مسلسل جرائم مملكة قرن الشيطان بحق اليمنيين
يمانيون – متابعات
ويستمر مسلسل انتهاكات النظام السعودي بحق اليمنيين؛ بدأً من مذبحه تنومه، تلك الجرح النازف والذكرى المؤلمة في قلب كل يمني، مروراً بانتهاكات المغتربين اليمنيين التي تزايدت حدتها منذ العقد الأخير من القرن الماضي ولا تزال مستمرة بوتيرة عالية ، وأنتهاءً بحصار اقتصادي وحرب عسكرية وسياسية واجتماعية وثقافية تشنها دول تحالف العدوان ومرتزقتها بزعامة مملكة قرن الشيطان، ولا تزال مستمرة حتى كتابه هذا التقرير..
” مجزرة تنومه” المنسية
قبل 100 عام و26 يوماً؛ وتحديداً ظهيرة يوم الأحد الـ 17 من شهر ذي القعدة 1341، الموافق 1 يونيو 1923، قُتل وذُبح أكثر من 3000 الآلاف حاج يمني، وبينما كانوا في طريقهم آمنين لأداء فريضة الحج في وادي تنومه بمنطقه عسير المحتلة، على يد جنود وعصابات ال سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد عبد الرحمن آل سعود بأمر من عمه الملك عبد العزيز آل سعود.
والأسباب تعود برآي الباحث الدكتور حمود الأهنومي، وفقاً لكتابه “مذبحة الحجاج في تنومه وسدوان”؛ بمثابة اختبار بريطاني لقياس طاعة ابن سعود في تنفيذ مخططاتها التخريبية والاستعمارية في المنطقة.
كيف ردت الحكومة اليمنية ..؟
بينما نفى ابن سعود جريمته في خطاب رسمي للحكومة اليمنية وألقى اللوم على طرف ثالث، طلبت الحكومة اليمنية من ابن سعود أن يحكم على القتلة بحكم الله.. لكن ما أن استجمع ابن سعود قواه عسكريا واقتصاديا، نكث العهد وانقلب علناً على الحكومة اليمنية فاندلعت الحرب بين اليمن والسعودية عام 1934 التي كان سببها “مجزرة تنومه” وانتهت بمعاهدة الطائف.
وأعتبر سياسيون وحقوقيون وقانونيون، مذبحة الحجاج اليمنيين في “تنومه وسدوان” ، جريمة بشعة وإبادة جماعية وحشية لا تسقط بالتقادم، وفقا للقانون الدولي.. مطالبين بمقاضاة النظام السعودي أمام المحاكم الدولية.
حرب 3000 يوم بالأرقام
.. وتستمر مسلسلات جرائم النظام بحق اليمنيين، حيث كشف أحدث تقرير حقوقي أصدر الشهر الجاري بمناسبة ذكرى مرور 3000 يوم على الحرب التي تشنها مملكة الشر وحلفائها حربها على اليمن منذ الـ 26 مارس 2015، حجم الجرائم والضحايا من النساء والأطفال، حيث بلغ العدد الى 48.841 بين شهيد وجريح.
فيما بلغ عدد الشهداء 18.206 شهيد، بينهم 4096 طفلا و2461 امرأة.
وبين التقرير الحقوقي تجاوز عدد المنازل المدمرة على 607 آلاف منزل و1750 مسجد و1272 مدرسة. واستهدف العدوان التي تقوده مملكة قرن الشيطان أكثر من 1500 منشأة صحية وتعليمية ورياضية وإعلامية ومواقع أثرية.
كما تم استهدف 15 مطاراً و16 ميناء و2112 منشأة حكومية و619 شبكة ومحطة اتصالات و349 محطة ومولداً كهربائياً والآلاف الطرق والجسور.
كما تضرر 411 مصنعاً و707 اسواق و429 محطة وقود و392 ناقلة وقود و485 قارب صيد و12335 منشأة تجارية و1066 شاحنة غذاء و1032 مخزن أغذية و10445 وسيلة نقل و470 مزرعة دواجن ومواش.
انتهاكات النظام بحق المغتربين
.. وتستمر انتهاكات النظام السعودي حيث هناك الآلاف المغتربين اليمنيين المعتقلين بدون أي مسوغ قانوني في سجون النظام السعودي التي تفتقر لأدنى المعايير الإنسانية والصحية والبيئية والحقوقية.
وحسب التقارير الدولية، يتعرض المعتقلين اليمنيين في سجون النظام السعودي لأبشع أنواع التعذيب والتعسف والتنكيل والتهديد والمحاكمات وإصدار احكام الإعدامات التي لا تمت الى القانون باي صلة .
وحسب حقوقيون، يعامل النظام السعودي معتقليه اليمنيين بأسوأ المعاملات التي تتنافي مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمبادئ الإنسانية، حيث يتعمد نظام آل سعود حرمانهم من حق التواصل بأهاليهم ومتابعة سير قضاياهم والاطلاع والدفاع على مسببات اعتقالهم ومتابعة سير إجراءات المحاكمات وإصدار الاحكام السرية المستعجلة، ناهيك عن حرمانهم من حق الدفاع عن أنفسهم في ظل ادعاء آل سعود بتطبيق مبادئ العدالة الإنسانية واحكام الشريعة الإسلامية.
وتناشد وزارتي المغتربين وحقوق الإنسان، المجتمع الدولي بإيقاف انتهاكات النظام السعودي بحق اليمنيين وفضح جرائمه وتقديمه للمحاكمة العادلة بحق المغتربين اليمنيين.
وطالب وزير حقوق الانسان علي الديلمي ، مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن تشكيل لجنة لزيارة السجون وتقصي الحقائق والتحقيق في كافة الانتهاكات التي يتعرض لها المغتربون اليمنيون داخل السجون السعودية وإنقاذهم من الإعدامات خارج نطاق القانون.
كما طالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بالحصول على جثث الضحايا الذين قضوا داخل السجون جراء التعذيب والذين تم إعدامهم من قبل النظام السعودي لدفنهم في وطنهم وبين أسرهم.
وأكد نائب وزير المغتربين زايد الريامي ، ان الوزارة تقوم بإعداد تقارير وتجهيز ملفات خاصه بانتهاكات النظام السعودي بحق المغتربين وتقديمها الى المحاكم الدولية.
وبحسب المراقبون فإن استمرار انتهاكات النظام السعودي بحق المغتربين على أراضيه يعكس نوايا النظام في محاربة وتقليص العمالة اليمنية.
وانتقدت منظمه هيومن رايتس ووتش مراراً ممارسات النظام السعودي، التي وصفتها بالانتهاكات الممنهجة والمخالفة لمبادئ العدالة وحقوق الانسان.
واعتبرت هيومن نسبة حالات الإعدام في السعودية أكبر اعدام جماعي حيث أعدم النظام السعودي 81 شخصاً يوم الـ 12 مارس 2022، رغم وعودها للحد من تنفيذ احكام عقوبة الإعدام.
وعلق نائب مديرة الشرق الأوسط بمنظمة هيومن رايتس ووتش مايكل بيج ، قائلاً : ” أن إقدام السعودية على إعدام جماعي ل 81 رجلاً ، ليس إلا عرضاً وحشياً لحكمها الاستبدادي ونظامها القضائي الذي يضع عدالتهم أحكامهم موضع شك كبير” .
وحسب نائب وزير المغتربين، أعدم النظام السعودي 89 مغترب يمني خلال الفترة من 2004 – 2019 تحت ذرائع وتهم واهية لا ترتقي إلى مستوى الأحكام الشرعية.
وتزعم السلطات السعودية أنهم أُعدموا بجرائم قتل وتهم ذات صلة بالإرهاب وجرائم “الترصد لعدد من المسؤولين والوافدين واستهدافهم”، حسب ما وصفته وزارة الداخلية السعودية في منشورها في 12 مارس 2022 .
السياسية/ صادق سريع