في يومها العالمي .. العدوان يهدد البيئة في اليمن
يمانيون – متابعات
يحتفل اليمن والعالم باليوم العالمي للبيئة والذي يوافق يوم الـ 5 من يونيو من كل عام ، بينما تتعرض البيئة اليمنية لتدمير ممنهج من قبل دول تحالف العدوان منذ شنت حربها الخبيثة وفرضت حصارها الظالم على اليمن، في ال 26 من مارس 2015 .
إن التلوث الناجم عن تصريف ودفن النفايات الخطرة في البحار ذات الخواص الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية ذات التأثير الضار على الحياة البحرية، هو ذلك التلوث المتعمد والمدمر للبيئة البحرية.
ان خطورة تسريب خزان صافر في عرض البحر الأحمر خير شاهد على تعمد دول العدوان في الحاق الضرر على البيئة في اليمن والاثار الكارثية التي ستخلفها نتائج التسربات النفطية، ناهيك استغلال دول العدوان لحاله الحرب واللاسلم التي تعيشها اليمن واحتلالها وفرض سيطرتها على المساحات المائية والجزر اليمنية المحتلة، ما جعلها أماكن لتفريغ النفايات والمخلفات السامه التي تترك اثار كارثية على البيئة في اليمن.
سبق ان تم الاتفاق بين اليمن والدول المانحة على حل ازمة خزان صافر على ان يتم أرسال سفينة “رامان” إلى جوار “خزان صافر” لتفريغ ثلاثة آلاف طن من المازوت الخاص بتشغيل المحركات الرئيسية لسفينة صافر الذى تم تنفيذ 30 بالمائة منه ، ولكن ذلك الاتفاق لم يصمد طويلا فقد تعرض للتوقف والانهيار وغادرت الشركات المنفذة في العام 2016، بسبب العدوان على اليمن.
موقف حكومة الإنقاذ الوطني
بدورها انتقدت حكومة الإنقاذ الوطني، الأمم المتحدة ودول العدوان وحملتهم مسؤوليه الكارثة التي ستصيب اليمن والدول المجاورة في حال تسرب نفط صافر في واحدا من أنشط الممرات الملاحية لسفن الشحن في العالم .
وحمل عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، المجتمع الدولي ودول العدوان مسؤولية الكارثة البيئية بسبب تهديد تسرب خزان نفط صافر.
وأنتقد وزير النقل عبدالوهاب الدرة، تنصل الأمم المتحدة عن تنفيذ التزامها بتفريغ خزان النفط العائم “صافر” واستبداله بآخر جديد (وفق الاتفاق المبرم في مارس 2022 مع اللجنة الخاصة بتنفيذ اتفاق الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان.
واعتبر منع تفريغ المازوت من السفينة، طلقة قاتلة تسببت في توقف تشغيل المحرك الرئيسي للسفينة وخروج أنظمتها عن الخدمة، بما فيها منظومة الغاز الخامل.
وقال الوزير الدرة في تصريحات صحفية:” أن الأمم المتحدة تتعمد إبقاء وضع الخزان العائم كما هو عليه، لطلب المزيد من التمويل من الدول المانحة”.
وأضاف: “التمويل لدى الأمم المتحدة جاهز وقد وعدت بالتنفيذ بداية العام ٢٠٢٣، والى الان لم نلحظ أي تحرك للاستبدال حتى اللحظة”.
مالا تعرفه عن “خزان صافر” العائم ..!
يعتبر خزان “صافر” النفطي العائم في عرض البحر الأحمر واحدا من تلك التهديدات البيئية التي تهدد الامن البيئي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، في حال حصل تسرب نفطي قد يسبب التلوث البيئي اثارا مدمره على الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية …الخ واضرار مستديمة على الحياة البحرية في مياه البحر الأحمر بشكل عام ، كما ستمتد اضراره على التلوث الهوائي التي ستصيب الانسان.
كما يُعد خزان صافر العائم في عرض البحر الاحمر ، الذي تم بناءه كمخزون نفطي من قبل شركة يابانية عام 1976 وتم استخدامه لمدة 10 سنوات كناقلة عملاقة للنفط الخام تحت اسم “إيسو جابان ” ،التهديد الاكبر للبيئة في اليمن.
وفي عام 1986، تحولت الناقلة العائمة التي تبلغ سعتها 3.1 مليون برميل إلى وحدة تخزين وتفريغ عائمة تحمل اسم “أف أس أو صافر”
كان خزان صافر يستقبل ما يقارب من 100 ألف برميل من النفط الخام يومياً من حقول نفط مأرب قبل أن يتم تحميلها إلى ناقلات التصدير.
تقع هذه الناقلة العملاقه العائمة بالقرب من أهم الموائل البحرية اليمنية وأكثرها حساسية من الناحية البيئية.
لكن هذا العملاق العائم اصبح يمثل “كارثة بيئية” تهدد مياه وسواحل اليمن حيث دخلت المياه مؤخرا إلى غرفة محرك الناقلة، ما زاد من مخاطر غرقها أو انفجارها.
وإلى جانب تأثيرها المدمر على الحياة البحرية في البحر الأحمر، فإن انتشار بقعة زيت في المنطقة من شأنه أن يدمر مصدر رزق للكثيرين ممن تعتمد أعمالهم على صيد الأسماك.
ومن المعروف أن الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف والشواطئ الرملية وموائل أحواض الملح الطبيعية هي من أهم خصائص هذه المناطق الساحلية.
ويشمل ذلك غابات المانغروف الكثيفة التي تمتد بطول 3.5 كيلومتر مربع في شمال جزيرة كمران، التي صنفت باعتبارها محمية طبيعية .
ما آثار خزان صافر على البيئة؟
يمتاز الشريط الساحلي في اليمن بمجموعة متنوعة من الموائل ونظرا لأهميتها البيئية والاقتصادية ويمكن أن تتسبب الكمية الهائلة من النفط المتوقع تسربها في كارثة إنسانية وبيئية وخيمة على التنوع البيولوجي في الجزر اليمنية، كما تؤثر على الشواطئ الرملية والطينية ومزارع الأسماك والموائل البرية والبحرية ليس على سواحل اليمن فقط بل سيؤثر على سواحل الدول المطلة على البحر الاحمر .
فكلما زاد ثلوث البحار زاد ارتفاع معدلات البطالة، وتفاقم المجاعة، وانهارت الأوضاع الاقتصادية والدخل السياحي الدولة.
يعد قطاعي الأسماك والزراعة مصدرين رئيسيين للاقتصاد اليمني وتعتبر سهول تِهامة على الساحل الغربي المحاذية للبحر الأحمر” لهذا السبب سيؤثر التسرب النفطي على الاراضي الزراعيه وستتأثر النباتات .
ليسوا الصيادين اسعد حظا من المزارعين حيث سيؤدي ثلوث البحار الى هروب الأسماك ونفوقها وسيدمر 850 ألف طن من المخزون السمكي اليمني في مياه البحر الأحمر ويفقد الناس مصادر ارزاقهم وتزيد معدلات البطاله ويلحق الضرر بالاقتصاد الوطني .
كما يفقد قطاع السياحة أهميته ويقل الدخل السياحي ويقل عدد السوائح.
ويؤثر التلوث البيئي على صحه الانسان ،خاصة الأطفال اللذين يعانون من امراض تتعلق بتلوث البيئة مثل “كالحميات” الملاريا والضنك والمكرفس ” – التهاب الكبد الوبائي – التيفوئيد – الاسهال…”.
ما قصة مخالفات “توتال الفرنسية..؟
شركة “توتال التي تدير سبع شركات كبرى عابرة للقارات في اليمن ، تعد واحدة من أكبر الشركات الاستثمارية في قطاع النفط والغاز في البلاد.
لكن هذه الشركة العملاقة التي تشبه الاخطبوط ، تمتلك رصيدا هائلا في سجل المخالفات المدمرة للبيئة في اليمن.
وفقا لما كشفته الأقمار الصناعية، قامت “التوتال” الفرنسية مابين العام 1996 و 2015، ببناء منشآت قديمة غير قانونية، ومخالفة للمواصفات والمقاييس العالمية ، والذي تعد خطيرة على الصحة والبيئة.
وتستمر القصه ، ببناء مئات من البرك المستأجرة لأجل تجفيف المياه التي تشوبها الكيماويات والتي تنفث سموها في الهواء، فيما يبقى الطين السام في قعر تلك البرك .
كما قامت بصب مليارات اللترات من تلك المياه السامة في آبار نفط قديمة فارغة ما يؤدي إلى ثلوث المياه الجوفية .. ناهيك على ان الشركة لم تقوم ببناء معامل لتنظيف مخلفات آبار النفط.
الصحفي الفرنسي كونتين مولر واعد ، كشف في تحقيق صحفي لصحيفة “لوبس الفرنسية” عن ” المياه السوداء لتوتال” خلال زيارته لليمن ، حجم التلوث الكبير في بحار اليمن والتي اعتبرها التحقيق أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر حتى قناة السويس
في سياق الكوارث البيئية ل” توتال” رفعت منظمة “منّا” لحقوق الإنسان “وهي منظمة غير حكومية للمناصرة القانونية ومقرها جنيف” دعوى قضائية ضد شركة توتال في فبراير 2023، بتهمة ارتكاب انتهاكات على حقوق الإنسان داخل محطة بلحاف التي تشرف عليها القوات الإماراتية.
المنظمة طالبت “توتال” في دعواها بمنع تكرار الانتهاكات، والامتثال للقانون الفرنسي ، الذي يلزم الشركات الكبيرة تجنيب المخاطر وعدم انتهاكات حقوق الإنسان، مع توفير المسؤولية المدنية وآلية التعويض.
يشار الى ان شركة توتال لإنتاج للغاز الطبيعي المسال ، توقفت عن الإنتاج لأكثر من سبع سنوات في بلحاف بسبب العدوان الغاشم على اليمن ، لكنها استئنفت إنتاجها للغاز المسال وتصدير في فبراير 2022.
كيف يحدث التلوث البحري..؟
تعد تسريبات ناقلات البترول وإلقاء النفايات والمخلفات البترولية في الماء من الملوثات الخطيرة للمياه والبيئة عموماً.
تقوم السفن بتفريق مخلفاتها في البحار وضخ مياه البحر في صهاريجها حيث تقوم المياه بعملية توازن للناقلة حتى الوصول الى مصادر شحن النفط ، ما يؤدي إلى تلوثها بمواد هيدروكربونية وكيميائية ومشعة.
وبحسب الدراسات العلمية يحدث هذا التلوث آثار بيئية ضارة وقاتلة لمكونات النظام الأيكولوجي ينتهي بالقضاء على الكائنات النباتية والحيوانية كما تجبر الكائنات البحرية على الهجرة نحو مناطق مائية خالية من التلوث.
تفيد الدراسات أن منطقة الخليج العربي من أكثر بحار العالم تلوثاً بالنفط وأن كائناتها الحية وخاصة في اليمن مهددة بالانقراض .
ووفقا لنتائج الدراسات ، هناك اكثر من أربعة أنواع من الثديات و 21 نوعاً من الطيور و 40 نوعاً من الزواحف وثلاثة أنواع من الأسماك مهددة بالانقراض تماماً ، حيث يبلغ معدل إجمالي تسريب النفط في مياه الخليج العربي نحو 140 ألف برميل سنوياً.
أن حماية البيئة مسؤولية الجميع خاصة عندما يكون هذا الثلوث سينتج عنه كارثة للموائل البحرية لليمن والدول المجاورة كما ستتأثر الملاحة البحرية ففي اليوم العالمي للبيئة الموافق الخامس من يونيو يوما يجب أن نبين فيه حجم الكارثة لليمن .
المصدر : موقع السياسية / أمل باحكيم