على موعد مع تحرير القدس وكل فلسطين
عبدالرحمن الأهنومي
لم يعد كيان العدو الصهيوني كما كان قبل اليوم، بعدما مزقته الصراعات والتناحرات السياسية والتفكك الاجتماعي وعصفت به الأزمات المصيرية، ولم تعد الأمة الإسلامية كما كانت عليه قبل اليوم، فقد جرت في نهرها مياه كثيرة، وبات محور الجهاد والمقاومة متوحداً في ساحاته وفي معركته الكبرى، ثم إن من أثقلوا كاهل الأمة وكانوا بمثابة التشويش على قضيتها الكبرى، قد كشفوا أمرهم بالتطبيع الخياني القبيح مع العدو الصهيوني، وبهذا تخلصت من أثقالهم، فقد كان حالهم كما هو حال أولئك الذين قال الله فيهم “لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم”.
وقد قيض الله لهذه الأمة ولقضيتها الكبرى فلسطين ومقدساتها محور الجهاد والمقاومة الذي تشكل واتحدت ساحاته وكبرت بعون الله قوته، واتسعت قدراته بفضل الله، وباتت هذه القوة الجهادية ممتدة من فلسطين وغزة والقدس، إلى صنعاء وطهران ولبنان وسوريا والعراق، وإلى مناطق أخرى يوجد فيها الأحرار من أبناء هذه الأمة.
المراحل التي مضت أفرزت الصفوف إلى مجاهدين مع فلسطين وشعبها ومقدساتها يحملون راية المواجهة مع اليهود الصهاينة، ومنافقين عملاء أظهروا حقيقتهم بمواقفهم الخيانية المعلنة وعدائهم للمجاهدين في فلسطين، وقد عزز محور الجهاد والمقاومة قدراته وراكم من قواته وعزز وضعه الاستراتيجي، بينما تضعضع حلف الصهاينة والمطبعين وتمزق، وما يحدث داخل الكيان الصهيوني من انقسامات وصراعات وتناحرات ناشبة بين العصابات اليهودية هو مآل واضح ومرسوم لكل الكيانات التي ارتبطت مع هذا الكيان اللقيط والمؤقت.
والأهم من ذلك أن هذا التفكك والتناحر والأزمات المستفحلة التي تعصف بكيان العدو الصهيوني، تتوازى في المقابل مع ما يسطره الشعب الفلسطيني – داخل المناطق المحتلة وفي مدينة القدس – من بطولات جهادية.
وما يجب التوقف عنده أن التصعيد الصهيوني في المسجد الأقصى والمحاولات الصهيونية لتدنيسه واقتحامه، يأتي في ظل معطيات تبعث الأمل على تحرير فلسطين وكل المقدسات الإسلامية، فالعدو كمن يلعب بالنار حينما يعمد إلى تصعيد الاعتداءات على المسجد الأقصى، في وقت تعصف به أزماته التي تنذر بتفككه الداخلي وفي وقت هو في أعجز حالاته على الإطلاق على المستويات كافة، وفي الوقت الذي تتعزز فيه قدرات المجاهدين في المقاومة الفلسطينية، ويتعزز صمود الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة وفي القدس، وتصاعد وتيرة العمليات الجهادية داخل هذه المناطق، وعلى مستوى الإقليم ينتظر العدو الصهيوني معادلة القدس، التي بدت واضحة خلال الأيام الماضية في وحدة ساحات المقاومة من لبنان إلى غزة وسوريا، وحتى اليمن التي أعلن قائد الثورة المباركة الاستعداد للقتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية، وأكد أن اليمن ركن من أركان معادلة القدس، على أن مضي العدو الصهيوني بتصعيد اعتداءاته في القدس سيفتح عليه حربا كبرى ليس من غزة وحدها – كما كان الحال في سيف القدس – بل ومن المنطقة بأكملها، وهذا واضح ومؤكد وكل قادة محور الجهاد يؤكدون أن أي اعتداء على القدس يعني حربا إقليمية على كيان العدو الصهيوني، والمؤكد أن الكيان اللقيط لم يعد قادرا على المواجهة في معركة النار من كل الساحات، بل بات عاجزا عن فهم مآلات حماقاته وجرائمه واعتداءاته وما ينتظره في المستقبل القريب.
نحن بمقدمات معركةٌ لن يكون الشعب الفلسطيني بمقاومته المجاهدة وحده فيها، بل ستمتد إلى المنطقة كلها، فالمناطق المحتلة داخل فلسطين تنتظر أدنى شرارة لتُفجّر مقاومته في مواجهة الصهاينة، والمقاومة في غزة يدها على زناد الصواريخ والسلاح، ومحور المقاومة من لبنان إلى اليمن إلى إيران إلى العراق وسوريا، يؤكد حضوره لتوسيع الرد والنيران صوب كيان العدو الصهيوني، عندما يَلزم الأمر.
كيان العدو الصهيوني في وضع داخلي متضعضع ومفكك تعصف به أزمات سياسية وانقسامات اجتماعية وعلى مستويات عدة، والحماقات التي يرتكبها بالأقصى تقرب من معادلة القدس، والرشقة الصاروخية من جنوب لبنان فيها ما فيها من دلالات، ولا نشك في أن هذه المعركة هي معركة وعد الآخرة التي ستتحرر بها فلسطين والقدس وتتخلص الأمة الإسلامية من هذه الغدة السرطانية التي تسمى إسرائيل.
إسرائيل هذه أضعف من بيت العنكبوت حقيقة وواقعا، بقي أن يحتشد الجميع في تمزيق هذا البيت الهلامي الضعيف والهش، وتحرير فلسطين والقدس وعد محتوم بات تحققه أقرب من أي وقت مضى.