مسؤولياتُ المرأة في الإسلام.. كرامتُها ومكانتها فوق كُـلّ الاعتبارات
يمانيون../
أكّـد السيدُ القائدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الإسلامَ أعطى المرأةَ مكانةً عظيمةً، وحدّد مسؤولياتِها، وطبيعةَ مشاركتها؛ بما يجعلُها تحتلُّ المرتبةَ والمكانةَ اللائقة بها، عكس ما يجري في المجتمعات الغربية الكافرة التي تمتهن المرأة وتتعامل معها كسلعة، ثم في المقابل يتم الترويج لعناوين زائفة عن “حقوق المرأة” في الوقت الذي تتعرض فيه لأبشع أنواع الامتهان والانتقاص.
وفي محاضرته الثانية والعشرين من دروس وصية الإمام علي لابنه الحسن -عليهما السلام-، تطرق قائد الثورة إلى الظروف التي تعيشها المرأة في المجتمع المسلم ومكانتها العالية التي تحظى بها بفضل الشرائع السماوية التي حفظت للمرأة كرامتَها وعِزَّتَها، في مقابل ما تعيشُه المرأةُ من امتهان وانتقاص لدى المجتمعات الغربية الكافرة.
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: إن “حديث الغرب واللوبي اليهودي عن حقوق المرأة هو أكذوبة، فهم أبعد الناس عن حقوق المرأة والدور الإيجابي الذي ينبغي أن تقوم به، وفلسفتهم الدينية تنظر إلى المرأة بشكل سلبي”.
وَأَضَـافَ قائد الثورة “ينظرون في الغرب واللوبي اليهودي إلى المرأة كمُجَـرّد سلعة للاستغلال الاقتصادي؛ فالمرأة هي أكثر ما يستخدمونه في الإعلان وامتهان كرامتها، ويذهبون بها نحو الدعارة والفساد ويستثمرونها في ذلك”.
وفي ظل السقوط الغربي المتواصل فيما يخص المرأة وحقوقها الفعلية، وواقعها المظلم لدى الغرب، لفت قائد الثورة إلى أن “الأعداء يريدون فصل المرأة عن أسرتها وتلك الحماية التي تتمتع بها في الدفاع عنها والحفاظ عليها”، في إشارةٍ إلى مساعي الأعداء للاستفراد بالمرأة وجعلها فريسة سهلة بواسطة إصدار القوانين التي تسلخ المرأة عن أسرتها وعن ولاة أمورها في عائلتها بحيث تصبح لقمة سائغة بيد العابثين؛ وهو الأمر المعمول به لدى المجتمعات الغربية، وقد انتقلت هذه الظاهرة إلى بعض البلدان العربية المطبعة التي تمكّن اليهود فيها من اختراق المجتمع بدايةً باختراق المرأة.
سلخُ المرأة أسرياً مؤامرةٌ للاستفراد بها:
وفي السياق، تطرق قائد الثورة إلى أن “الغربَ الكافرَ واللوبي اليهودي ركَّز على تحقير دور المرأة التشريعي والإنساني في مسألة الأمومة والتربية والتنشئة، وهو دور عظيم جِـدًّا وذو أهميّة كبيرة في الواقع الإنساني؛ فالمرأة هي المدرسة الأولى في التنشئة”.
وتابع حديثه في ذات السياق بالقول: “أراد الغربُ الكافرُ واللوبي اليهودي ضربَ دور المرأة في الأمومة والتربية؛ لإدراكه بأن إنهاء هذا الدور يمثل ضربةً قاضيةً في واقع المجتمع الإنساني والبنية الأَسَاسية فيه وهي الأسرة”.
وفي سياق الاستهداف الغربي للمرأة عبر التقليل من ارتباط المرأة الأسري، أكّـد السيد القائد أن “الغرب الكافر واللوبي اليهودي يريد السيطرة على الطفل منذ ولادته؛ فبعض الأطفال يخطفون بعد ولادتهم، وهذا نراه في معاناة الجاليات الإسلامية في السويد والغرب وغيره، ويحرمون الطفل من رعاية أبويه”.
واستطرد “من أسوأ وأفظع أنواع الاستعباد والاستغلال هي خطف الأطفال الذي يمارسه الغرب؛ بهَدفِ السيطرة على الطفل بعد ولادته، ولم يكفهم أنهم رسموا السياسات السلبية والمدمّـرة للتنشئة؛ بهَدفِ تفكيك الأسرة”.
واقعُ الغرب مفضوح وعناوينُهم زائفة:
وبالنظر للظواهر السيئة التي ينتهجُها الغربُ فيما يخُصُّ المرأة ودورها في الأسرة، وسلخها عن الانتماء الأسري، بحيث يتم الاستفراد بها واستغلالها كما يريدون، أكّـد السيد القائد أن “هدف الغرب الكافر واللوبي اليهودي تجريد المرأة عن الحماية والرعاية وإزاحتها عن دور الأمومة المقدس والعظيم”.
وأشَارَ إلى أن “الغرب يروِّجُ للدعارة والفساد والابتذال والانحطاط والجريمة، ويروج للشذوذ، أما مسألة الأمومة والجوانب الإنسانية المشرفة فيحقرها ويرسِّخ نظرة سلبية تجاهها”.
وجدّد السيد القائد التأكيدَ على أن “واقع الغرب تجاه المرأة مفضوح في مناطقنا الإسلامية، عندما نلاحظ ما يفعله الغرب تجاه المرأة الفلسطينية، عندما يقتلونها ظلماً وعدواناً، ويضربونها ويسجنونها ويسجنون أبناءَها”.
ونوّه إلى أن “كلّ أنواع الظلم والاضطهاد يمارسها الصهاينة اليهود تجاه النساء الفلسطينيات، دون أي اكتراث من الغرب الكافر”.
وأردف بالقول: “ما جرى عندنا في اليمن وبلاد العالم الإسلامي من قتل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال يفضح الغرب في أكاذيبه”.
مسؤوليةُ المرأة في الإسلام.. كرامتُها ومكانتها فوق كُـلّ الاعتبارات:
إلى ذلكَ، عرّج قائد الثورة إلى طبيعة دور المرأة في المجتمع الإسلامي وفق ما أقرته الشرائع السماوية، لافتاً إلى أن الإسلام أعطى للمرأة مسؤوليات بما يتناغم مع طبيعة تكوينها، وكذلك بما يحفظ لها كرامتها ومكانتها العالية.
وفي هذا السياق، قال قائد الثورة: إن “المسؤولية واحدة على الرجال والنساء، فالمرأة شريكة أَسَاسية في مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي مسيرة الإيمان والتقوى جنبًا إلى جنب مع الرجل”.
وَأَضَـافَ “الذي يُراعَى فيه واقع تكوين الرجل والمرأة هو تنوُّعُ الأدوار ضمن المسؤولية الواحدة؛ فجعل الله في تشريعه ما يناسب التكوين والفطرة والواقع النفسي للرجل والمرأة”، مؤكّـداً أن “التشريع في الإسلام منسجمٌ مع التكوين طبيعة خلقة الله للإنسان؛ وهذا من العدل والخير ومن عوامل النجاح للرجال والنساء معًا”.
ونوّه السيد القائد إلى أن “الرجال يتحملون المسؤولية في إدارة شؤون الأسرة ودور حماية المرأة والرعاية في الإنفاق عليها وتوفير متطلباتها الأَسَاسية؛ لأَنَّ دورَها المهمَّ في التنشئة والتربية يتطلب أن تحظى بهذه الرعاية والحماية”.
وأكّـد أن “الإسلام جعل الرعاية والنفقات على الرجل؛ فهو الذي يذهب في متاعب الحياة ومشاكلها لتوفير متطلبات الحياة، وَإذَا كان للمرأة إسهام في ذلك يبقى بما يناسب خصوصيتها وظروفها”.
كما أكّـد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “أن الزوج معني بأن يصون حياته الزوجية ويحافظ على زوجته من أي اختراق، والزوجة لا حاجة لها في أن يكون لها علاقات مباشرة بالرجال الأجانب؛ لأَنَّ الأمور العملية التي تحتاج تواصلاً مباشرًا تأتي في إطار مسؤوليات الرجال”.
وفي السياق ذاته لفت قائد الثورة، إلى أن “دور المرأة في هذه الحياة هو الحنان والرقة والعاطفة، وتساند زوجها بعطفها عليه وما تقدِّمُه من دور مساند على المستوى العملي بما لا يخالِفُ خصوصيتَها، وهذا دورٌ مهمٌّ جدًّا”.
وأشَارَ إلى أن “مشاورة النساء في مجالات مسؤولية الرجال الأَسَاسية هي استشارة من غير ذوي الاختصاص في هذا الدور، فهو دور لا تجربة للنساء فيه”.
وَأَضَـافَ السيد القائد “الله تعالى قدم المرأة على أنها كيان واحد مع الرجل، وليسا عالمين منفصلين عن بعضهما، وكلاهما عالمٌ واحدٌ من أصلٍ واحد”.
وفي ختام حديثه في هذا الجانب، نوّه قائد الثورة، إلى أن الله تعالى “فتح المجال للعمل الصالح والمرتبة الإيمانية للرجل والمرأة معًا، فهو ليس مجالًا خاصًّا للرجل، بل المجال مفتوح أَيْـضاً للمرأة كما هو للرجل”.
ويأتي حديث قائد الثورة في هذا الصدد، نظراً لتزايد المؤامرات التي يحيكها الغرب ضد المرأة، لا سيَّما المرأة المسلمة، أما المرأة بشكل عام فقد استهدفت في المجتمعات الغربية استهدافًا كبيرًا جِـدًّا جعلها ضحيةَ الخداع والزيف، الذي يقدِّمه اللوبي اليهودي والذي بدوره يجبر الغرب الكافر على تبني الظواهر المدمّـرة وتسويقها في مختلفِ الأرجاء.