الأسطوانة المشروخة للممثل الأممي: الطريق إلى السلام في اليمن سيكون طويلًا وصعبًا
يمانيون – متابعات
مع مرور أكثر من ثلاثة آلاف يومٍ ودخول الألفية الجديدة من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن بما حملته من جرائم وحشيةٍ وحصارٍ جائرٍ تسببت بأسوأ كارثةٍ إنسانيةٍ في العالم خرج الممثل الأممي هانس غروندبرغ بتصريحاتٍ جديدةٍ قال فيها إن الطريق إلى السلام في اليمن سيكون طويلًا وصعبًا.
بهذه الطريقة وهذا الأسلوب المتماهي مع الأجندة الأمريكية يحاول الممثل الأممي أن يرسم مستقبل اليمن، خلال المنتدى الدولي في لاهاي، لكن حديثه عن حلول جذرية للأزمة دون أن يلتفت إلى عراقيل دول العدوان ومعارضتها للمعالجات الإنسانية في مستوياتها الدنيا كصرف الرواتب لا يعدو كونه ذرّ رمادٍ في عيون الرأي العام داخل البلد المحاصر وخارجه.
تصوير الحل بالطويل والصعب يتناغم مع حركة الأمم المتحدة المتثاقلة في اتجاه إحلال السلام وتجربتها الفاشلة منذ سنوات، فمن يقف اليوم عاجزًا على إنجاز الاستحقاقات الإنسانية أولا والذي سينعكس ايجابًا على بقية الحلول الأكثر تعقيدًا فهو اعجزُ عن التوصّل إلى حل سلام شامل.
ما يثير الريبة في تصريحات الممثل الأممي هي اسطوانتًه المشروخةُ التي دوما ما يردّدُها في توصيفه لما يجري بالمشكلة اليمنية، وان جذور الحلّ تكمن في الداخل، بانحيازٍ صريحٍ مع دول تحالف العدوان وانحرافٍ واضحٍ عن الحياد الذي تفرضه مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة في حل النزاعات ومغالطةٍ مفضوحةٍ لما هو عليه واقع الحال.
الممثل الأممي لم ينس في خطابه الاستثمار بمعاناة الشعب اليمني وذرف دموع التماسيح بالحديث عن الوضع الإنساني المأساوي في إطار كسب التعاطف ونهب أموال المانحين، وهي أحدُ الأسباب الأساسية لإطالة أمد العدوان وعرقلة جهود السلام.
تصريحات غروندبرغ لن تكون خريطة طريق، لدول العدوان، فاليمن بعد مرور أكثر من ثلاثة آلاف يومٍ وكما هو مستعدٌّ للسلام العادل والمشرف هو أكثر استعدادًا للدفاع عن مقدّراته واستحقاقات شعبه الذي يدرك أن أمريكا مثلما تصدّرت العدوان فهي تعمل جاهدةً على استمراره وتشديد الحصار الخانق.
إسماعيل الشامي ـ المسيرة