذين المحورين أقل من 20%.
وفي إشارة إلى المشاكل التي يعانيها جيش الاحتلال من الخسائر البشرية، بلغ عدد الجرحى في مستشفى برازيلاي في عسقلان المخصص لعلاج الجنود 1705 مصاباً، وهو ما يؤكد الارتفاع الكبير بعدد خسائره. مع الإشارة الى أنه يستفيد أيضاً من مستشفيات سوروكا في بئر السبع وهداسا في تل أبيب ورامبام في حيفا لعلاج جرحاه، بالرغم من أن وزارة صحة في الكيان لم تعترف إلا بـ 342 مصاباً و 51 منهم حالتهم خطيرة.
نتائج مناورات العدو في الـ 24 ساعة الماضية:
_لم تحقق الفرقة المدرعة التي دفع بها لتنفيذ جهد هجومي شمال غرب قطاع غزة باتجاه الجنوب سوى تقدماً لـ 520 متراً على الشارع الساحلي شمالي مخيم الشاطئ، وتكبدت خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.
_فشل محاولة الهجوم عن طريق (الكرامة – التوام) بهدف تحقيق التماس مع حي الشيخ رضوان من خلال تكثيف الضغط الهجومي غير المجدي على العطاطرة – الصفطاوي – السودانية، التي يقاتل فيها العدو منذ 25-10-2023.
_أصيب الجهد الجنوبي الغربي بنكسة كبيرة، بعدما فشلت محاولات الصهيوني للتقدم إلى تل الهوى وحي الزيتون، مستفيداً من بناء استعداد كاف يوازي نصف فرقة مدرعة لملاقاة نصف الفرقة الآخر الذي كان يهاجم من أطراف الشيخ عجلين الجنوبية إلا أن شراسة المقاومة في محور تل الهوى وفي الشوارع المتفرعة من الشارع رقم 10 باتجاه الشمال أجهض الهجوم الذي كان يحاول أن يحقق تقدماً باتجاه مستشفى القدس حتى شارع الرشيد على البحر. إلا أن الجهد الهجومي الذي تحرك من جنوب الشيخ عجلين لم يتمكن من التقدم أكثر من 400 متر، فتوقف هجوم تل الهوى بعد تعرضه لمقاومة مجهدة.
_نصب سواتر لحماية الأفراد والدبابات شرقي بيت حانون وفي المقبرة الشرقية وفي منطقة جحر الديك، وعلى الطريق رقم 10 وفي معابر كارني وصوفا .
_اعتماد الدفاع الثابت مقابل انتقال المقاومة في معظم المحاور إلى المناورة بالحركة وبالنار وتحقيق تكافؤ في المطاولة العسكرية رغم التفاوت الكبير بالقوى .
العمليات الدفاعية والتعرضية للمقاومة خلال 24 ساعة
_استخدام تكتيكات الصد الفردي والجماعي في منع الاسرائيلي من التقدم من اتجاهات الجهد الرئيسي .
_تكثيف العمليات التعرضية من النقطة صفر ومن خلف خطوط العدو في المحاور الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والوسطى الغربية ومحاور الجنوب الشرقي .
_تعطيل المحاولة الهجومية التي نفذتها فرقة مدرعة ومشاة خاصة للاحتلال منذ الساعة الـ 8 من مساء الإثنين حتى الثلاثاء، في شمال محور مخيم الشاطئ، وكسر كل محاولات تقدمه في هذا المحور خلال النهار الذي تعرض فيه الاحتلال لخسائر كبيرة .
_تعطيل المحاولة الهجومية التي نفذها العدو، باستعداد بلغ حوالي النصف فرقة في المحور الاوسط باتجاه تل الهوى وأطراف حي الزيتون الشرقية والاطراف الغربية لحي الشجاعية، للسيطرة على مستشفى القدس وملاقاة نصف الفرقة الآخر الذي كان ينفذ هجوماً على شارع الرشيد المتاخم للبحر، من منطقة الشيخ عجلين ولم يتمكن من قطع أكثر من 400 شمالاً .
_فرض التثبيت والانتقال للدفاع الثابت على معظم المحاور الشرقية في مناطق العمليات الثلاث .
_دمج عمليات المقاومة في المحورين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي والاستفادة من نصف الجهد المقاوم في عمليات الدفاع وصد الهجوم باتجاه حي الشيخ رضوان .
_استمرار فرض مجال (حرام) بعرض 2-3 كيلومتر على تجمعات القوات الصهيونية خارج غلاف غزة بحيث أصبحت معظم العمليات اللوجستية تأتي من جهة الحدود الجنوبية مع مصر ومن الشمال الغربي تحت نيران المقاومة. وتتعرض معظم الجهود اللوجستية الآتية عن طريق معبر كارني لدعم المنطقة الوسطى لضربات مؤكدة من المقاومة.
_ارتفاع كبير بالقدرة التكتيكية والتعبوية في جمع المعلومات القتالية ذات الطابع التعبوي، فضلاً عن عمليات الاستطلاع والرصد الجوي والبري في الوقت الحقيقي، والاستفادة من ذلك في معظم المحاور وقد كشفت المقاومة عن قدرات استطلاع جوي ليلية في الميدان.
_رفع نسبة أفراد القناصة بشكل كبير، مما بات يؤذي الصهيوني الذي اعترفت قيادته بالتأثير الكبير لسلاح القناصة التابعة للمقاومة .
_الصد المباشر بالأسلحة الفتاكة (كونكورس – كورنيت – آر بي جي 29 – الياسين 105).
_التعرض والالتفاف خلف قوات الاحتلال لتنفيذ عمليات إيذائية .
_محاولة أسر جنود وضباط الاحتلال وإخفائهم في متاهات المباني .
_الاستفادة من الفراغات في المناطق المبنية التي يعرفها رجال المقاومة جيداً لتجهيز نسفيات كبيرة وزرع ألغام وعبوات قاتلة لآلياته وجنوده .
_تكثيف عمليات ضرب تجمعات المشاة التي تتخذ من البيوت ملاذاً وذلك عبر استهدافها بعبوات كبيرة مجهزة سلفاً، أو زرع عبوات من عناصر الجهد الهندسي، وتحقيق إنجازات مهمة في منع الاسرائيلي من الاستقرار واتخاذ ملاذات آمنة .
_تنظيم عملية إدارة النار لاستهداف تجمعات الاحتلال في مناطق التماس أو في المستوطنات المتاخمة للغلاف .
_المحافظة على وتيرة القصف الصاروخي لعمق العدو ومدنه الرئيسية، وهو ما يبقي الكيان في حالة الصدمة والتوتر .
خسائر العدو منذ بداية المناورة البرية في 7-11-2023
أولاً: الخسائر البشرية: مقتل 35 فرداً من جيش الاحتلال بينهم 21 ضابطاً وإجلاء نحو 380 جريحًا، وذلك في إطار نحو 191 عملية إنقاذ جوية وبرية حسب اعترافاتهم.
بالتقدير الأولي تكبد الاحتلال يوم الثلاثاء، أثماناً كبيرة في الارواح والعتاد، حيث خسر على أقل تقدير 15 دبابة وآلية في الخدمة والحركة الفعلية. وتقدر خسارة الاحتلال نهار الثلاثاء على أقل الاحتمالات 30 قتيلاً وأكثر من 75 جريحاً، وذلك من خلال شهادات الاخوة المقاومين في الميدان.
ثانياً الخسائر بالعتاد:
_منطقة العمليات الشمالية :
تدمير دبابات عدد 10
تدمير آليات مدرعة عدد 3
تدمير جرافة d9 عدد 2
افشال هجوم بري باتجاه شمال غرب مخيم الشاطئ عدد 1
افشال هجوم في محاور بيت لاهيا ( عطاطرة – صفطاوي – السودانية) عدد 1
اشتباك من نقطة صفر ومن خلف الخطوط عدد 25
قصف تجمعات عدد 25
استهداف قوات خاصة ( مختبئة في الابنية ) عدد 2
_منطقة العمليات الوسطى :
استهداف تجمعات مشاة عدد 4
استهداف تجمع دبابات عدد 2
تدمير دبابات عدد 2
تدمير آليات مدرعة عدد 2
قصف آليات متوغلة عدد 7
اشتباك مع قوة متوغلة عدد 5
منطقة العمليات الجنوبية :
اشتباك من نقطة صفر عدد 5
تدمير دبابات عدد2
قنص ثقيل عدد 1
قصف تجمعات داخل حدود غزة 6
قصف تجمعات خارج غلاف غزة 9
استهداف تجمعات خارج غلاف غزة بالصواريخ المباشرة عدد :3
وضعية الصهيوني المتوقعة في الساعات الـ 24 القادمة
سيسعى إلى :
_إعادة محاولة الضغط و التقدم باستعداد كبير يبلغ فرقتين مدرعتين من الجهتين الشمالية الغربية (منطقة الشاليهات – شارع عرابي) والجنوبية الغربية (الشيخ عجلين) ومنطقة تل الهوى حي الزيتون، للاقتراب ساحلاً لمحاولة احتلال ميناء غزة ومستشفيي الشفاء والقدس .
_تأمين قواته في الشمال الشرقي والغربي والجنوب الشرقي وحمايتها فضلاً عن استكمال نصب سواتر ترابية لحماية آلياته ونقاط تجمعه الثابتة داخل قطاع غزة.
_الاستمرار في حالة الدفاع الثابت في معظم المحاور باستثناء المحاور الساحلية.
_في حال النجاح بالاقتراب ساحلاً من ميناء غزة ومستشفى الشفاء، ستسعى القوات التي تسيطر على ميناء غزة بالاستفادة منه لتعزيز القوات وجلب المؤن عبر البحر وإعادة تنفيذ مبادرات مشتركة بين القوات البرية والقوات البحرية تخدم مناورته الهجومية في مدينة غزة.
_حل مشكلة وتكثيف العمليات اللوجستية من خارج الغلاف إلى نقاط تموضع القوات.
_رفع مستوى العمليات الاستطلاعية البرية والجوية بهدف حماية ووقاية القوات ومن المتوقع أن يتكثف عمل الدوريات الاستطلاعية، التي ستنفذها قوات نخبة قد يتحول بعضها إلى جهد استطلاعي قتالي، في حال عثور أي من هذه الدوريات على هدف مهم للمقاومة.
_الدفع بمزيد من القوات إلى الميدان لتعويض الخسائر التي بلغت بين 5-7 % من الارواح والعتاد المسخّر لغزة (كتيبة وسرية مدرعة وكتيبة مشاة) .
_الضغط على القيادة السياسية للعدو للقبول بهدنة بسبب اضطرار معظم قوات الاحتلال في غزة، إلى تنفيذ وقفة تعبوية واعادة تنظيم قواتهم .
_تنفيذ مجازر لأغراض عسكرية في المناطق التالية :
1)مخيم الشاطئ- حي الشيخ رضوان – مخيم جباليا – الشيخ عجلين – النصيرات – دير البلح .
2)مدينة غزة – غزة القديمة – شارع الزيتون –البريج – المغازي – غرب خان يونس – الاحياء والمربعات السكنية الواقعة شمال منطقة تل الهوى.
3)مستشفيي الشفاء والقدس في الوسط والمستشفى الاندونيسي في الشمال.
* المصدر: موقع الخنادق الاخباري