السيد القائد: مميزات المشروع القرآني أنه يحرك الناس في إطار تعبئة عامة
يمانيون../
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن من مميزات المشروع القرآني انه يحرك الناس في إطار تعبئة عامة، فلا يكفي الموقف الرسمي ولا النخبوي، فالمسالة أكبر من ذلك بكثير وتتطلب أن تحشد فيها كل الجهود وأن يكون هناك تعبئة عامة تتحرك فيها الشعوب بنفسها لما لذلك من أهمية كبيرة جدا يحسب لها الأعداء ألف حساب.
وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين إلى أن أمريكا وإسرائيل تدركان ما يعنيه الموقف الشعبي عندما يعبر الشعب عن رفضه للسيطرة الأمريكية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت هو موقف سهل وليس معقد ولا صعب والصرخة هتاف براءة والمقاطعة كلها بدايات لأعمال وأنشطة سهلة ولكنها مؤثرة بدلا من حالة الجمود والحيرة.
وذكر أن المشروع القرآني كسر حاجز الخوف الذي كان جاثما على الناس إلى درجة الخوف من أن يتكلموا ويعبروا عن سخطهم تجاه ما تعمله أمريكا وإسرائيل وما تفرضه من إملاءات ظالمة لها عواقب سيئة على شعوب الأمة.
ولفت قائد الثورة إلى أن هذا المشروع كسر حاجز الصمت ومساعي الأعداء لتكميم الأفواه لانهم لم يكتفوا بفرض حالة الهزيمة النفسية والسعي لترسيخها وإنما حاولوا منع أي صوت حر من الحديث عن مؤامرات الأعداء أو يحرك الأمة وينشر الوعي.
وبين أن المشروع القرآني ثبت بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للأمة التي شهدت حربا ثقافية ودعائية وتضليلية وسعى الأعداء لفرض حالة العداء والسخط على من يمثلون عائقا أمامه داخل الأمة حتى ضد المجاهدين في فلسطين، كما أن هذا المشروع حصن الأمة من الاختراق وتصدى لمساعي التطويع والموالاة.
وذكر أن من مميزاته أيضا أنه فضح الحكومات والزعماء العملاء الذين جندوا أنفسهم مع الأمريكي والإسرائيلي ضد أبناء الأمة، كما أنه فضح التكفيريين الذين حاربوه بشدة.
الشعار يتجاوز التحديات:
وأوضح قائد الثورة أنه ومنذ أواخر العام الأول للصرخة وبعد نزول السفير الأمريكي إلى صعدة وجه بالعمل على منع الشعار وكان يوجه أي مسؤول يمني، حيث كانت أوامره فوق مستوى أوامر رئيس الجمهورية ووجه بمنع الشعار والهتافات والملصقات.
وأشار إلى أن السلطة تحركت آنذاك لتنفيذ الاعتقالات ومنها ما حدث في الجامع الكبير والتي استمرت على مدى سنوات إلى جانب إجراءات أخرى منها فصل الموظفين والمدرسين الذين ينطلقون في إطار المشروع القرآني إلى جانب الحرب الإعلامية والدعائية.
ولفت إلى أن سجون الأمن السياسي امتلأت بالمكبرين، ثم دفع الأمريكيين بالسلطة إلى شن الحرب على المناطق والقرى التي عرف أنها تنطلق في إطار هذا المشروع بالرغم من عدم وجود أي مبرر شرعي ولا دستوري ولا قانوني لما قامت به.
وأشار إلى أن من الدلائل الواضحة على أهمية هذا المشروع ونجاحه وانتصاره وفاعليته هو ثباته وما حققه من انتصارات بالرغم من حجم الاستهداف، حيث شنت ستة حروب متوالية وأكثر من 20 حربا مجزأة عبر التكفيريين وبعض المشايخ ضد هذا المشروع.
وأوضح أن المكبرين لم يكونوا يتسندون على أي دعم إقليمي أو دولي بل تحركوا بإمكانياتهم البسيطة جدا مقارنة بما تمتلكه السلطة ولم يكن هناك أي تعاطف معهم لا إقليمي ولا دولي، ولا حتى إعلامي إلا في النادر جدا.
وذكر أن السلطة في تلك المرحلة كانت جريئة إلى درجة أنها ارتكبت جرائم قتل واسعة بحق من يهتفون بالشعار وسحل جثامينهم في الشارع العام في صعدة، وارتكبت مجازر بحق السجناء كما حصل في سجن قحزة في صعدة، لأنها كانت مطمئنة أنها تعمل بغطاء وتحريض أمريكي.
وأفاد قائد الثورة بأن السلطة كانت تطلب من السجناء أن يتعهدوا بعدم رفع الشعار مقابل الإفراج عنهم وإيقاف الحروب عليهم، ومع ذلك فشلت كل تلك الجهود في إيقاف ذلك الصوت وإيقاف هذا المشروع العظيم الذي كان يزداد صلابة ويحقق الانتصارات شيئا فشيئا إلى أن وصل إلى المستوى الذي هو عليه اليوم.
وأكد أن كل هذا التماسك والانتصار والتجاوز لتلك العوائق هو شاهد على عظمة هذا المشروع وعظمة الثقافة القرآنية التي تصنع الوعي العالي تجاه الأعداء ومخططاتهم وترسم الخطوات العملية تجاه ذلك وتحيي الشعور بالمسؤولية وترسم البرنامج العملي لبناء الأمة والنهوض بها.