جيش الاحتلال يتلقى صفعات سريعة أثناء محاولات لاختبار قدرته على دخول قطاع غزة
يمانيون – متابعات
بدأ جيشُ الاحتلال الإسرائيلي باختبارِ قدرته على الدخول إلى قطاع غزة، لكن النتائجَ كانت مخيِّبةً؛ إذ تلقى صفعةً سريعةً من قبل قوات المقاومة الفلسطينية، بمُجَـرّد أن حاول بعض جنوده التسلل إلى جنوب القطاع؛ الأمر الذي حاول التغطية عليه من خلال غارات وحشية مكثّـفة أَدَّت إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، لكنها لم تنجح في إخفاء تخبطه وارتباكه وعجزه عن إيجاد مخرج من الهزيمة.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية، مساء الأحد، أن مجاهديها التحموا مع قوة مدرعة صهيونية حاولت التسلل إلى جنوب قطاع غزة شرقي خان يونس، ونجحوا في تدمير جرافتين ودبابة، وأجبروا جنود العدوّ على الفرار راجلين.
واعتبر مراقبون أن محاولة جنود العدوّ التسلل تأتي في إطار محاولاته لاختبار قدراته على تنفيذ الهجوم البري على غزة، والذي لا يزال يواجه الكثير من التردّد والمعارضة من قبل صناع القرار داخل الكيان الصهيوني؛ بسَببِ التداعيات المحتملة، التي تبدأ من التعرُّض لخسائرَ كبيرة على أيدي المقاومة في القطاع، وتنتهي عند اندلاع حرب إقليمية.
وحاول جيش الاحتلال التكتم على هذه العملية، لكن المتحدث باسمه زعم، الاثنين، أنه نفّذ عمليات “مداهمة” خلال ساعات الليل التي شهدت قصفًا جُنونيًّا على قطاع غزة أسفر عن ارتقاءِ المئاتِ من الشهداء.
وبدا من خلال هذا التصريح أن جيشَ الاحتلال يحاول التغطية على تخبطه الواضح فيما يتعلق بالاقتحام البري لقطاع غزة، حَيثُ يحاول تصوير جرائمه الوحشية وكأنَّها ضمن عملية عسكرية “للبحث عن الأسرى” بحسب زعمه؛ مِن أجل صناعة صورة انتصار تُرَمِّمُ الارتباكَ الكبير والهزيمة المُستمرّة التي يعيشها.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عبد اللطيف القانوع، في تصريحات جديدة، جاء فيها أن “جنون الاحتلال الصهيوني المجرم في قصف المدنيين يدلل على حالة الإرباك وتخبط قيادة جيشه في إدارة المعركة” مُشيراً إلى أن “عمليات الاحتلال في تدمير قطاع غزة وارتكاب المجازر بحق المدنيين لن تحقّق أهدافه أَو تمنحه صورة الانتصار”.
وَأَضَـافَ القانوع أن: “المقاومة متماسكة وقوية وقادرة على إدارة المعركة وجاهزيتها عالية لمواجهة أي عدوان بري على غزة” موضحًا أنه “في حال أقدم الاحتلال على الدخول البري فهي فرصة سانحة لتكبيده الخسائرَ: قتلًا وأسرًا، وعملية “كيسوفيم”، أمس، من الرسائل التي وصلته”.
وكانت المقاومة أطلقت، الأحد، صاروخًا مضادًّا للدروع على قوة عسكرية صهيونية في “كيسوفيم”؛ ما أَدَّى إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين، في عملية وضعت جيشَ الاحتلال أمام نموذجٍ بسيطٍ للخسائر والضربات التي تنتظرُه في حال قرّر التوغُّلَ في قطاع غزة.
من جهتهِ، أكّـد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، في اتصال مع وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، أن “نبض المعركة والمقاومة ضد المحتلّ ما زال بيد المقاومة رغم وحشية العدو”.
وأكّـد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، في اتصال مع عبد اللهيان أَيْـضاً، أن “الأوضاع الميدانية والمعنوية للمقاومة جيدة جِـدًّا، ومُستمرّون في مواجهة العدوان بقوة رغم وحشية العدو”.
وتبعث هذه التأكيدات رسائل واضحة تفيد بأن المقاومة لا زالت تمتلك زمام المبادرة فيما يتعلق بفرض المعادلات الاستراتيجية، وأن وحشية العدوّ في استهداف المدنيين، تأتي في سياق محاولة التغطية على المعادلات الجديدة وصناعة انتصار وهمي يصرف الأنظار عن حقيقة تعرضه لهزيمة مدوية لا يزال عاجزاً عن إيجاد طريق للخروج منها.
المسيرة