“فلسطين” بوصلة اليمنيين الأولى .. وفي يوم القدس تسقط المؤامرات وتنتصر المقدسات
يمانيون – متابعات
من صنعاء عاصمة التحدي والصمود ومن وسط شعب يتصدى للعدوان ويتحدى الحصار متطلعا إلى تحرير القبلة الأولى، وفي الوقت الذي غابت فيه القضية الفلسطينية عن الشارع العربي وإعلامه المهترئ غيابا متعمدا، احتشدت الجماهير المليونية اليمنية في أكثر من 54 ساحة وميدانا عصر الجمعة، في مسيرات حاشدة هي الأكبر على مستوى المنطقة العربية، إحياءً ليوم القدس العالمي، تحت شعار «الضفة درع القدس»
وليس غريبا على شعب أُسست ثورته من أول يوم على التقوى وقضية فلسطين، حاضر لنصرتها في كل حين، وفيما أغلب العالم العربي والإسلاميِ في غفوة تتطلب صيحةً كبرى لإيقاظه، أن تتميز العاصمة صنعاء عن بقية العواصم بمسيرة قدسية مليونية تساند القدس في محنتها، وتنتصر للضفة و غزة في معركتها.
موقف مبدئي وثابت
كما أن القضية الفلسطينية ظلت حاضرة بقوة في وجدان الشعب اليمني؛ كقضية مركزية، وموقف مبدئي وثابت لايمكن التراجع عنه قيد أنملة، بل تشكل القضية الفلسطينية بوصلة لليمنيين، ومنطلق أساس ورئيس لحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية، وليس خفيا عن أن دوافع العدوان السعودي الأمريكي الذي دخل عامه التاسع ؛ هو معاقبة الشعب اليمني لإصراره على نصرة القضية الفلسطينية، ويمكن تأكيد ذلك بسهولة من خلال مشاركة العدو الإسرائيلي والأمريكي في هذا العدوان؛ وعلى العكس تماماً، لم ينجح العدوان في تحقيق هدفه؛ بل تزايدت حالة السخط الشعبي اليمني على العدو الإسرائيلي، وأدى لاقتناع الكثير من اليمنيين بصوابية التمسك بالقضية الفلسطينية كقضية العرب والمسلمين الأساسية.
أهمية كبيرة
ولذلك يمثل إحياء يوم القدس العالمي هذا العام، أهمية كبيرة نظرا لخطورة الوضع الأمني والعسكري والسياسي، وتطورات الأحداث الراهنة وتداعياتها، على عدة مستويات؛ حيث تشهد الساحة الفلسطينية تصعيدا صهيونيا مستمرا، له خصوصيته الزمانية والمكانية، سواء عند مقارنته بالحالات المماثلة في الأعوام الماضية، حيث يشهد شهر رمضان من كل عام تصعيدا صهيونيا عسكريا إجراميا، كحالة موسمية، أو عند مقارنته بطبيعة التصعيد الصهيوني خلال فترة الأشهر الأربعة الماضية من هذا العام، ويمكن الجزم إن الاحتلال الصهيوني، ما كان ليتجرأ على هذا التصعيد الغير مسبوق، لو لم يضمن موقف الأنظمة العربية المطبعة، وفي مقدمتها النظام السعودي والإماراتي والمصري وغيرهم.
مناسبة شعبية مهمة
ويتميز يوم القدس العالمي في اليمن عن غيرها من الدول الإسلامية بسبب وجود المشروع الذي يتبنى القضية الفلسطينية والقدس؛ بل ويجعلها محورا في كل تحركاته، وهذا المشروع هو المشروع الذي أسسه واستشهد من أجله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، فبعد هذا المشروع، وتلك التضحيات، أصبح يوم القدس في اليمن مناسبة شعبية معتمدة ومهمة وكبيرة جداً وتحرج كل العملاء.
حالة ثابتة
إلى ذلك فإن القضية الفلسطينية باتت حالة شعبية ثابتة لدى أبناء الشعب اليمني، وشهدت اهتماما متزايدا عز نظيره في أي بلد عربي مسلم؛ وذلك من خلال الانشطة المتعددة لشعب الإيمان والحكمة، والحضارة والتاريخ، بدءاً بيوم القدس العالمي، ومرورا بسلسلة الفعاليات والندوات المختلفة المدافعة عن الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وانتهاء بالتظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة، وحملة التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني؛ رغم ما يمر به الشعب اليمني من ظروف وأوضاع صعبة واستثنائية جراء استمرار العدوان والحصار..
عالمية القضية الفلسطينية
ويرى مراقبون إن إحياء فعالية يوم القدس العالمي، هذا العام، كان احتفاء نوعيا، معبرا عن خطورة الوضع، ومبينا لحقيقة الموقف العربي الإسلامي، خاصة في دول محور المقاومة، معبرا عن حقيقة توجهها، وقداسة هدفها وغايتها، وعكس طبيعة الصراع ضد الشيطان، في تجسده الصهيوني الغاصب القبيح، ويؤكد عالمية القضية الفلسطينية، وأن فلسطين عامة والقدس خاصة، ليس المعنيون بها هم الفلسطينيون وحدهم، وإنما هي قضية المسلمين المركزية، ومسؤوليتهم الجمعية، ومعركتهم المصيرية الحتمية، ضد الكيان الصهيوني الشيطاني الخبيث.
رسائل متعددة
وأشار المراقبون أن المسيرات المليونية حملت رسائل متعددة، موجهة إلى ذلك الكيان المجرم، من ناحية، وإلى صهاينة العرب الحكام المطبعين، من ناحية ثانية، واستنهاض همم الشعوب للوقوف ضد حكامها، الذين أخزوها باقترافهم التطبيع، لافتين إلى أن احياء يوم القدس العالمي وسط مسيرات حاشدة في كلِ المحافظات وفاءً للقضية الفلسطينية والعربية والاسلامية والانسانية العادلة، تصميما على استرداد كل شبر من فلسطين، وثمة بشارات وإشارات بينها وحدة ساحات المقاومة وتفكك العدو الاسرائيلي وضعف الرهان على الحماية الامريكي، وقد اقترب موعد الصلاة في القدس .
ختاما
لقد أثبت الشعب اليمني الصامد المجاهد مجدداً أنه شعب عظيم وشعب صادق يعتبر الأقصى البوصلة، وفلسطين قضيته الأولى والمركزية على مر الأزمان، وما خاب ظنك يا قائد الثورة ولن يخيب عند شعب تشبع إيمانا ووعيا وثقافة وجهادا وتضحية وفداء وقوةً وجسارة، وهو يخوض معركته التحررية في مواجهة العدوان والحصار، وازداد تجليا وتميزا وهو يحتشد نصرةً لثالث الحرمين غير مبالِِ بخناجر الغدر التي تستهدفه أمريكيا بقفازات خليجية، وفي يوم القدس العالمي تسقط المؤامرات وتفشل الصفقات وتنتصر المقدسات.
المصدر : يمني برس