الهُــوِيَّةُ الإيمانية وذكرى المولد النبوي الشريف
محمد الضوراني
إن الحِفاظَ على الهُــوِيَّة الإيمانية هو حفاظ على هذه الأُمَّــة وعلى ثقافتها الصحيحة والسليمة وحفاظ على توجّـهاتها ومواقفها السليمة أمام أعداء الله وأعداء دين الله وأعداء الرسول -صلوات الله عليه وعلي آله- وأعداء الشعوب والبشرية بشكل عام.
نحن قادمون على مناسبة إيمانية ومناسبة دينية عظيمة كان لها الفضل بعد الله -عز وجل- أن أخرجت البشرية من غياهب الضلال والضياع إلى طريق النور والهداية والحق والاستقامة والصلاح في الدنيا والخير والسلامة والأمن في الآخرة، وهو وعد الله -عز وجل- لمن يسير في هذا الطريق الذي فيه سلامتُه وسعادتُه الأبدية والخالدة، هذه المناسبة هي ذكرى المولد النبوي الشريف لخير معلم وقائد ولخير البشرية ومن أرسله الله رحمةً للعالمين جميعاً، في وقت أصبحت البشرية فيه عبيدًا للشيطان، عبيدًا للضلال والتيه، عبيدًا لرغباتهم وشهواتهم فقط.
إن الهُــوِيَّة الإيمانية لا بدَّ من أن نحافظ عليها جميعاً، وأن تتجسد فينا وفي أعمالنا وتصرفاتنا وتوجّـهاتنا وتصلح أحوالنا وتعدل مسارنا وتحفظ ديننا وسلامته من الأفكار الهدامة والثقافات المغلوطة والتي جاءت إلينا من أعدائنا والهدف منها فصل الأُمَّــة عن دينها وعن استقامتها وعن أعلام الهدى فيها، من قادوها للخير وقدموا لها التوجيهات السليمة والثقافات الصحيحة والتشريعات السليمة والتي جاءت من كتاب الله ومن أوامر الله، نحن اليوم نحتاج وبشكل أكبر للحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمانية التي تستهدف من الأعداء أمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم من المنافقين، من قدموا الدين ضعيفاً أمام أعداء الله، وقدموا الدين الإسلامي ضعيفًا بكل أهدافه وتوجّـهاته وقيمه ومبادئه، محصورًا في أمور محدودة فقط وألغيت بقية الأمور الأُخرى فأصبحت الأُمَّــة هكذا ضعيفة في مواقفها، تعيش الذل للأعداء، تعيشُ في تيهٍ كبير وضياع فكري وثقافي وانحطاط أخلاقي لمن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
نحن اليوم في أمس الحاجة للعودة للهُــوِيَّة الإيمانية وللرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- المعلم الحكيم والقائد العظيم صاحب الأخلاق الرفيعة والعزة والكرامة والعلم والتنمية والتطور الحقيقي والسمو الأخلاقي والتربية السليمة والزكاء في النفوس والطهارة في التصرفات والأفكار، نحن اليوم في أَمَسِّ الحاجة أن نرتبط ونربط أبناءنا بخير البشر وبخير الأُمَّــة وهو رسول الهدى والنور والضياء محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-، هذا الارتباط الحقيقي يعتبر صمام أمان للأُمَّـة وللأجيال القادمة، وهو توجّـه صحيح في مواجهة الأفكار الضالة والتوجّـهات المنحرفة والتي يعمل عليها الشيطان وأعوان الشيطان ليقودوا الأُمَّــة نحو التوجّـهات الخاطئة والأهداف البهيمية والحيوانية والغرائز المنحرفة والتي حذرنا الله منها، وقدموها لنا باسم التطور والديمقراطية والحرية والماسونية والرأسمالية وفصل الدين عن الدولة أَو تقديم الدين الإسلامي بأنه عبارة عن اضطهاد وقتل وتكفير وسلب الكرامة كما يقدمه النموذج الوهَّـابي الضعيف أمام أعداء الله، والذي يستخدمه أعداء الدين الإسلامي فقط لتقديم الدين بثقافة مغلوطة بعيدة عن الله وأوامر الله وتوجيهات الله، وصنع منهم خنجرًا مسمومًا في خاصرة الأُمَّــة لمواجهة الحق وأنصار الحق ولمواجهة ثقافة الصلاح والاستقامة والهُــوِيَّة الإيمانية.
الاحتفال بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف يعتبر فرحة عمت كُـلّ البشرية وانكسر من خلالها أعداء الله وأعداء دين الله وأعداء الإنسانية من عباد وعبيد الشيطان في كُـلّ زمان ومكان.
إن الارتباط بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ارتباط بالله وبالإسلام كمنهج وقائد وأمة، هو يعتبر حصناً حصيناً لكل الأُمَّــة المستهدفة وبالأخص في هذا الزمان من تيار الماسونية وتيار الإلحاد وتيار الشذوذ وتيار البهيمية والحيوانية لتحويل البشر من عبيد لله ومن مجتمع يمتلك قيماً ومبادئَ وروابطَ صحيحة وسليمة لمجتمع يعيش الضياع والانحراف والفجور والسقوط مجتمعًا بهيميًّا في تصرفاته وأعماله لا ينضبط ولا يهتدي ولا يستقيم ولا يفهم دورَه الكبير في هذه الحياة.
إن إحيَــاء ذكرى المولد النبوي الشريف لخير البشر هو مناسبة إيمانية تحفظ هُــوِيَّتنا الإيمانية وتزيد من ارتباطنا وارتباط الشعب اليمني والأمة الإسلامية بالله وبالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وارتباطنا بالحق والعدل من خلال أعلام الهدى من آل البيت الطاهرين، من قدموا أرواحهم في سبيل الله وحفظوا للأُمَّـة دينها في زمن الشيطان، وأولياء الشيطان يمارسون الظلم والتجبر والانحراف والفجور والضياع والتيه لهذه الأُمَّــة، قدموا أرواحهم وهم يحملون الإسلام كمنهجية سليمة وصحيحة كما قدمها الله -عز وجل- وعلى لسان وأعمال وتحَرّك رسوله الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-.
ذكرى المولد النبوي الشريف تعتبر مدرسة إيمانية متجددة تنمي العقول والثقافات والمفاهيم وتحفظ القيم والأهداف والتوجّـهات وتحمي الأُمَّــة وتحافظ عليها وتكسر أعداءَها.