معهد تحليل العلاقات الدولية: قدرات قوات صنعاء أفشلت كل مخططات التحالف وأهدافه
يمانيون – متابعات
قال “معهد تحليل العلاقات الدولية” إن الاجتماع الذي عقد في 14 سبتمبر/ أيلول بين السعودية ووفد حكومة صنعاء يهدف إلى وضع حد للحرب، لكنه يثير أيضا أسئلة جديدة: ما هي السيناريوهات المحتملة؟ هل السلام الدائم ممكن حقا؟
وأكد المعهد أن في يوم الخميس 14 سبتمبر، عقد اجتماع بعد دعوة من السعودية لوفد صنعاء إلى الرياض لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار… ومع ذلك يبدو أن السعودية تريد إنهاء واحدة من أطول الحروب والأزمات الإنسانية.
وذكر تقرير للمعهد أن أجزاء كبيرة من اليمن تخضع لسيطرة تنظيم القاعدة، هذا النظام المتشدد الذي يعارض حكومة صنعاء، لذا إن السبب الرئيسي وراء رغبة السعودية في السلام هو الاعتراف بحدود استراتيجيتها بعد أكثر من عقد من الصراع.
وأفاد أن الهدف الأولي للسعودية كان هو دعم الحكومة الموالية لها… لكن قدرات القوات المسلحة وترسانتها العسكرية أوضحت صعوبة تحقيق هذا الهدف… وعلى الرغم من التدخل العسكري السعودي في عام 2015، لا تزال قوات صنعاء تحتفظ بالسيطرة على جزء كبير من شمال وغرب اليمن.
وأكد التقرير أن قوات صنعاء قادرة على شن هجمات على جبهات مختلفة، بما في ذلك مدينة مأرب، وهي آخر معقل للحكومة الموالية للرياض… ومع ذلك فإن المحادثات الجارية تعكس التغيير في الاستراتيجية السعودية… واليوم، لم تعد السعودية تهدف إلى هزيمة قوات صنعاء واستعادة الأراضي المفقودة، بل تهدف إلى التعايش مع حكومة صنعاء.
وتابع معهد تحليل العلاقات أن من المهم النظر في رد فعل الحكومة الموالية لها، على هذه التطورات، ولا سيما القرار السعودي بالدخول في حوار ثنائي مع صنعاء واستبعاد الأطراف الأخرى المشاركة في الحرب… ومن الممكن أن يفتح هذا القرار المجال أمام عدة سيناريوهات.
وأضاف أن السيناريو قد يحمل أوجه تشابها مع الوضع في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية… وفي هذه الحالة، يبدو أن القوات صنعاء هي أقوى المتنافسين، وذلك بفضل ترسانتها العسكرية الكبيرة… وقد يؤدي ذلك إلى تعزيز سلطتها وتشكيل حكومة مواتية لها.
وتابع التقرير “من المؤكد أن تعقيد الوضع في اليمن يتفاقم بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي… وبالفعل، يجعلها ذلك ملتقى طرق ونقطة اتصال مهمة للطرق بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، بفضل طرق المرور عبر خليج عدن إلى قناة السويس”.
المعهد أكد أنه بوابة مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن ويمر عبره 5 % من النفط و10 % من التجارة العالمية… وفي الختام، لا تزال الحرب في اليمن إحدى أخطر الأزمات الإنسانية وأكثرها تعقيدا في تاريخنا المعاصر.
وتطرق إلى أن اللقاء بين السعودية ووفد صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2023 يمثل خطوة مهمة في محاولات حل هذه الأزمة، لكن التحديات التي لا تزال قائمة كبيرة ومتعددة… سيتطلب الطريق إلى السلام التزاما مستمرا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية.
وتابع حديثه بالقول: من الضروري إجراء حوار شامل يأخذ في الاعتبار مصالح واهتمامات جميع الأطراف… ويتعين على المجتمع الدولي أن يلعب دورا هاما في دعم الجهود الرامية إلى إنهاء هذه الأزمة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
26سبتمبر