الراجحُ الذي لا نرغبُ فيه
د. حمود الأهنومي
هو أن تعود الحرب؛ لأن العدو المتفرعن لم يصل إلى مرحلة الغرق، وفي أقل الأحوال سيظل يماطل ويحاربنا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وهذا ما ليس مقبولا الاستمرار فيه، لا رسميا، ولا شعبيا، وفرعون لم يستسلم لتسع آيات بينات، ولم تخضعه إلا أمواج الغرق.
وما دام الفراعنة المعاصرون لم يشعروا أنهم بين أمواج الغرق، فسيظلون في حالة عدوان علينا، وليس هناك من حل إلا الاستمرار في الجهوزية والإعداد، وهذا ما هو قائم في جانب شعبنا وقواتنا المسلحة والأمن بعون الله وفضله.
الشيء الذي يفهمه أقلنا حنكة هو أنه من المحتمل جداً أن تعود الحرب، ويبتدئ العدو أحداثها بضربات هستيرية، وقوية، مثل تلك التي بدأ العدوان بها، وربما تشارك في البداية عدد من الدول التي تصر على الحرب، منها أمريكا، وإسرائيل، بطائراتها إف22، وإف35، حتى تضمن تحييد أكثر عدد من القيادات والمقاتلين والإمكانات.
لكن قواتنا المسلحة، بعون من الله، هي الأخرى تقف على أقدامها في حالة جهوزية مستمرة وإعداد متصاعد، وقد أعطتنا الهدنة ومرحلة خفض التصعيد فرصة كبيرة للترميم والبناء والتطوير والتصنيع المذهل والمدهش.
والذين يخافون أن نخدع في هذا الجانب أقول لهم:
– ثقافتنا قرآنية والله تعالى يقول: (وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً)..
– والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)..
– والإمام علي عليه السلام يقول: (وَلَكِنِ الحَذَرَ كُلَّ الحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكِ بَعْدَ صُلْحِهِ؛ فَإِنَّ العَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ)..
– والسيــد القائد يقول:
«ربما حرص العدو على أن يدخل في صلح معك، من أجل أن تطمئن، وأن تغفل، وأن تهمل، فيستغل حالة الغفلة، عندك، وحالة الإهمال، وفقدانك للجهوزية والاستعداد، فيضربك الضربة القاضية»..
“لتكن في حالة اهتمام مستمر، وجهوزية مستمرة، وسعي دائم لرفع مستوى الاستعداد والتجهيز والبناء، بحيث إذا غدر العدو في أي لحظة، توجِّه إليه أنت الضربات القوية، وتخيِّب آماله في ما كان يؤمله من غفلتك، وعدم استعدادك، وهذه مسألة مهمة”.
هذه ثقافتنا إذن التي لا تسمح لنا بأن نكون مغفلين ولا مخدوعين، بل تجعلنا نمسك بزمام المبادرة في كل حين، والحمدلله رب العالمين..
(ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)..