لغة الكتابة عند السيد مجدالدين المؤيدي بين الإعمال المجرد والكتابة الأدبية
بقلم الأديب عبدالحفيظ الخزان
مع ظهور ثقافة القرآن وعلم الحديث واستقرارها نظريا في القرون الأولى للتأريخ الاسلامي .. ظهر العلماء الموسوعيون في شتى المجالات ليخرجوا بأهم الأسس التي يجب توافرها لأمثالهم ولمن أراد سلوك طرق العلوم وتوسعه فيها كعلوم الآلة (نحو- بلاغة- صرف) وغيرها، وليس معنى أن يحيط الموسوعي بعلوم الآلة أنه يستطيع أن ينقلها من إطار إعمالها إلى إطار كتابة اللغة الأدبية كالشعر الراقي والنثر الفني،
ولم يتيسر مثل ذلك إلا للقلة من العلماء، وفي تاريخ أئمة الزيدية نجد من استطاع نقل علوم الآلة من الإعمال إلى التطبيق الأدبي مع شيوع أن معظم العلماء الموسوعيين ينظمون الشعر ويكتبون الرسائل في شتى الفنون.
وممن استطاع بملكاته المميزة أن ينقل علوم الآلة من الإعمال إلى التطبيق (كيحي بن حمزة والمرتضى و 0 . الخ ، وفي عصرنا السيد (مجدالدين المؤيدي) الذي هو نموذج حديثنا عن لغته الأدبية، فقد تمرس في علوم اللغة وفقهها، وتوسع واجتهد وليس حله وإجابته لأكثر من ثمانين مسألة لغوية وجدت منذ عصر الإمام (عبدالله بن حمزة) إلا مثالا على ذلك، كما أن له استخدامات خاصة بنيت على أساسها بعض اجتهاداته الفقهية أو التحقيق التاريخي،
فقد امتاز -رضوان الله عليه- بالتأليف الذي يتطلب فنونا عدة وكتب الجمل القصيرة المعبرة عن مقصده أو مراده، والمتأمل فيما كتب من كتبه يلمس ذلك الاستخدام الخاص، وللسيد (مجدالدين) ديوان شعر يدرك فيه القارئ له احاطته بأسرار الشعر وبلاغته وحسن مطالعه وفن التخلص والضروريات والذوق اللغوي الراقي، وقليل من تمكن من خلط علميته بمحددات الأدب، ولا يسعنا المجال هنا للخوض في هذه الميزة عند السيد المولى وإنما تحتاج إلى دراسات وأبحاث مستقبلية، ويكفي أن نشير إلى العشرة الأبيات التي بدأ بها عينيته التي أرخت لكبار الأئمة قبل تخلصه إلى ذلك..
ألا أيها الوسنان ما أنت صانع * إذا حل خطب لا محالة واقع.