Herelllllan
herelllllan2

منظمة إنسان تكشف “الوجه الخفي” لما يتعرض له المختطفون المدنيون في سجون العدوان

يمانيون../
لا يمكن أن تبقى الجريمة طي الخفاء مهما كانت وسائل المجرمين في إخفائها؛ فها هي جرائم وانتهاكات تحالف العدوان ضد المختطفين المدنيين تتكشف لتؤكد مدى بشاعة وقبح هذا العدوان ومرتزقته؛ إذ يمارس أبشع الجرائم والانتهاكات بحق المختطفين بما فيهم النساء المختطفات في سجونه.. وهو ما يرويه تقرير لمنظمة إنسان للحقوق والحريات وشهادات عدد من المحررين والمحررات من سجونهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة.

يوم بعد آخر تكشف المنظمات الحقوقية جانبا من جرائم وانتهاكات تحالف العدوان ومرتزقته بحق المعتقلين والمختطفين المدنيين، وآخر ذلك ما أظهرته إحصائية منظمة إنسان للحقوق والحريات من جرائم تعذيب وتصفية داخل السجون والمعتقلات في مأرب والمخا علاوة إلى انتشار أوبئة في السجون وغيرها.

في هذا السياق وثقت منظمة إنسان للحقوق والحريات عدداً من جرائم الاختطاف والإخفاء القسري والتصفية بحق المدنيين، موضحة أن عدد المختطفين المدنيين خلال الفترة 2021- 2023م بلغ قرابة ألف و200 مختطف بينهم نساء وأطفال، تم الإفراج عن ٢٥٦ بينهم ١٩٨ مختطفاً مدنياً عبر صفقات تبادل أسرى.

وكشفت المنظمة عن ٦٤٥ حالة اعتقال طالت مدنيين في محافظة مأرب فقط، كما وثقت السجون التي يقبع فيها المختطفون بمأرب، أبرزها سجن معهد الصالح وهو أحد السجون السرية، وكذا سجون بن غريب، والأمن السياسي، والاستخبارات العسكرية، والأمن المركزي، والمنطقة العسكرية، والمحكمة، والبحث الجنائي.

كما كشفت المنظمة من خلال لقاءات مع بعض المعتقلين المحررين أن هناك أوبئة منتشرة داخل سجن الأمن السياسي في مأرب منها السل.

ورصدت منظمة إنسان (١٨) جريمة قتل في سجون مأرب أبرزها سجن معهد الصالح المخفي وسجن الأمن السياسي.

ولم تقتصر الاختطافات على الرجال فحسب، بل طالت النساء أيضاً، حيث رصدت منظمة إنسان (١٠) حالات اختطاف نساء بالإضافة إلى أن هناك نساء تمت تصفيتهن من ضمنهن صفاء خالد الأمير، ورجاء الصنعاني.

وأشار تقرير صادر عن المنظمة أن عدد المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من سجون ومعتقلات المخا والمحافظات الجنوبية بلغ ٩٣ معتقلاً عبر صفقات تبادل الأسرى.

وأكد التقرير وجود أكثر من ٢٥٠ معتقلا ما بين مسافرين وعمال ونساء وأطفال تم الزج بهم في عدد من المعتقلات منها سجن ميناء المخا، ومعتقلات جبل حديد، ومعسكر الرئاسة، وميناء الضبة، والقصر الجمهوري، والبريقة، ومعسكر الإنشاءات، وغيل بن يمين إضافة إلى معتقلات محافظة المهرة ومعتقل سقطرى، وهو سجن تابع للإمارات.

التقت عددا من المعتقلات المحررات وذويهن خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته منظمة إنسان، الأربعاء الماضي، لتسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون والمختطفون المدنيون بسجون قوى العدوان ومرتزقته.

حيث تطرقت سميرة مارش المعتقلة المحررة بصفقة التبادل الأخيرة، في حديث لوكالة سبأ إلى قصة وظروف اعتقالها من منزلها في الحزم بمحافظة الجوف، موضحة أنه تم اقتحام منزلها في الساعة الثالثة والنصف فجرا وطلبوا منها رموز فتح جوالاتها، وبعد فتح الجوالات أرادوا اقتيادها، فرفضت الذهاب معهم ليلا كونها امرأة، وبعد تهديد ووعيد حاولوا أخذها بالقوة فرفضت الذهاب إلا في وضح النهار كونها واثقة من برأتها من أي تهم فقاموا بأخذ تلفوناتها وذهبوا.

وأشارت إلى أنه في اليوم الرابع تم توقيفها أثناء خروجها من المستشفى الذي تعمل فيه في مجال النظافة في الساعة الثانية عشرة ظهرا، وطلبوا منها الذهاب معهم للتوقيع وأخذ تلفوناتها والعودة إلى منزلها، فذهبت معهم بصحبة أخيها أحمد الذي تم اعتقاله معها ويعاني حاليا من حالة نفسية نتيجة التعذيب.

وبحسب مارش فقد تم سجنها في الحزم لمدة شهر وبعدها تم نقلها إلى أحد السجون بمحافظة مأرب ومن ثم إلى سجن الأمن السياسي وهناك تم ممارسة أقسى وأبشع أساليب التعذيب اللفظي والجسدي والنفسي لإجبارها على الاعتراف بتهم وافتراءات لا تمت إلى الواقع بصلة.

وذكرت أن أساليب التعذيب التي تم استخدمها معها وغيرها من المعتقلات تنوعت ما بين التلفظ والضرب والربط والتعليق والكهرباء والخنق والركل وغطس الوجه في الماء.

وأكدت أن هناك العديد من النساء المعتقلات في مأرب يتم ممارسة جميع أنواع التعذيب بحقهن، مشيرة إلى أن السجينة رجاء الصنعاني تم تعذيبها حتى بدأت تنزف من الأنف والفم والأذن وظلت تناشدهم لمدة ثلاثة أيام لإسعافها دون جدوى حتى فارقت الحياة.

قصة أخرى ترويها رقية زيد الجشمي، مشيرة إلى أنه تم اعتقال زوجها الجشمي أحمد الجشمي الذي يعمل بائع قات في محافظة عدن، عند ذهابه للمراجعة على أحد العاملين معه في محل بيع القات نتيجة اعتقاله.

وأشارت إلى أنه في 16 أكتوبر2020م تم اقتحام منزلهم الساعة الثانية عشر ليلا من قبل أشخاص ملثمين مصطحبين معهم زوجها، وكانت داخل المنزل مع صاحبتها زوجة عبدالله علي الحيي الذي تم اعتقاله وأربعة إخوانه أيضا وجميعهم من مديرية أنس محافظة ذمار… ووجهوا الأسلحة على رؤوسهن وتهديدهن بالقتل إذا لم يعترفن بأنهن مخابرات وأن داخل المنزل أسلحة ومتفجرات.

وبحسب الجشمي فقد تم تعذيب زوجها أمامها وأمام أطفاله حتى خارت قواه ولم يستطيع المشي وبعد ذلك أخذوهم جميعا هي وزوجها وبناتها الثلاث وصاحبتها واثنين من أطفالها وزجوا بهم في أحد السجون بعدن.

وأشارت إلى أنه تم ممارسة جميع أنواع التعذيب لإجبارهم على الاعتراف بأعمال وأفعال لا تمت للواقع بصلة ولا يعرفون عنها شيء، لكنهم رفضوا الاعتراف، فأخذوها وزوجة عبدالله الحيي وأطفالهم وإدخالهم إلى مكان تواجد أزواجهن وهم معلقين داخل الزنزانة وتهديدهم إذا لم يعترفوا سينتهكون أعراضهن ويقتلون أطفالهم فاعترفوا مجبرين ومكرهين بتهم كاذبة ليس لها أي أساس من الصحة.

مأساة أخرى تعرضت لها فاطمة صالح القهالي التي ذهبت إلى محافظة عدن لقطع جواز للسفر إلى القاهرة للتبرع بأحد كليتيها لأخيها إبراهيم، مشيرة إلى أنه تم اعتقالها أثناء تواجدها في مستشفى الصداقة بعدن لعمل فحوصات تطابق كليتها مع أخيها، بسبب وجود لاصق شعار محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم داخل كيس ملابس كان بحوزتها.

وأكدت أنه تم ممارسة أبشع أساليب التعذيب بحقها وغيرها من المعتقلات كالضرب والركل وصب الماء والثلج والصعف بالكهرباء وحلاقة شعر المعتقلات.. مشيرة إلى أنها أصيبت بجلطة في القلب نتيجة التعذيب المستمر.

وبحسب فاطمة القهالي، فإن من قاموا باعتقالها طلبوا عشرة آلاف دولار كفدية لإخراجها، وهو ما تم بالفعل حيث اطلقوا سراحها بعد دفع المبلغ.

فيما أوضحت بشرى محمد حسن شاطر أن أختها الدكتورة يسرى التي تعمل مدرسة في المعهد العالي للعلوم الصحية بأمانة العاصمة، ولها أنشطة أخرى كمشرفة مركزية لدى منظمة الصحة العالمية لحملات التحصين، تم اعتقالها في 24 سبتمبر 2022م في مأرب خلال نزولها بحملة التحصين ضد كوفيد.

وأشارت إلى أن الأمن السياسي في مأرب قام باعتقالها من داخل غرفتها بأحد الفنادق بمأرب ولا تزال حتى اللحظة معتقله لديهم بالرغم من الهدف الإنساني الذي ذهبت وتحملت عناء السفر لأجله.

وتساءلت :”أختي ذهبت بحقيبتها والقلم ولم تذهب بالبنادق والرشاشات حتى يكون مصيرها الاعتقال”.. معتبرة اعتقال شقيقتها انتهاكا صارخا لعادات وتقاليد وأعراف المجتمع اليمني والمواثيق الدولية والإنسانية التي تنص على حماية العاملين الرسميين في المجالات الصحية ومكافحة العدوى.

وأشارت إلى أن أختها الدكتورة يسرى اتهمت بتهم لا أساس لها من الصحة كأنها جاسوسة وعميلة وأنها تخل بالأمن في مأرب.

وناشدت المنظمات الدولية والحقوقية ومنظمة حقوق المرأة والأمم المتحدة والصليب الأحمر وكل يمني حر إلى تحمل المسؤولية والقيام بعمل كل ما يستطيعون للإفراج عن أختها المعتقلة في الأمن السياسي وغيرها من المعتقلات.

وبحسب منظمات حقوقية وإنسانية محلية فقد قام العدوان ومرتزقته بمحافظة مأرب والمخا والمحافظات المحتلة باعتقال المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال دون أي أسباب وإنما على أساس مذهبي أو سياسي أو مناطقي، وممارسة أبشع أنواع التعذيب بحقهم واستخدام نساء وأطفال المعتقلين كورقة ضغط لإجبارهم على الاعتراف بتهم لا أساس لها من الصحة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com