صحفية بريطانية : “السعودية آخر مكان يمكنك التمتع فيه بحقوقك كمسلم”
يمانيون – متابعات
يستخدم النظام السعودي الكثير من الأسلحة للقضاء على معارضي سياسات ولي العهد، محمد بن سلمان، والكثير من الأساليب للإيقاع بكل من يخالفه الرأي أو يرفض السياسة التي يدير بها شئون المملكة، سواء في الداخل السعودي أو في التعاملات الخارجية إقليمياً ودولياً،
ولا يفرق ذلك النظام بين صديق أو عدو أو قريب، حتى وإن كان من الأسرة الحاكمة نفسها، وقد سمع الجميع ورأوا كيف نكّل بن سلمان بأقربائه من أمراء آل سعود- نفياً وسجناً وتعذيباً ومصادرة أرصدة وممتلكات- أما المواطنون فإما القمع بكل أشكاله ودرجاته لكل من يقول كلمة أو يتخذ موقفاً يعارض من خلاله أيّاً من سياسات الأمير، وإما الصمت المطبق والخضوع الكلي والذوبان في حياة الترفيه التي يوفرها لهم النظام لإبعادهم عن التفكير في أي شيء يخص مستقبل بلادهم وثرواتها، بل وابتعد بهم عن قيم الدين والأخلاق والأعراف المجتمعية والقبلية التي عُرف بها المجتمع السعودي، باعتباره من أبرز المجتمعات المحافظة في المنطقة.
لم يترك نظام بن سلمان سلاحاً ولا طريقة إلا واستخدمها لقمع معارضيه أو الإحاطة بهم حتى يقعوا في شباك أجهزته الأمنية القمعية، ولا يتردد ذلك النظام في تصفية حساباته مع معارضيه حتى وإن كان المكان بيت الله الحرام والزمان أيام الحج بكل ما تعنيه من قدسية، فانتهاك حُرمة تلك الأماكن والأوقات المقدسة لا يعني شيئاً مقابل إرضاء ولي العهد وإشباع غرائزه العدوانية تجاه كل ما يعتبره تهديداً لعرشه وخطراً على حكمه وسلطته المطلقة على كل شيء، وهذا ما أصبحت تدركه عيون الرقابة على سياسات النظام السعودي عبر الإعلام والصحافة العالمية والجهات المعنية والمتابعة لأكثر الأنظمة قمعاً للحريات.
الصحافية البريطانية إيفون ريدلي، ذكرت في مقال نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” أن ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، يستخدم “الحج” سلاحاً لمعاقبة معارضيه والصحافيين الذين ينتقدون إساءة استخدامه للسلطة، موضحةً أن النظام السعودي يسمح لمنتقديه بالدخول إلى المملكة لأداء الحج أو العمرة، ثم يعتقلهم ويخفيهم قسراً، أو يسلمهم لأنظمة قمعية أخرى.
وأشارت الصحافية الإنجليزية إلى أن منظمات إنسانية وناشطين بارزين اتهموا النظام السعودي باستخدام الحج والعمرة سلاحاً لمعاقبة المعارضين السياسيين والصحافيين الذين ينتقدون إساءة استخدامه للسلطة، مشيرةً إلى أن بياناً وقعت عليه منظمات إنسانية أكد أن النشطاء المسلمين والسياسيين والعلماء من جميع أنحاء العالم لا يستطيعون أداء مناسك الحج والعمرة على النحو الذي تتطلبه عقيدتهم، مضيفةً أن البيان كشف كيف يتم إغراء الآخرين لدخول السعودية ليتم إخفاؤهم قسراً أو تسليمهم لأنظمة قمعية أخرى تنتهك حرياتهم.
وسخرت الصحافية البريطانية من أن تكون السعودية مع كل هذا القمع مكاناً يمكن أن يتمتع فيه المسلم بحقوقه، موضحةً أن موطن محمد بن سلمان، الذي يُنظر إليه بصفته الحاكم الفعلي للمملكة على أنه (خادم الحرمين الشريفين)، هو آخر مكان يمكنك أن تتمتع فيه بحقوقك كمسلم.
إبراهيم القانص