“الوحدة اليمنية بين الاستهداف الخارجي والوعي الوطني ” في حلقة نقاشية بصنعاء
يمانيون../
نظم مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني في العاصمة صنعاء اليوم السبت، حلقة نقاشية بعنوان (الوحدة اليمنية بين الاستهداف الخارجي والوعي
الوطني).
وفي الحلقة النقاشية، أكد السفير والوزير السابق يحيى العرشي أن الاحتلال البريطاني هو المسئول عن تشطير اليمن لضمان موطئ استراتيجي على خطوط الملاحة الدولية، لافتاً أن الوحدة اليمنية لم تأخذ حقها في المناهج التعليمية لتعريف الأجيال بأهميتها والتهديدات التي تتعرض لها.
واعتبر أن الخطأ التاريخي وقع عندما لم يذهب اليمنيون إلى “استعادة الوحدة” وهو المصطلح الدقيق عقب رحيل الاحتلال البريطاني وكانت بداية تشطير اليمن.
وأوضح العرشي -وهو أحد مهندسي اتفاقيات الوحدة- أن السعودية في فترة الحوار اليمني لاستعادة الوحدة، اندفعت نحو قضم مزيد من الأراضي اليمنية على الحدود لعرقلة تحقيق الوحدة وقطع اطلالة اليمن على الصحراء.
ولفت السفير العرشي إلى أن حرب 94 شكلت الفرصة للجوار غير المحب للوحدة، للقضاء عليها، مضيفاً: “كان المفترض تحصينها بدولة مؤسسية وذلك للأسف لم يحدث”.
من جانبه، تطرق الباحث عبد الله بن عامر في ورقته، إلى التقسيم كأحد استراتيجيات دول الهيمنة والاستكبار في السيطرة على دول المنطقة، وقدم نبذة تاريخية عن المشاريع البريطانية السابقة في تقسيم المنطقة التي كانت موحدة، وعبر مشروع “سايكس بيكو” الذي قسم المنطقة إلى دول عديدة.
وأشار بن عامر إلى أن ما تسمى اليوم “مستعمرة الساحل الغربي، وفصل حضرموت والمهرة، واحتلال تعز، وما يسمى الدول الثلاث والأقاليم الستة”، قد وردت جميعها في تقارير بريطانية منذ 100 عام، لافتا إلى الدور الأمريكي الحالي بالتعاون مع البريطاني في تهديد وحدة واستقرار اليمن.
فيما تحدث الباحث أنس القاضي عن التحركات الاستعمارية في جنوب وشرق اليمن، والتي رصد فيها التحركات الميدانية للأمريكي والبريطاني والمساعي الصهيونية للسيطرة على جزر يمنية لبناء قواعد عسكرية عليها.
وتطرق إلى خطورة التوجه البريطاني والذي عبر عنه السفير البريطاني في إحدى التغريدات عن استعداد بلاده للعب دور في مجلس الأمن الدولي للمصادقة على أي قرار جديد يتعلق بالتسوية السياسية في اليمن، بما يشمل تحديد مستقبل الجنوب، ورفع العقوبات المفروضة على أطراف في اليمن.
بدوره، تناول الدكتور عبد العزيز الشعيبي الأكاديمي بجامعة صنعاء الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي ساعدت على قيام الوحدة، لافتا إلى الوحدة الوجدانية للشعب اليمني واصطفافهم في خندق واحدة لطرد الاحتلال.
تخللت الحلقة النقاشية العديد من المداخلات التي تركزت حول أهمية الوحدة والتهديدات التي تتعرض لها من قبل المشروع البريطاني الأمريكي، ودور المشروع القرآني في تحفيز الشعب على المواجهة والجهاد.
وأكدت المداخلات أن من أبرز أسباب العدوان على اليمن رفض القيادة الثورية القبول بتقسيم البلد وتجزئته، لافتة إلى ضرورة بناء الدولة كضمانة للحفاظ على الوحدة، بعد أن فوتت الأنظمة السابقة فرصاً كثيرة لبناء الدولة، وانصب اهتمامها على الحفاظ على سلطتها أكثر من بناء الدولة.
ونبهت إحدى المداخلات إلى أن ما جرى في العام 1915م وما تلاه حتى العام 1921م مشابه تماماً لما حدث منذ العام 2015م إلى اليوم بمعنى أن المخطط واحد والمنفذ واحد وهو البريطاني إلى جانبه اليوم الأمريكي والصهيوني.
وطالب المشاركون بتوسيع الفعاليات بشكل أكبر وإشراك النخب والجامعات ومراكز الدراسات وغيرها للتعريف بأهمية الوحدة والأخطار التي تحيط بها من قبل الأعداء وأدواتهم من الأعراب والمرتزقة المحليين.