المحافظات الجنوبية والشرقية .. واقع مرير في ظل الاحتلال
يمانيون – متابعات
أوجدت دولتا الاحتلال السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية فوضى عارمة وواقعاً سياسياً وعسكرياً يتسم بالتوتر والاضطراب من خلال إنشاء العديد من التكتلات السياسية والمليشيات المسلحة.
هذا الواقع المأساوي والمرير يأتي لإحكام السيطرة على المحافظات الجنوبية والشرقية وثرواتها، وهي سياسة استعمارية قديمة كانت تتبعها بريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية عبر ما تسمى بسياسة فرق تسد والتي تسهل لها إحكام سيطرتها وديمومة بقائها.
كل يوم نسمع عن مكون سياسي جديد يعقبه إنشاء مليشيات مسلحة تتصارع فيما بينها بإيعاز من مندوبي دولتي الاحتلال، الأمر الذي يمكن القول معه أن المحافظات الجنوبية والشرقية ترزح تحت استعمار أشد وطأة من الاستعمار القديم الذي جثم على الجنوب أكثر من130عاماً.
برزت بوضوح الأهداف الحقيقية للتواجد السعودي الإماراتي في الجنوب والمنطقة الشرقية والمتمثل في نهب الثروات الطبيعية التي تزخر بها تلك المحافظات، ولكي تستطيع تنفيذ أهدافها الخبيثة عملت جاهدة على إيجاد واقع سياسي يتسم بالقلق والتوتر والاضطراب، وأوجدت لأجل ذلك نوعية من البشر أشبه ما تكون بكائنات حية غرائزية تنفذ ما يُملى عليها بدون شعور أو حس وطني لديها، تسعى وراء المال أياً كان مصدره ولو على حساب الوطن ومصالحه العليا.
لقد برز الحقد السعودي الإماراتي على اليمن بوضوح تاريخاً وجغرافيا وموقع جيوسياسي متميز وثروات، فتقاسما المحافظات الجنوبية والشرقية مناطق نفوذ يدمران وبخبث كل ما يتصل بالتاريخ والأصالة اليمنية في عمل عدائي أشد وطأة من عمل المستعمرين الأجانب.
وخلال السنوات الثمان الماضية، عملت السعودية والإمارات على تدمير كل مكامن القوة العسكرية والمدنية في المحافظات الجنوبية والشرقية وأصبحتا تسرحان هناك بأريحية تامة، إذ لم يعد هناك ما يعيق تحقيق أحلامها القديمة في السيطرة على اليمن واستباحة ونهب ثرواته واحتلال جزره وموانئه.
الشيء المؤكد أن كل ذلك لم يكن ليحصل لولا الدعم الاستعماري الأمريكي والبريطاني الكبير وإعطائهما الإشارة الخضراء لتنفيذ ذلك، دول استعمارية لها باع طويل في احتلال الشعوب وتدميرها قدمت خدماتها إلى عرب الصحراء الإمارات والسعودية ووقفت تراقب ذلك عن كثب.
إن العالم كله يعرف اليوم حقيقة الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن جراء الاحتلال السعودي الإماراتي لكنه يقف موقف المتفرج خاصة وأننا نعيش في عصر الانهيار القيمي والأخلاقي وباتت المبادئ تباع وتشترى بالدولار.