نشاط القاعدة جنوب اليمن .. ما علاقته بالتحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة؟
يمانيون – متابعات
عاود تنظيم القاعدة الإرهابي نشاطه، في المحافظات الجنوبية، تزامنا مع تصاعد التحركات الأمريكية في المنطقة، وتحديدا في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وفي المنطقة القريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يعد ثاني أهم ممر مائي للتجارة العالمية.
وخلال عامين من اليوم، نفذ تنظيم القاعدة عددا من الهجمات ضد فصائل عسكرية في المحافظات الجنوبية من اليمن، مؤذنا بعودة نشاطه، بعد سنوات من تجميد تحركاته، في أعقاب انسحابه من محافظة حضرموت التي كان قد سيطر على عاصمتها مدينة المكلا وكذا عدد من المدن الأخرى، في العام ٢٠١٥، حيث تم الانسحاب في العام ٢٠١٦، بصورة مفاجئة ومريبة في الوقت نفسه، عبر صفقة سرية أبرمتها الإمارات معه، حيث لم يخض أي قتال أو مواجهة عسكرية قبيل الانسحاب الذي تم بصورة مفاجئة.
وفي أعقاب انسحاب التنظيم الإرهابي من مدينة المكلا التي كان قد سيطر عليها بدون أي قتال مطلع أبريل من العام ٢٠١٥، اثير الكثير من الجدل الذي يصب في خانة أن التنظيم الإرهابي يؤدي دورا وظيفيا ضمن أجندات خارجية أو محلية،
وتضع العودة القوية لتنظيم القاعدة إلى الواجهة الكثير من علامات الاستفهام حول علاقة هذا النشاط بتكثيف الولايات المتحدة لتحركاتها في المحافظات الجنوبية، سواء على المستوى الدبلوماسي عبر زيارات وجولات السفير الأمريكي المستمرة لهذه المحافظات ولقاءاته مع المسئولين المحليين، أو على المستوى العسكري، والذي كان آخر مستجداته وصول ٣٠٠٠ من القوات الأمريكية إلى المنطقة.
ولطالما اتخذت أمريكا من التنظيمات الإرهابية ذريعة لتنفيذ أجنداتها العسكرية والسياسية عبر التدخل المباشر في عدة بلدان أهمها أفغانستان، وهو الأمر الذي يشير إلى خطورة تزامن نشاط تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية لليمن، مع تكثيف التحركات الأمريكية، إذ قد يعتبر ذلك مؤشرا على أن مسارا واحدا يجمع بين هذه المتغيرات، وقد يفضي في النهاية إلى تدخل أمريكي مباشر، بعد أن توفرت الذريعة.
ورغم العودة النشطة لتنظيم القاعدة الإرهابي، منذ العام الماضي تحديدا، فإن القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة لم تنفذ أي عملية ضد عناصر التنظيم، وهو ما يشير إلى أنها تغض الطرف حاليا عن أي خطوات يقدم عليها التنظيم، كون ذلك يتوافق مع أجندتها لتعزيز تواجدها العسكري جنوب البلاد، في حال قررت الإعلان عن تدخل عسكري لمواجهة القاعدة، وقد لا يكون ذلك بعيد، في ظل التنامي المتزايد لنشاط تنظيم القاعدة، وخاصة في المناطق التي تكتسب أهمية استراتيجية في القرب الممرات الدولية ومنابع الثروات في البلاد.