محصول الذُرة …. الخير الوفير الذي تنعم به اليمن
يمانيون – متابعات
تعتبر الذُرة الرفيعة من المحاصيل الرئيسية في اليمن، وتزرع لأغراض عدة فهي تستخدم كغذاء للإنسان ولا تخلو أي مائدة منها وتنتشر زراعتها في معظم المناطق اليمنية.
ويستخدم محصول الذُرة الذي يبدأ موسم زراعته في شهر مايو من كل عام ايضا كعلف للحيوانات، فيتم نزع اوراق الذرة او ما يسمى (الشرّف) في معظم المناطق، وحزمها كحزم صغيرة وتجفيفها وتخزينها لتستخدم علف للحيوانات ايام الجفاف، وكذلك السيقان (القصب).
وفي استطلاع صحفي حول استعدادات المزارعين والجهات الحكومية لزراعة الذرة الرفعية في مختلف المحافظات اليمنية ، تحدث محمد أحمد الجعملي من محافظة البيضاء ،مديرية نعمان، قائلاً:” أنعم الله على البيضاء بأمطار غزيرة هذا العام، ويقوم مزارعو الذُرة بانتظار أن تجف الأرض ليتم تجهيزها، حيث يتم حراثتها وإزالة أي بقايا زراعية سابقة او حشائش من الحقل.
“تزرع في منطقتنا أنواع كثيرة منها الذُرة الرفيعة ( القفيعي والجعيدي) والدخن الذُرة الصفراء،” يقول الجعملي.
ويطالب الجعملي بمزيد من الدعم للمزارعين في المناطق البعيدة فهم لا زالوا يستخدمون الجمال في حراثة الأرض وذلك لا يساعد في انتاج كميات كبيرة من الذُرة، حيث والمزارعين هناك بحاجة الى حراثات.
وعن دعم المزارعين في عدة مناطق من الجمهورية اليمنية يتحدث المهندس عبده عبدالله الضريس- مدير إدارة الإرشاد والتوعية المجتمعية في المؤسسة العامة لتنمية وانتاج الحبوب، أن المؤسسة وهي حديثة التأسيس – اُنشئت في العام 2017- تستعد لزراعة كافة أنواع الحبوب بما فيها الذُرة، حيث تقوم وحدة الحراثة بالمؤسسة بتجهيز الأرض أولاً بالتدخل في عدة مناطق ودعمها بالحراثات، من ثم يأتي دعم المزارعين وامدادهم بالبذور من الأصناف المناسبة وذلك عن طريق قروض بيضاء تقدمها المؤسسة للمزارعين وتقوم المؤسسة بعد ذلك بعملية التسويق وذلك بشراء المنتج من المزارعين وعمل اسواق لبيع تلك المحاصيل في جميع المناطق.
خطوات لخير كثير
من جهته يقول المزارع عبد الحميد الغيلي إن أكثر ما يزرع في منطقته غيل همدان، شمال صنعاء، هي الذُرة الحمراء والبيضاء، ويفضل السكان هناك الذُرة البيضاء.
وعن المتطلبات قبل زراعة الذُرة، يقول عبد الحميد: يتم تجهيز الأرض وذلك بحراثتها وتنظيفها من الحشائش والحجار -ان وجدت- قبل نزول الأمطار او الري.
في الغيل يتم حصاد الذُرة خلال مدة خمسة أشهر حيث يتم بذر البذور في الصيف، وعند اكتمال ظهور الثمرة واكتمال نمو الحبوب وبدء اصفرار الأوراق، يقوم المزارعون بإزالة تلك الأوراق بغرض الاستفادة منها كأعلاف.
“يبدأ الحصاد في منطقتنا عند تأكد نضوج الحبوب، يبدأ المزارعون بحصد الثمار وتسمى هذه العملية بالقليم، وبعد الانتهاء من هذه الخطوة يتم فرش الثمار في مساحات منبسطة صلبة ( الصلل) في أماكن تسمى الجرن،” يقول عبد الحميد.
بعد ذلك يقوم المزارعون بالعودة الى تلك المزارع، وانجاز مهمة قطع القصب (اعواد الذُرة) في صفوف منتظمة وبعدها تأتي المرحلة التي قبل الأخيرة وهي حزم تلك الأعواد في حزم متساوية وربطها بأعواد من نفس العينة وتجمعها في اماكن مخصصة حتى تجف وتوضع في مخازن.
تأتي المرحلة الأخيرة، حيث يقوم المزارعون بدك السنابل بالعصى او الحمير والجرارات، ليتم تصفيتها من الأعواد في وجود رياح بسرعة مناسبة.
يقوم مزارعو همدان بتعبئة الحبوب الصافية من الذُرة في أكياس وتخزن في براميل محكمة تفاديا لفسادها بسبب نوع من الدود تسمى السوس.
يالله اليوم لاوليتنا وانت والي
وانت والي الولا على كل والي
ياصباح الرضا على مشايخ بلادي
الصغير والكبير والطفل الذي في المخابي
هذه الابيات قالها لنا محمد الهجام من وادي مسور من منطقة خولان، حيث يقوم المزارعون بتردديها في أيام الشروف، وهي الأيام التي يقوم فيها المزارعون بحصد اجزاء كبيرة من ساق الذرة وترك الثمرة دون قطفها ليتم استخدام “الشرف” كعلف للحيوانات.
وتأتي عملية الشروف كعملية قبل الأخيرة من سلسلة اجراءات يقوم بها المزارعون في وادي مسور ومنها ما تحدث بها الهجام الذي يقول:” يم أخذ العينات التي أخذت من العام الماضي من الثمار والتي تم تخزينها، لتنقع في الماء لمدة يومين لتجهيزها لـ” التلامه “وهي العملية التي يتم بها نثر البذور في الأرض من قبل المزارعين ليتم بعد ذلك القيام بعملية “الشغب” التي يتم فيها تسوية الأرض.
“تمكث الذرة في الأرض خمسة أشهر وبعدها يأتي ما يسمى ب”القياض”، حيث تمكث بعض المحاصيل مثل الشعير ثلاثة أشهر.” يختم الهجام حديثه.
الحديدة أولاً
وفقاً للمهندس الضريس فان محافظة الحديدة تأتي في المرتبة الاولى من حيث انتاج محصول الذُرة الرفيعة إذا تملك مساحات شاسعة وتزرع فيها لثلاثة مواسم، حيث في العام 2021 م، بلغ الانتاج في المحافظة 139,681 طن بمساحة 125,612 هكتار، وكان الحصاد في محافظة صنعاء يعادل كمية انتاجية بلغت 13,328 طن بمساحة 8,560 هكتار.
وفي محافظة ذمار، بلغ الانتاج من العام نفسه حوالي 54,560 طن بمساحة 21,396 هكتار، وفي محافظة اب كانت الكمية الإنتاجية قد بلغت 54,668 طن بمساحة زراعية 21,867.
وبلغت المساحة المزروعة من محصول الذُرة في محافظة تعز 28,513 هكتار بكمية انتاجية 26,888 طن، وبلغت الكمية الانتاجية في محافظة مارب 5,33 طن بمساحة بلغت 3,746 هكتار.
وفي محافظة حجة بلغت الكمية من الحصاد 99,085 طن بمساحة تقدر 54,115 هكتار، وفي محافظة البيضاء بلغ الانتاج حوالي 14,641 طن بمساحة تساوي 6,644هكتار.
أما في محافظة صعدة فقد وصل الانتاج الى 14,641 طن بمساحة 6,619هكتار، وبلغ في محافظة المحويت 21,468 طن بمساحة تقدر ب8,546 هكتار.
وفي محافظة لحج بلغت الكمية الانتاجية 4,856 طن بمساحة 6,735 هكتار، وشهدت محافظة أبين كمية انتاج لمحصول الذُرة بلغ 5,715 طن بمساحة قدرت ب 8,860 هكتار.
وفي محافظة حضرموت كانت المساحة المزروعة من الذُرة الرفيعة قد بلغت 11,311 هكتار بكمية انتاجية قدرت ب 10, 689 طن، أما في محافظة الجوف فقد بلغ الانتاج 6,609 طن بمساحة بلغت 3,586 هكتار.
وفي محافظة شبوة بلغ الانتاج 2,392 طن بمساحة 3,720 هكتار، وشهدت محافظة المهرة كمية انتاجية بلغت 195 طن بمساحة 350 هكتار.
وبلغ الانتاج في محافظة عدن 54 طن بمساحة 105 هكتار، أما في محافظة عمران فكان حوالي 39,776 طن بمساحة 15,778 هكتار.
وشهدت محافظة الضالع نسبة انتاج بلغت 2,608 طن بمساحة قدرت ب 3,617 هكتار، وفي صنعاء العاصمة حوالي 876 طن بمساحة بلغت 1,037 هكتار.
وفي محافظة ريمة كان الانتاج قد بلغ 5,823 طن بمساحة 6,842 هكتار، وذلك وفقاً لإحصائية قامت بها المؤسسة العامة للحبوب.
الذرة بركة الحبوب
وعن كم يشكل انتاج محصول الذُرة مقارنة بالحبوب الأخرى، بقول الضريس أن محصول الذُرة يأتي في المركز الأول في انتاج الحبوب، لأنها تعتمد على مياه الامطار ولها أكثر من موسم فبالتالي انتاجها يكون وفير عكس الحبوب الأخرى التي تحتاج الى الري التكميلي.
ففي المنطقة الشرقية في مارب والجوف تزرع في موسمين، الموسم الصيفي الذي يبدأ في مارس والموسم الثاني الذي يبدأ في الخريف في شهر سبعة الى شهر تسعة.
وفي تهامة في محافظة الحديدة والتي تعدّ من أكثر مناطق اليمن الزراعية خيراً وبركة، تزرع الذُرة بأنواعها على مدار السنة، وهي موسم صيفي، بيني وموسم خريفي.
كمية البذور المستخدمة
وعن الكمية المستخدمة من البذور، يقول الضريس أن كمية البذور المزروعة بالنسبة للهكتار الواحد تختلف من صنف لأخر حسب حجم البذرة، وهي من سبعة الى خمسة عشر جرام بالنسبة للهكتار.
صنف الزعر بذرته صغيرة جداً فيحتاج مساحة قليلة، أما الغرب و اللحماني والشوباني بذرتهم كبيرة فيتم زيادة الكمية بالنسبة للمساحة.
في تهامة، بالنسبة للموسم البيني الذي يأتي بين موسمي الخريف والصيف يحتاج فيه المزارع الى استخدام كمية كبيرة من البذور وخاصة صنف ” القيرع” ويصل الى خمسة عشر كيلو جرام للهكتار، كما أنه في المرتفعات لا يزيد استخدام المزارعين عن ثمانية كيلو جرام للهكتار، يقول الضريس.
لا تخلو المائدة منها
وعن وجود الذرة في المائدة في همدان يقول الغيلي :”تدخل في إعداد نوع من الخبز يسمى القفوع بلغة المنطقة (القُرم)، وكذلك في إعداد شربة مكونة من اللبن والذرة وتسمى النشوف ( المطيط), كما تدخل في اعداد كعك العيد”.
الأستاذة أوصاف من الحديدة تقول إن في منطقتها يتم استخدام “الكدر” المكون من الدخن والدقيق الأحمر في عمل الفتة (وهي عبارة عن الخبز مع أي صنف اخر مثل اللبن او التمر او العسل).
وفي خولان يتم تسمية اقراص الذرة ب “قحوط” ، وفي محافظتي البيضاء وأبين ب”قرص”.
أما في محافظة ريمه فان السكان هناك يطلقون عليه “بناون”، أما في صنعاء فتقول اجلال العمراني أنه يتم خلط الذرة مع العديد من المكونات ليتم عمل ما يسمى “قفوع” وهي أكله صنعانيه يتم تناولها بمصاحبه القهوة او الشاي.
وفي بني مطر محافظة صنعاء يتم تسميتها “لوسه” او قحوط، وفي بعض مناطق محافظة ذمار تسمى “الجحين”.
اما في محافظة اب، تدخل الذرة في أكله تسمى مخلمة وهي عبارة عن أكله تشبه العصيد في البدء ثم تقوم النساء هناك بعجنها مره أخرى لتصل الى درجة الخبز ليتم تناولها على زبادي وحليب أي على أكلة تسمى “مطيط”.
وتدخل الذرة بكل أنواعها ايضاً في عدة أكلات في اب مثل اللحوح والعصيد والهوبه وهي أكله للأطفال.
وتقوم النساء في اب ايضا بصناعة ما يسمى “فطير” أو “مقحوط” وهو عبارة عن اقراص من الذرة والسمن والبيض لتقوم النساء هناك بإدخالها التنور لتنضج وتؤكل بعدها بطرق مختلفة فالبعض يفضلها بالشاي والبعض الاخر باللبن والسمن.
وفي محافظة حجة، تقول أم البراء أن الذرة تدخل في أكله تسمى جحين لتقوم النساء هناك بعجن الذرة مع مقادير أخرى ليتم ادخالها التنور لتنضج، ويتم تناوله كفتة أو مع الفول أو الفاصوليا.
وتشارك منطقة رداع بمحافظة البيضاء، محافظة حجة في تسمية الاكلة التي تحتوي على الذرة ايضا بالجحين التي يتم تناولها مصاحبة للشاي، وفي يريم وعمران يسمى قرص الذرة ب”القرم”.
وفي محافظة تعز، تتحدث هيام ام محمد عن طريقة والدتها في صناعة ما يسمى في منطقتهم ب”الفطير” المصنوع من الذرة الشامية والذي يخلط بأصناف أخرى ويتم ادخاله تنور الحطب ثم يتم تناوله مع اللبن والسمن.
وكالة سبأ / ميادة العواضي