صعدة .. نجاح ملموس في زراعة صنف من التفاح ينافس الخارجي
يمانيون – متابعات
استطاع مكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة أن يحقق نجاحا ملموسا في زراعة وإنتاج أصناف جديدة من التفاح يطلق عليه “التفاح السكري”.
وذلك بتجميع أكثر من 12 صنفاً من أصناف التفاح توزعت بين المحلي بصنفيه الزجاجي والـ “انّا”، والعنبرود بصنفيه المحلي والخارجي إضافة إلى ثمانية أصناف من التفاح السكري، وفي ضوء ذلك لازالت أصوات مزارعي التفاح في محافظات صعدة وعمران وصنعاء والجوف، مرفوعة إزاء سطوة التكاليف الباهظة للأسمدة الخارجية وضعف الرقابة عليها، في الوقت الذي يُهرب فيه المنتج الخارجي من التفاح إلى السوق بسوق ضاربة الأسعار إلى ما تحت تكاليف الإنتاج للمنتج اليمني،
ناهيك عن تكاليف التخزين والتبريد وهوامش أرباح حلقات التسويق، وهو ما يدفع- حسب تلميحات بعض المزارعين المتضررين- إلى التخلي عن زراعة التفاح، واستبداله بشجرة القات..
لمزيد من تسليط الضوء على القضية، أجرينا هذا التحقيق، فإلى الحصيلة:
البداية كانت مع أحد مزارعي التفاح في صعدة (صالح أحمد) والذي أوضح أنه يزرع التفاح منذ 15عاماً، في مديرية سحار إحدى كبريات مديريات صعدة في إنتاج التفاح، تحدث عن زراعة التفاح بدءا من شراء المزارع للشتلات وغرسها، وتسميد الأرض بالسماد البلدي (الدمن)، معرضا على الأضرار التي تسببها الأسمدة الخارجية غير الخاضعة للفحص والرقابة الفنية من قبل الجهات المختصة في وقاية النباتات، بل إن بعضها عبارة عن مركبات مائية مغشوشة، والبعض الآخر يأتي عبارة عن رمل مصبوغ، بالإضافة إلى عدم وعي المزارعين بأضرار هذه الأسمدة بسبب غياب الإرشاد الزراعي مما زاد من سطوة الآفات على المحاصيل وتسبب في تدني جودة التفاح.
وبيّن أن شجرة التفاح تحتاج إلى رعاية تزيد عن 3 سنوات حتى تثمر، مما يزيد من مضاعفة تكاليف الإنتاج-
وأضاف قائلا: “نقوم بجني ثمار التفاح كل ستة أيام، ولدينا عمال للجني والسقي وآخرون للاهتمام بالشجرة والحفاظ عليها من الآفات، بالإضافة إلى ما نواجهه من تكاليف باهظة في أجور التخزين والتبريد وشراء الأسمدة،
ومع ذلك كله يبقى غياب آلية التسويق المنصفة للمنتج المحلي هي أهم كل الصعوبات.
– مناشدة
ويضيف المزارع (غالب سراج) من أبناء مديرية مجز أن شجرة التفاح تحتاج إلى تقليم سنوي حتى تثمر، منوها بأن الثمرة تحتاج إلى تهوية جيدة وتعريض لأشعة الشمس، وتحتاج مبيدات ضد العناكب والطيفان والمن وغيرها من الآفات.
وأوضح أن التربة بعضها تحتاج إلى ماء كل 4 أيام، وبعضها كل أسبوع، وبعد الموسم لا تترك كثيرا بدون ماء، تترك محروثة تقريبا شهراً فقط، وأشار إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه زراعة التفاح تواجد التفاح الخارجي في السوق.
ويدعو المزارعون إلى الكف عن التهريب الذي يستمر حتى أثناء الموسم ويأملون من الجهات المختصة إنزال أشد العقوبة على المهربين، حيث طالبوا في مناشدة لرئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بالتوجيه بمنع استيراد التفاح الخارجي وتهريبه، وقالوا “إن استمرار تدفق المنتج الخارجي من التفاح في ظل توفر كميات كبيرة من التفاح المحلي يزعزع نفسيات المزارعين وبسبب عدم شراء محاصيلهم والاهتمام بها يضطر بعض المزارعين إلى قلع شجرة التفاح واستبدالها بشجرة القات الخبيثة.
– التهريب
وطالب المزارعون بإلزام التجار والمهربين بضرورة تغليب المصلحة العامة والوطنية على المصالح الشخصية، وتوجيه الجهات ذات العلاقة بسرعة ضبط المتلاعبين بثروات ومنتجات الوطن الزراعية، مبدين استعدادهم تغطية أسواق الجمهورية بالتفاح المحلي وبجودة أعلى من المنتج المستورد، ودعوا إلى الاهتمام بمنتجاتهم وخفض تكاليف المبيدات ومحاربة المهربة التي أضرت بمحاصيلهم الزراعية.
– الاستثمار الزراعي
يشير نائب مدير التسويق والتجارة الزراعية في وزارة الزراعة والري علي الهارب إلى دور المجتمع في الاهتمام بالمنتجات المحلية وضرورة المنتج المحلي في خفض فاتورة الاستيراد وخطورة المنتجات الخارجية الممنوعة التي تضرب المنتج المحلي، وأنهم قاموا بالتنسيق وبشكل كبير مع وحدة مكافحة التهريب، بالإضافة إلى تعاونهم المستمر مع الجهات الأمنية على مستوى المحافظات.
وأضاف “جرى ويجري تنفيذ حملات تفتيش على الثلاجات المركزية في المحافظات بإشراف فروع إدارات التسويق في المحافظات، وتم ضبط ومصادرة الكميات الموجودة من التفاح الخارجي.
وأهاب مدير التسويق الزراعي، بالتجار الاستثمار في التفاح المحلي واستغلال التسهيلات الحكومية الممنوحة لهم في ذلك، عبر التنسيق مع الجمعيات الزراعية على توفير المنتج سواء في المجال الصناعي أو الخدمات الأخرى التي تقدمها الجمعيات للتجار كالتعبئة والتغليف والتخزين والتبريد.
بالإضافة إلى أن الحكومة تقدم خدمة الإعفاء الجمركي لكافة مدخلات الإنتاج للمصانع والمشاريع الاستثمارية التي تصب في خدمة القطاع الزراعي وتنميته.
مضيفًا أن فرص الاستثمار في التفاح كثيرة من خلال البحث عن قنوات تسويق مناسبة للتفاح المحلي كالبيع المباشر إلى المستهلكين، أو من خلال التعاون مع متاجر البقالات المحلية، أو بيعها للمطاعم والفنادق، أو تسويقها عبر منافذ تسويقية جديدة داخل البلد، كما توجد الصناعات التحويلية من التفاح، ويعتبر الاستثمار في مجال التسويق الزراعي استثماراً طويل الأجل وهذا يعزز من ضمان الاستمرار في السوق لأطول فترة ممكنة.
26 سبتمبر نت/ الحسين اليزيدي