شعارُ الصرخة والبراءة من أعداء الله .. هُتافُ الحرية ضد المستكبرين
يمانيون – متابعات
مثّل المشروعُ القرآني، وشعارُ الصرخة الذي أسَّس مداميكَه الشهيدُ القائد المؤسّس حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- نقلةً نوعيةً في مواجهة الأعداء ومخطّطاتهم التدميرية ضد اليمن والأمّة الإسلامية بشكل عام.
ويؤكّـد ناشطون ثقافيون أن هتاف الحرية الذي يصدح به الأنصار كُـلّ يوم، وفي جميع المناسبات، يكشف الحقائق، ويفرز الناس، ما بين مؤمن صريح أَو منافق صريح.
ويتقدم شعار الصرخة في وجه المستكبرين معركةَ الأُمَّــة الإسلامية التي تتوق للحريّة والعزّة والكرامة والاستقلال، وهي تواجه قوى الطاغوت والظلم والاستكبار الذي تقوده أمريكا وإسرائيل؛ بهَدفِ ضرب الأُمَّــة وقهرها واستعبادها، بل وتركيع العالم بأسره.
ويقول الناشط الثقافي إبراهيم المؤيد: “إنه وفي كُـلّ مسارات الصراع مع العدوّ الأمريكي والإسرائيلي يحتلّ الشعار المكانة المتقدّمة والضروريّة، وتبرز أهميته مع كُـلّ خطوة وحدث، وتطوّر، وفترة زمنية من عدة زوايا واتّجاهات”، مؤكّـداً أن شعار “الصرخة” في وجه المستكبرين يعد من الأَسَاسيات التي يتطلبها ميدان المواجهة مع العدوّ، لا سِـيَّـما الإعلامية والفكرية والثقافية، حَيثُ فضح كُـلّ تحَرّكات ومشاريع الغزو الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة به وبما يترافق معه من توعية شاملة.
ويشير إلى أن مخطّطاتِ الأعداء التدميرية التي يستهدفون بها الأُمَّــة الإسلامية بشكل متطور يمكن مواجهتها من خلال التزود بالإيمان والتحلي بالوعي الكامل، لا سِـيَّـما أن معركة الحاضر تسمى بحرب المصطلحات، مؤكّـداً أن شعار “الصرخة” في وجه المستكبرين يلعب دوراً محوريًّا في هذه المعركة، واستطاع أن يوجّه البُوصلة باتّجاه الأعداء الحقيقيّين للأُمَّـة، وخلق وأحدث في الوسط السياسي والإعلامي والثقافي والفكري ثورة، وصحوة، وبصيرة، ويقظة، وانتباه.
هتافُ الحرية شرطٌ من شروط الإيمان:
من جهته يستذكر الناشط الثقافي إبراهيم غالب، البدايات الأولى لانطلاقة المشروع القرآني، الذي أطلقه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- والذي جعل من هتاف الصرخة المعروف (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) واصفاً ذلك الهتافَ بعنوان وشعار لمشروع قرآني نهضوي ينهض بالأمّة ثقافيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا وإعلامياً وفي كُـلّ المجالات.
ويبيِّنُ أن الأُمَّــةَ الإسلاميةَ استطاعت من خلال شعار الصرخة الوقوف بثبات في مواجهة الأمم الأُخرى للحد الذي أصبح لها ثقلها في الساحة العالمية، لافتاً إلى أن شعار “الصرخة” ينسجم تماماً مع القرآن الكريم، موضحًا دوره في تجسيد الولاء والبراء الذي يعتبر أصلاً من أصول الدين.
وعن مفردات شعار “الصرخة” ومعانيه المنسجمة مع القرآن الكريم، يقول غالب: “(الله أكبر) في مرحلة أرادت أمريكا أن تكون هي المهيمنة على العالم، والله سبحانه يقول: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)”، مُضيفاً “الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل”، في مرحلة قد عمل فيها الأمريكي والإسرائيلي على إماتة هذه الأُمَّــة فعلاً، والله سبحانه يقول مبينًا لنا حرصهم على الحياة وخوفهم من الموت: “قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ”، “ولا يَتَمَنَّوْنَهُ أبَدًا بِما قَدَّمَتْ أيْدِيهِمْ واللَّهُ عَلِيمٌ بِالظّالِمِينَ”.
ويتابع “اللعنة على اليهود” والله سبحانه لعنهم على لسان نبي الله داوود وعيسى، فقال سبحانه: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وعِيسى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ”، مردفاً بالقول: “النصر للإسلام”، وبعد أن انطلق شعار الصرخة والمشروع القرآني وتثقيف الناس وتوعيتهم بذلك أدركت أمريكا وإسرائيل خطورة ذلك عليهم فحاربوا الصرخة والمشروع القرآني واستهدفوا الشهيد القائد عبر عملائهم في النظام السابق.
ويرى غالب أنَّ شعار الصرخة من منظور الأحداث أتى كضرورة للخروج بالأمّة من حالة الضعف، التي كانت عليه الأُمَّــة الإسلامية جراء الهيمنة الأمريكية وسيطرتها على شعوب العالم بذريعة محاربة الإرهاب، موضحًا أن الشهيد القائد -رضوان الله- عليه كسر بشعار الصرخة حاجز الصمت والسكوت وكشف زيف وخداع أمريكا.
ويختم غالب حديثه بالقول: “وفي هذه الذكرى السنوية للصرخة يترافق معها الاعتداء الإسرائيلي باغتيال قادة في حركة الجهاد الإسلامي، وَأَيْـضاً بقصفهم وقتلهم للأطفال والنساء؛ وهذا يزيد من التأكيد على صوابية المشروع القرآني وتبني موقف الصرخة من هذا العدوّ الذي يعتبر العدوّ الأول للأُمَّـة الإسلامية.
الصرخةُ أقامت الحقَّ وأزهقت الباطل:
بدوره يعتبر الناشط الاجتماعي الشيخ نجيب حسين المطري، أن إحياء الذكرى السنوية للصرخة من المناسبات الدينية الهامة التي أقامت الحق وأزهقت الباطل، واصفاً هتاف الحرية بصرخة النور التي أضاءت درب الحرية والجهاد والسير مع الله ودرب اتباع النبي وتولي آل بيته الأطهار.
ويقول المطري: “إحياؤنا للصرخة لن يكون موسمياً فقط، لكنها صرخة نردّدها دائماً وأبداً وفي كُـلّ حين؛ فمن خلال الصرخة يتضح الحق من الباطل والصدق من الكذب والنفاق؛ فالصرخة هي عنوان ومؤشر تحديد مواقف الولاء والبراء وبمفهومها المعروف والواضح والصادق والجلي”.
ويضيف أن “الشهيد القائد -رضوان الله عليه- عندما سطع بالصرخة مع مجموعة من المؤمنين من ذلك المكان العظيم والطاهر وفي تلك المرحلة الحرجة إنما كانت لحكمة رآها الشهيد القائد، واستنبطها من القرآن الكريم، والمواقف والأحداث التاريخية والتي حكى عنها القرآن والمواقف التي جرت أَيَّـام الرسل والأنبياء في مواجهتهم للباطل والكفر والنفاق والشرك”.
ويلفت إلى أن “الشهيد القائد استلهم خطورة الوضع العام والخاص، والذي تمر به اليمن والأمّة أجمع والذي يحاك من قبل الادارات الأمريكية”، مبينًا فهم الشهيد القائد للعبث الأمريكي بالبلدان وبسيادتها للدول والشعوب والجغرافيا في اليمن وغير اليمن.
ويشير إلى أن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- ربط الأحداث تاريخيًّا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وأنه استعرض كُـلّ الوقائع، والأحداث والمواقف على القرآن الكريم؛ كونه أصدق الكتب وأوثقها.
وتطرق إلى أن الأعداء أرادوا وأدها ومحوها وحظرها وتشويهها وإطفاءها والتنكيل بمن أطلقها ومن معه؛ خوفاً منا وخدمة لأمريكا وإسرائيل ولمشاريعهم، فشنوا الحروب عليها وعلى كُـلّ الأحرار الذين رفعوا أياديهم وأصواتهم بها، في ظل صمت مطبق وخنوع وانبطاح من قبل السلطات ومنافقيها.
ويبّين المطري حديثه بالقول: “الصرخة كانت وما زالت وستظل النواة التي يشع نورها ويتوسع منهجها ويرتفع صوتها ويكثر مردّدوها؛ كونها السلاح المناسب أمام كُـلّ مستكبر والصوت الذي يصل صداه إلى أرجاء المعمورة”.
ويضيف: “الصرخة أحدثت أثراً كَبيراً في النفوس، وأحدثت تغيُّراً في الأحوال وأعادت بناء الإنسان بناء صحيحاً وكوَّنت شخصياتٍ تعمل وتسير وتتحَرّك وتقول وتتوجّـه وفق المنهج الرباني القرآني والهدي النبوي”.
ويواصل: “الصرخة جسدت مفهوم تعظيم الله وتقديسه والتوكل على الله والخوف منه لا سواه؛ كونه الكبير، القوي، العظيم، القادر، الجبار، المنتقم، الناصر، المعين، كما أنها نزعت الخوف وحرّرت العقول، وجسّدت معنى البراءة من أعداء الله وأعداء رسول الله وآله الطاهرين، وحصّنت الإنسان والمجتمع من مخاطر الحروب الناعمة المتمددة والمتنوعة، كما أنها قضت على الخلافات والثارات والنزاعات والقطاعات والتقطعات والاقتتال الذي كان ناشباً بين كُـلّ القبل وبين القبيلة نفسها”.
المسيرة – محمد ناصر حتروش