إليك يا قدس الجهاد تحية وسلام
إحترام عفيف المُشرّف
ليس بجديد ما حدث ويحدث بفلسطين المحتلة، وإذا كنا نريد الحقيقة فما يحدث من تدنيس للمسجد الأقصى واعتداء على المصلين؛ سببه الأول والأساسي هم الحكام المحكومين.
نعم إن دائنا العضال هي الأنظمة العربية والإسلامية الخانعة المسلمة قراراتها والأخذة أوامرها من اللوبي الصهيوني، فكل شيء ممكن أن يزوره التأريخ إلا خيانة الأوطان، يكتبها كما هي! خيانة الأوطان ليس لها غفران وخيانة المقدسات ليس لها توبة.
علينا أن نعترف بهذه الحقيقة وإن كانت مرة بمرارة ما يحدث في فلسطين المطعونة في خاصرتها من الأنظمة المطبعة، فبعد أن أطمأنت إسرائيل إلى أن كل الجيوش وأضخم وأفتك الأسلحة العربية والإسلامية لا تفكر حتى مجرد التفكير بإيذائها، كون تلك الجيوش والأسلحة في الأصل موجهةٌ ضد بعضها ولقمع وقتل شعوبها وحماية الحكام والأنظمة من الشعوب! لذا نجدها تمادت وستتمادى أكثر في جرائمها وانتهاكاتها لكرامة ومقدسات المسلمين،
وإذا أردنا النهوض من هذا الواقع علينا أولاً قلع أشجار الزقوم الجاثمين على صدور الأمة؛ ليخنقوها ويمنعوها من النهوض وتلبية نداء الأقصى المبارك، ولن نستطيع أن ننقذ القدس إلا بعد اجتثاثهم وإنقاذ الحرم المكي أولا فهو محتل مدنس حاله حال مسرى النبي وكما قلنا ونقول دائما هما وجهان لعملة واحدة،
إن معركتنا هي معركة وعي وقتال وكرامة، وعلينا أن نعي ما يحدث لنعرف من هو عدونا وأساس علتنا، فإذا عرفنا عدونا انتقلنا لمرحلة التصدى له وقتاله، وبذلك نستعيد مقدساتنا وكرامتنا وننتصر لديننا وقرآننا وقدسنا،
كنا ومازلنا وسنظل وستأتي أجيال وتذهب أجيال وتبقى فلسطين كل فلسطين هي الاختيار وهي الاختبار وهي المحك لكل الشعوب ولكل الأنظمة وعلى مر الحقب والأزمان، فالموقف منها يحدد إلى أي جانب تقف ومع أي فريق تصطف، فإليها نتجه ومن أجلها نجاهد وبها نصمد ومعها ننتصر، وبأسرها الكل مأسور وباحتلالها الكل محتل معتقل مكبل اليدين مختل التوازن، ففلسطين هي القلب والقدس هو النبض، وبدونهما الأمة ميتة لا قلب لها ولا نبض.