ماذا بعد الهُدنة؟!
يمانيون – متابعات
ما زالت دول العدوان تماطل في موضوع تجديد الهُدنة، من خلال عدم تطبيق شروط صنعاء الإنسانية، ونجد الكثير من المحللين يحاولون تسويق أن تنفيذ الشروط الإنسانية سيقدم مكاسب سياسية لصنعاء، ويتجاهلون الأوضاع الإنسانية في كافة مناطق اليمن التي تسبب بها الحصار، كما تراهن السعوديّة على أن بقاء الوضع كما هو؛ أي لا هدنة ولا حرب، سوف يتيح لها اختراق المجتمع اليمني ودفعه للضغط على حكومة الإنقاذ؛ لتقديم تنازلات؛ مِن أجل تجديد الهُدنة.
ونقول لدول العدوان وللسعوديّة ولأمريكا وحلفائها: إن الشعب اليمني يعرف من هو عدوه، ويعي المخطّطات التي يتم استهدافه من خلالها، وإنه خلال السنوات الماضية قد توكل على الله ودافع عن وطنه وعن حقوقه بكل الوسائل المتاحة، وبما يملك من أسلحة بسيطة ودعم شعبي، في الوقت الذي كان العدوُّ في أَوْجِ قوته، ويملكُ مختلفَ أنواع الأسلحة والدعم الاستخباراتي واللوجستي المقدَّم من معظم دول العالم ومن الأمم المتحدة.
ونتيجة لصموده الأُسطوري وقدرته الفائقة في صنع أسلحته بأيدي أبنائه وانتصاراته الكبيرة، تمكّن من فرض شروطه للموافقة على هُدنة موقتة، وعندما حاول العدوّ الالتفاف على شروط الهدنة، تمكّن الجيش اليمني من قلب المعادلة ونجح في إغلاق الموانئ التي كان يتم سرق نفط البلاد منها، وهو قادر على إغلاق موانئ العدوّ إذَا لم يستجب لشروط تجديد الهُدنة.
إن الشعب -الذي لديه هذا الإيمَـانُ بنصر الله، وهذه القدرةُ على تجاوز الصعاب- قادرٌ على فتح مطاراته وموانئه ورفع الحصار عن أبنائه بالقوة، وَإذَا لم يستغل العدوّ الفرصة التي قدمتها له صنعاء والمتمثلة بالشروط الإنسانية لتمديد الهُدنة، فالشعب اليمني في ظل قيادة الثورية والسياسية مستعد وقادر على خوض الحرب مرة أُخرى، وتلقين العدوّ دروساً لن ينساها، خَاصَّة وأن ترسانتَه العسكرية قد توسعت، وأصبح يمتلكُ أسلحةً جديدة، والشعب اليمن يملك قراره المستقل، وهو على استعداد لخوض الحرب في أي وقت ترى القيادة أن ذلك ضروري، ولا يحتاج موافقةً من أحد وليس مضطرًّا لمراعاة مواقف الآخرين؛ فدينُه وقِيَمُه تفرِضُ عليه مواجهةَ مؤامرات الأعداء واستعادة لحقوقه التي تريدُ دولُ العدوان المماطلةَ فيها بكل ما يملك من قوة؛ ولذلك فعندما ترى القيادة أن العدوّ يماطل في حقوق الشعب فلن يتردّد في خوض الحرب مرة أُخرى، وسوف يكون الشعب والجيش والقيادة صَفًّا واحدًا في مواجهة الأعداء.
صحيفة المسيرة/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي