في يومهم العالمي.. عمال اليمن يتصدرون قائمة ضحايا العدوان ومآسي لا مثيل لها
يمانيون – تقرير/ أمين النهمي
كارثة إنسانية ومعاناة وظروف صعبة يعيشها عمال اليمن جراء العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي تسبب في استشهاد آلاف العمال في مختلف القطاعات وتدمير مئات المصانع والشركات والمؤسسات والمعدات على مدى أكثر من ثمانية أعوام، في ظل صمت أممي ودولي مطبق، وعلى مرأى ومسمع العالم المنافق، والذي لم يحرك ساكنا تجاه هذه الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان الإجرامي بحق أبناء الشعب اليمني.
وفي الوقت الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي للعمال يقبع عمال اليمن تحت وطأة الجوع والفقر نتيجة لانقطاع رواتبهم وفقدان أعمالهم بعد أن تعمد العدوان استهدافها وبشكل مباشر وممنهج وهم في مواقع أعمالهم وقصف متعمد لتدمير منشآتهم ومواقع إنتاجهم ما تسبب في حدوث كوارث اجتماعية واقتصادية وبيئية ترتبت عليها كثير من الآثار الإنسانية والمعيشية الصعبة سواء كان بالتشريد والتسريح أو النزوح وضاعف من مشكلة البطالة ومعدلاتها.
أسوأ كارثة إنسانية
ويرى مراقبون إن تحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي عمد وبشكل ممنهج إلى تدمير مصدر دخل العامل، بل واستهدفه في مواقع عمله بأشد الغارات فتكا وبطشا، وادخل الكثيرين دائرة البطالة والفقر والحاجة، بل عمد إلى إيقاف صرف مرتبات العمال ونقل البنك المركزي إلى عدن لزيادة مأساتهم، لافتين إلى أن العدوان تفنن بتدمير كل البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية، وخلف كوارث إنسانية بالجملة وعلى مختلف الأصعدة والمجالات تجاوزت كل الحدود وتنوعت بين القتل والدمار عبر أكثر الأسلحة فتكاً ودماراً، بالإضافة إلى استهداف أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه من خلال التضييق عليهم وسد كل المنافذ أمامهم وقتلهم جوعاً بعد أن قتلوهم وحاصروهم ولا زالوا كذلك، الأمر الذي تسبب بحصول أسوأ كارثة إنسانية، موضحين أن أكثر من ثمانية ملايين عامل داخل دائرة البطالة والفقر نتيجة استهداف مصادر رزقهم من قبل العدوان السعودي.
أوضاعا مأساوية
ويؤكد الأمين العام لنقابات عمال اليمن على بامحيسون، أن عمال اليمن يعيشون ظروفاً قاسية ويواجهون بثبات أوضاعاً مأساوية فرضت عليهم بسبب العدوان والحصار الشديد المفروض من قبل التحالف الإجرامي، إضافة إلى تسبب القصف الذي طال منشآت اقتصادية وصناعية بتعطيل الكثير من المنشآت وتسريح مئات الآلاف من الأيدي العاملة، محملا تحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي مسؤولية تدمير القوى العاملة في اليمن، واستهداف أكثر من 355 مصنعاً.
نقل البنك أكبر مشكلة
ويشير عضو اتحاد نقابة العمال نبيل الشامي، إلى أن انقطاع المرتبات نتيجة العدوان ونقل البنك المركزي يمثلان أكبر مشكلة للعمال في مختلف أنحاء الجمهورية، لافتا إلى أن العدوان استهدف المؤسسات والشركات والمصانع وكافة مناحي الحياة وفي المقدمة القطاع الإنتاجي ما افقد الكثير أعمالهم وتسبب في تسريح آلاف الموظفين من أعمالهم.
معاناة قاسية
ووفقا لتقارير رسمية فإن نحو مليون و200 ألف موظف حكومي، يعيشون معاناة قاسية بسبب توقف مرتباتهم وانقطاع السبل بهم لعدم وجود أي مصادر دخل أخرى تعينهم على قضاء حوائجهم، وأرجع المعنيون باتحاد نقابة عمال اليمن السبب إلى نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن والذي تسبب في توقف صرف رواتب جميع عمال وعاملات اليمن والإضرار بمعيشتهم.
وبحسب تقديرات الاتحاد العام للغُرف التجارية الصناعية فإن خسائر الاقتصاد اليمني بسبب العدوان تجاوزت 75 مليار دولار والنشاط الصناعي توقف بنسبة 80 %، وقرابة 85 % من العمال فقدوا أعمالهم، مشيرا إلى أن الإنتاج الصناعي لم يعد يغطي سوى 20 % مما كان عليه خلال السنوات الماضية.
تجاهل دولي
وفي ظل تجاهل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المريب للأضرار التي لحقت بالعمالة اليمنية في الداخل والخارج تصاعدت مآسي العمال وتفاقمت أوجاعهم وتزايدات أناتهم دون مجيب، ومع ذلك كله فإن الأيادي اليمنية تحيي اليوم عيدها السنوي بالمزيد من المآسي، وخسائر هذا القطاع الهام والحيوي المادية والنفسية تفوق أي خسائر وأضرار تعرضت لها القطاعات الوطنية الأخرى، فبسبب العدوان والحصار الذي يواجهه اليمنيون منذ ثمان سنوات تضاعفت خسائر قطاع العمل والعامل اليمني إلى مستويات غير مسبوقة.
ختاما
وفي اليوم العالمي للعمال نوجه التحية لعمال اليمن، وهم يكابدون حياة قاسية، وكان لهم شرف في المواجهة بأن حافظوا على تماسك الجبهة الداخلية، وواصلوا مسير البناء كما رفاقهم يواصلون مسار الحماية والاستقلال، وعلى قاعدة يد تحمي ويد تبني كان للجميع شرف المشاركة، في بناء مداميك النصر وتعزيز صمود المؤسسات في وجه العدوان، وفي عيد العمال العالمي، فليس من عيد لعمال اليمن إلا انتصارَ بلدهم…لينهضوا بمهمة البناء..وإعادةِ الإعمار بعزة وكرامة، فعرقُ جبين العمال المخلصين الصادقين..من قداسة دماء الشهداء، وكل عام وعمال اليمن بألف خير.