حقيقةُ الأطماع الإماراتية الاستعمارية في جنوب اليمن
نبيل بن جبل
الأطماع الإماراتية الاستعمارية في جنوب اليمن ليست وليدة اللحظة، ولم يعد هناك أي شك لدى أحد من حقيقة أهداف ومطامع دويلة الإمارات في الاستحواذ والسيطرة على الموانئ اليمنية وسعيها الواضح لتجميد كافة أنشطتها لصالح موانئ دبي وعلى رأسها ميناء عدن التي تعطل أنشطتها؛ لكي لا تكون منافسًا لموانئها، وهذا شيء واضح ومكشوف لكل أبناء اليمن شمالاً وجنوباً.
أطماعُ دويلة الإمارات بالموانئ اليمنية وعلى وجه الخصوص ميناء عدن ليست وليدة اللحظة؛ فمنذ عام 2003م بدأت تفكر جدياً بميناء عدن وفي عام 2008م اتفقت مع نظام عفاش على إدارة ميناء عدن عبر موانئ دبي إلى جوانب موانئ يمنية أُخرى لمخاوفها الكبيرة من أن تتحول موانئ اليمن إلى حجر عثرة أمام موانئ دبي وازدادَت شهوتها في السيطرة على بقية سواحل وموانئ اليمن من خلال العدوان تحت مِظلة إعادة ما يسمى “الشرعية” وعبر مرتزِقة ما يسمى بالانتقالي وبقية لفيف الخونة المنطوين تحت مِظلة ما يسمى التحالف سيطرت على موانئ جنوب اليمن من المكلا شرقًا وحتى عدن غربًا، ومن خلالهم جمدت تدريجيًّا أغلبَ أنشطة ميناء عدن وبقية الموانئ اليمنية الجنوبية ووسعت من نشاط موانئ دبي وبالذات “ميناء علي”.
حرب عدوانية استعمارية شيطانية خبيثة بمختلف الوسائل والطرق والأساليب الماكرة حرب اقتصادية وسياسية وثقافية وإعلامية مضى على عمرها عَقدان من الزمن تمزق اليمن وتهدف إلى التأسيس لاستعمار بعيد الأمد تحت ذريعة “انفصال الجنوب” وقيام دولة حضرموت ومحاربة المد الإيراني وبعناوين زائفة تثبت الأيّام زيفها وكذبها ومكرها وخطورتها.
والحقيقة الواضحة أن قوى الاحتلال المتحالفة ضد اليمن بشكل عام لم تأتِ ليمننا لتبني وتمكّن أبناءه؛ بل لتتمكّن هي وتهدم وتحتل وتنهب خيراته وثرواته وتجمد ما يمكن أن يكون منافساً لثرواتها ومصادر اقتصادها وتجارتها وَأَيْـضاً لتحقّق مطامع وأهداف ثلاثي الإجرام والشر والاستعمار العالمية، على رأسها “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا”، بالسيطرة على “باب المندب”؛ ممر التجارة العالمية وأهم المناطق الحساسة في اليمن وقد احتلت قوى العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي البريطاني المهرة وسقطرى وبلحاف شبوة وحضرموت، وما زالوا يشيدون قواعدهم العسكرية في أهم المناطق والجزر الجنوبية، ولم يكن أنصار الله من قبل العدوان متواجدين فيها.
بأي حق وتحت أية ذريعة وبأي مسمى يحتلون مطارات وموانئ وجزر تلك المناطق؟!
هذه التحَرّكات تثبت لكل إنسان يمني خُبثَ وخطورة وكذب وزيف عناوين وذرائع قوى تحالف العدوان والاحتلال، الحديث عما تمتلكه اليمن من موقع جغرافي استراتيجي على مستوى العالم يمكنها من احتلال مرتبة ومكانة عالية على مستوى العالم وعن الأطماع العالمية في السيطرة عليه كبير ولا تتسع له الصفحات.
أبناء اليمن كافة شمالاً وجنوباً يدركون جيِّدًا طبيعة التحَرّكات السعوديّة الإماراتية الأمريكية الاستعمارية ويجب أن نتحلى بالحكمة والوعي اللازم في مواجهة قوى الاحتلال وندرك الحقيقة الواضحة الجلية لكل عينين لا يحجبهما عن رؤيتها رمد التبعية العمياء للخارج وطمع المال والارتزاق، يجب أن نغلب مصلحة اليمن بشكل عام على مصالحنا الشخصية وخلافاتنا السياسة والمذهبية والحزبية ونعمل جميعاً بعد إدراك حقيقة أهداف ومطامع قوى الاحتلال إلى بتر كافة أياديها من الخونة المنطوين تحت مضلة ما يسمى الانتقالي والشرعية وبقية لفيف المرتزِقة، ونسعى جميعاً إلى الاهتمام بتشييد وبناء بلدنا ونتحالف ونقف ونكن جميعاً صفاً واحداً خلف قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، وقيادة صنعاء هي الجديرة بإدارة شؤون البلد وهي الجديرة بالنصر والتمكين والبناء؛ لأَنَّها لا تتبع أية قوى خارجية فولاؤها لله ولليمن وحده ولا تتلقى توجيهاً أَو دعماً من أية قوى في هذا العالم إنما تستمد قوتها من الله وأحرار الشعب ومواقفها تجاه اليمن وقضايا الأُمَّــة الإسلامية مشرفة يفخر بها كُـلّ إنسان يمني وليس فيها عنصرية ولا طائفية ولا مذهبية ولا حزبية ولا مناطقية، شعارها القرآن ومنطلقاتها وأهدافها قرآنية، والقرآن جامع لكل الطوائف والمذاهب، ويدعو الجميع للاعتصام بحبل الله دون تفرقة أَو تمييز بينهم، وأيدي حكومة صنعاء ممدودة لكل أبناء اليمن بمختلف انتماءاتهم والفرصة مواتية للتقارب والتعاون والتآخي والتوحد.
الفرصة أَيْـضاً مواتية لتلك القوى للخروج من المأزق والمستنقع الذي أوقعت نفسها فيه بعدوانها على شعبنا وقد منحتها صنعاء الوقت الكافي لذلك، ولن تقف مكتوفة الأيدي وستكون العواقب وخيمة، وقدرات جيشنا اليمني العظيم بقواته الصاروخية وطائراته المسيَّرة الحديثة بعيدة المدى تتعاظم وتتنامى يوميًّا بشكل متسارع وقد ذاقوا بأسها وجربوا فاعليتها، ولكي لا تتكرّر تلك الضربات ويُهلكون ويغرقون بفعل غرورهم عليهم أَلَّا يصروا على مواصلة عدوانهم واستعمارهم ويلتقطوا الفرصة ويعلموا أن الله قد وعد المؤمنين بالنصر والتمكين، والعاقبة للمتقين.