“غزة” تعمق هزيمة العدو: خسائر متصاعدة و “صفر” إنجازات
يمانيون – متابعات
تواصل خسائر جيش العدو الإسرائيلي الارتفاع برغم محاولاته للتكتم على حجمها الحقيقي، وذلك في مقابل عجز كامل عن تحقيق أي إنجاز بعد مرور أسبوع على بدء عملية اجتياح قطاع غزة التي وضع لها كيان العدو أهدافًا بات واضحًا اليوم أنها مستحيلة التحقّق، وأن مكابرة العدوّ وإصراره على مواصلة الجرائم تأتي مدفوعة بإدراكه للهزيمة المدوية التي لا يستطيع أن يخرج منها حتى بصورة انتصار وهمي.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، بأن عدد قتلى جنوده وضباطه وصل إلى 30 صريعًا منذ بدء العملية البرية في غزة قبل أسبوع، والواقع أنه لم يبدأ الاعتراف بسقوط قتلى في صفوف جنوده إلا من يوم الأربعاء الماضي، بعد أن تمكّنت المقاومة الفلسطينية من تدمير مدرعة وقتل 11 جنديًّا في ضربة واحدة وصفها متحدثُ جيش الاحتلال بأنها “أمر مؤلم لا يشبه أي شيء حدث من قبلُ”.
وكان جيشُ الاحتلال أقرَّ، مساء السبت، بمصرع أربعة جنودٍ، بينهم قائد سرية بنيران المقاومة الفلسطينية في غزة.
وبلغ العددُ المعلَنُ من قتلى جيش الاحتلال منذ بدء عملية “طُوفان الأقصى” أكثر من 346 جنديًّا وضابطًا، وذلك إلى جانب العدد الكبير من قتلى المستوطنين والذي يرجَّحُ أنه وصل إلى 1500 خلال الأيّام الأولى للمعركة.
وتُعتبَرُ هذه الخسائرُ “كارثية” ومزلزلة بالنسبة لكيانِ العدوّ الذي لم يعد قادرًا على إخفاءِ صدمته برغم محاولاته المُستمرّة للتكتم على العدد الحقيقي لقتلاه؛ إذ صرَّح العديدُ من مسؤوليه خلال الأيّام القليلة الماضية ومنهم وزير دفاعه يوآف غالانت، وعضو حكومة “الطوارئ” بيني غانتس ونتنياهو نفسه، بأن جيش الاحتلال يتكبد “خسائر مؤلمة وقاسية” ويواجه “أيامًا صعبة” وأن قادة الكيان “يذرفون الدموع عندما يشاهدون الجنود يتساقطون في غزة”.
ونجحت المقاومة الفلسطينية في تعميق شعور العدوّ بالصدمة والهزيمة، من خلال بث المشاهد النوعية وغير المسبوقة في تأريخ الصراع، والتي تُظهِرُ تدميرَ العديد من الآليات العسكرية لجيش الاحتلال من مسافة صفر وإحراقها، واستهداف تجمعات الجنود الصهاينة بالطائرات المسيرة.
وذكّر مشهدُ إحراق بعض آليات العدوّ بمشاهد العمليات النوعية للمجاهدين اليمنيين في معارك مواجهة العدوان، في تأكيد تأريخي على حقيقة انتصار إرادَة المقاومة والتحرير على آلة القتل المتطورة في كُـلّ مكان.
وقد علَّقَ ناطقُ أنصار الله محمد عبد السلام، الأحد، قائلاً إنه الصورة التي أظهرت إحراقَ آليات سعوديّة في اليمن بالولاعة، وإحراق مدرعات صهيونية بالولاعة في غزة، تؤكّـد أن “سلاحَ الإيمان والثقة بالله كفيلٌ بجعل هذه الأسلحة رغم كُلفتها لا تساوي شيئا”.
وبدا أن صورةَ الهزيمة الحتمية التي شكّلتها خسائرُ جيش العدوّ وبطولات المقاومة، قد اتضحت للجميع حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسه، حَيثُ نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين مطلعين قولهم إن “الجنودَ الإسرائيليين يُقتَلون في المعركة بأكثرَ من ضِعف معدل قتلاهم في عملية 2014” مشيرين إلى أن “مقاتلي المقاومة يبدون بالمقابل جهوزيةً وقدراتٍ أكبرَ من التي كانوا عليها عندما غزت إسرائيل غزة 2014”.
هذا أَيْـضاً ما يؤكّـدُه عجزُ جيش الاحتلال عن الحديث عن أي إنجاز واضح برغم مرور أسبوع على عمليته البرية في غزة، فبرغم القصف الجوي الشامل والمكثّـف، لم تستطع حشود الاحتلال ودباباته تحقيق أي تقدم بسيط على الأرض، ولم تستطع عرقلة قدرات المقاومة على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة، تجاه مختلف المستوطنات والمغتصبات في الأراضي المحتلّة، بل إن مجاهدي المقاومة ما زلوا ينفِّذون عمليات التفاف وتسلُّل خلف خطوط العدوّ؛ الأمر الذي يؤكّـد بشكل جلي أنه لا توجد أية فرصة أمام “نتنياهو” لتحقيق أي انتصار.
ويبدو أن هذه القناعةَ قد وصلت حتى إلى الداخل الإسرائيلي الذي شهدَ، السبت، احتجاجاتٍ كبيرة في تل أبيب وأمام مقر إقامة “نتنياهو” نفسه في القدس المحتلّة، على خلفية الفشل في الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، والعجز عن تحقيق أي انتصار في المواجهات، فضلًا عن السقوط المدوي الذي حدث يوم السابع من أُكتوبر، والذي جعل المستوطنين يقفون أمام حقيقةِ جيشهم الكرتوني وحكومتهم العاجزة، وهو أمر لن يتمَّ تجاوُزُه بسهولة.
وبالإجمال، فَــإنَّ كُـلَّ المعطيات -سواء في غزةَ أَو داخل الأراضي المحتلّة أَو على مستوى الإقليم- تؤكّـدُ أن كيانَ الاحتلال يعيشُ هزيمةً تأريخيةً لن يتعافى منها ولن تستطيعَ جرائمُه الوحشية أن تغطِّيَ عليها أَو تمنعَ تداعياتِها على مستقبله القصير.
المسيرة