ماذا يعني إغلاق قنواتنا من شركة يوتيوب؟؟!!
فهمي اليوسفي
برهن الواقع لتجارب صنعاء منذ بدء العدوان انه عندما يكون لدى تلك الدول العدوانية ومن خلفها الناتو مخطط استهدافي لارتكاب جريمة في بلدنا سرعان ما تستعين بالغرب برئاسة أمريكا بالتنسيق مع الكوكتيل الغربي على تعطيل قنواتنا الإعلامية وما تيسر من قنوات محور المقاومة، على سبيل المثال قطع البث عن قنواتنا من شركات الأقمار الصناعية أو من خلال إغلاق قنواتنا عبر شركة يوتيوب حتى على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك .
ما قامت به يوتيوب يوم الاثنين المنصرم من إغلاق لقنواتنا بما في ذلك المرتبطة بالإعلام الحربي، كل ذلك يضع اكثر من علامة استفهام ؟ باعتبار ذلك مؤشرا لملامح عابرة توحى بنوايا خبيثة لدول العدوان ومن خلفها الناتو + القوى المساندة للعدوان من الداخل بمختلف ألوانها وأحجامها لتصبح المعطيات عاملا للإثبات بأن لدى تلك الدول مخططا استهدافيا ضد صنعاء لكون المسارعة إلى إغلاق هذه القنوات عبر هذه الشركة ( يوتيوب ) تمثل تكرارا لنفس البروفات العدوانية السابقة، أي أن التجربة قد برهنت بأن دول العدوان عندما كانت تعد وتحضر لارتكاب جريمة ضد صنعاء تبدأ بتعطيل القنوات الإعلامية المضادة سواء من خلال قطع البث المباشر من الأقمار الصناعية أو من خلال استهداف الارشيف الإعلامي التابعة لصنعاء في نفس الشركة أو غيرها، ربما يمثل ذلك خطوة استباقية من قبل القوى المعادية لتحقيق أهدافها وضمن تلك الأهداف تعطيل إعلامنا وعزله عن مسرح الحدث بما يكفل لإعلام العدوان ان يكون لوحده دون منافس بترويجه الكاذب وتضليله المستمر على الرأي العام الدولي والداخلي، ليتمكن من قطع وعزل الرسائل التي يقدمها إعلامنا بكل أقسامه للمجتمع الدولي والإقليمي والداخلي بما فيها الحربي. .
إقدام هذه الشركة على إغلاق قنواتنا هو قطع وعزل لعملية تداول وتناول مخرجات إعلامنا المرئي بدرجة أساسية عن كل مستخدمي الإنترنت ومشاهدي الفضائيات، مع أن ما حدث يوم الاثنين المنصرم ليس الأول من نوعه بل هو تكرار لنفس البروفات الاستهدافية السابقة وتحديدا منذ بدء العدوان على بلدنا حتى بلغ صلف تلك القوى ان تتبع نفس طريقة الاستهدافية ضد إعلام محور المقاومة مع الأخذ بعين الاعتبار ان هذه الشركة لا يقتصر دورها الاستهدافي فقط على ارشيف المؤسسات الإعلامية المضادة للغرب، بل حتى على مستوى استهداف مقاطع الفيديو لناشطي ضد العدوان وانا من ضمن أولئك الناشطين الذين تم تدمير أرشيفهم المرئي الموثق بتلك الشركة والتي وصلت للمئات من مقاطع الفيديو .
هنا بلغة العقل والمنطق ان قيام هذه الشركة بإغلاق قنواتنا ليس بقرار من ذاتها تحت ذريعة أن الإغلاق بسبب خروج قنواتنا عن سياستها المتبعة، بل لأن الشركة ذاتها تتبع الدول المعادية برئاسة أمريكا ليصبح من المسلمات ان الوقت الذي تقرره مطابخ الناتو الغربي والعربي لإغلاق وتعطيل وسائل إعلامنا سرعان ما تتولى تلك الشركات التنفيذ .
ما ينبغي أن يكون ببالنا هو أن الغرب ودول العدوان على إدراك أن إعلامنا حقق انتصارات عظيمة منذ ?سنوات، بما فيه الحربي رغم التحديات التي واجهته ولازلت، فأصبحت انتصاراته موازية لانتصارات الجبهة الميدانية، لأنه تسلح بمصداقية الكلمة، بينما الإعلام المضاد استخدم كل وسائل التضليل والغلاط، لكنه عجز وفشل في تحقيق بنك أهدافه وشعر انه فقد الكثير من جمهوره نتيجة تسلحه بالكذب والغلاط الأمر الذي جعل متابعي إعلام صنعاء يزدادون محليا وإقليميا ودوليا حتى على مستوى دول العدوان، مما جعل الانظمة الحاكمة لتك الدول منزعجة من مصداقية إعلامنا ودرجة التأثير الذي يحققه في مجتمعات تلك الدول، لأن ذلك أصبح له تأثير على سياستها داخليا وخارجيا خصوصا مع التطور التكنولوجي الذي تشهده الساحة الدولية راهنا وبالذات حين اصبح العالم قرية الكترونية، الأمر الذي جعل إعلامنا في متناول معظم سكان كوكب الأرض عبر كثير من الوسائل ومنها الهاتف المحمول .
لا يغيب عن البال أن دول العدوان مع الناتو قد خصصوا جيشا إلكترونيا يتولى رصد مخرجات الإعلام المضاد للإمبريالية بشقيها الغربي والعربي وفي أولوياته إعلام محور المقاومة بما في ذلك اليمن مع ان ذلك الجيش المؤمرك التابع لهم ضمن مهامه رصد القنوات الناشطة لسياسة التوحش الإمبريالي وكذا رصد الناشطين ضد الغرب والعدوان من خلال العديد من الآليات، منها تقديم بلاغات للشركات كيوتيوب أو فيسبوك ولهذا السبب لم يكن ليأتي من فراغ تعيين المتصهينة توكل كرمان ضمن مجلس حكماء فيسبوك .
هنا من المحتمل أن هذا الإغلاق والاستهداف لقنواتنا عبر هذه الشركة قد نجد بصمات للمرتزق البوليسي رشاد العليمي في عملية الإغلاق وقد تكون العملية مطعمة بدواعش الإصلاح وما تيسر من مساطيل اليسار غير الايديولوجي ممن لايزالون خارج التغطية وتجردوا وتنازلوا عن أيديولوجياتهم اليسارية لكن ندعو لهم بالهداية.
وطالما قد تزامن هذا الحدث مع حدثين، الأول بروز حملات إعلام العدوان وأدواته الداعشية وغير الداعشية لشن حملات إعلامية كاذبة ومضللة عن تعز بأنها محاصرة ووو إلخ بالتزامن مع مستجدات السفينة صافر، والثاني خارج اليمن ويتمثل بمحاولة اغتيال رئيسة شبكة rt الروسية .
ومع ذلك فإن قيام هذه الشركة بما تمت الإشارة اليه سلفا يمثل اعتداء على حرية التعبير وعلى الحقوق الفكرية ويتعارض مع مصفوفة القوانين الدولية التي تحرم مثل هذا العمل، أي بتعبير ادق ما قامت به هذه الشركة يؤكد عدم إيمان الغرب بالديمقراطية، وكل ذلك يعد مؤشرا على إخفاق ماكينات الإعلام الغربي برمته + إعلام دول العدوان في تحقيق بنك أهدافها.
ما قامت به يوتيوب يؤكد عملية الإفلاس للناتو الغربي والعربي إعلاميا وسياسيا لكي يستمر بسياسته في عزل المادة الإعلامية عن الباحثين والمهتمين بالشأن السياسي والإعلامي اليمني وضمن أهداف الدول التي تقف خلف عملية الإغلاق لقنواتنا طمس معالم الجريمة، والضحك على الذقون وتشكيل صورة مشوهة أمام المجتمع الدولي، وبغض النظر عن نسجهم لتشريعات مسبقة تتيح لهم ذلك يتجلى من خلال خطاب الكراهية أو العداء للسامية حسبما يلمس من الإعلام الإمبريالي.
وطالما هذا الإغلاق لقنواتنا قد تزامن مع آخر مستجدات سفينة صافر، فإن ذلك يستدعي الحيطة والحذر من أي خطة قد ينفذونها في البحر أو البر أو استغلال ما ينبغي تسليط الأضواء عليه لصالح الغرب ودول العدوان، وهذا ما يستوجب الانتباه له، لأن البوليس المرتزق رشاد العليمي رخيص ومستعد لأي عمل إجرامي يخدم الغرب كما كان ولا يزال، لأن الوطن بالنسبة له من يدفع الكاش موني.
اعذروني على العشوائية لكن هذه نصيحتي ووجهة نظري ..
* نائب وزير الإعلام