قادمون في العام الـ9 بمفاجآت متعددة.. وعلى العدوان تدور الدوائر

يمانيون/ تقارير

ثمانية أعوام من الصمود والثبات والصبر والمواجهة لأعتى وأقذر عدوان همجي عالمي تآمر على الشعب اليمني، تم خلالها قتل وتدمير وإبادة الحجر والشجر والإنسانية وكل مقومات الحياة على مرأى ومسمع العالم والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الذين انحازوا لصف العدوان وللبتر ودولار وتعاموا وصموا آذانهم تجاه مآسي وجرائم العدوان بحق اليمن أرضا وإنسانا، وأصبحوا أدوات بيد تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي يحركهم وفق توجهاته وسياساته دون رقيب أو ضمير.

تحويل التحديات إلى فرص

ومع ذلك ورغم فظاعة وبشاعة العدوان الإجرامية الوحشية المفرطة وحصاره الجائر على مدى ثمانية أعوام، إلا أن ذلك لم يثن اليمنيون عن التوكل على الله والثقة بنصره وتأييده ومواصلة الصمود والثبات والاستبسال وتحويل التحديات إلى فرص والبدء من نقطة الصفر ببناء القدرات الفنية والتصنيع العسكري بدءا بالطلقة وصولا إلى تصنيع المنظومات الدفاعية والباليستية المتعددة والمتطورة والطيران المسير المواكبة لتكنولوجيا الدول الكبرى، والانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم وتغيير موازين معادلة الردع الاستراتيجي والوصول إلى عمق منشآت دول العدوان، فاليمن اليوم غير يمن الأمس، وعلى قوى العدوان مراجعة حساباتها الخاطئة.

قادمون بمفاجآت متعددة

ذلك ما أكده قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، في خطابه عشية الذكرى الثامنة للصمود محذرا دول العدوان من الاستمرار في غيها وتماديها “قادمون في العام التاسع بجيش مؤمن منظم اكتسب الخبرة الميدانية من تجربة ثماني سنوات وتربى التربية الإيمانية…قادمون في العام التاسع بترسانة صاروخية فتاكة بعيدة المدى دقيقة الإصابة قوية التدمير تطال كل منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها، قادمون بالطيران المسير متجاوزة كل الدفاعات الجوية، وبقدرات بحرية تطال كل هدف في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكافة الجزر.. قادمون في العام التاسع بالتوكل على الله والثقة به وبوعي شعبنا وتماسكه الداخلي وبتضافر الجهود لقطف ثمرة الانتصار.

ويرى محللون سياسيون وعسكريون أن الترسانة الصاروخية الفتاكة، بعيدة المدى، دقيقة الإصابة، التي أعلن عنها قائد الثورة في خطابه الأخير، تستطيع أن تطاول كل المنشآت التي تعتمد عليها دول التحالف، كما هي أيضل إشارة إلى أن المنشآت النفطية والحيوية السعودية أصبحت في مرمى نيران القوات اليمنية، وقد تصبح رماداً بمجرد “ضغطة زر”، لافتين إلى أن دول تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي، تعيش قلقا كبيرا بعد خطاب رجل القول والفعل وحديثه عن قدرات بحرية تستطيع الوصول لأي هدف في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والجزر اليمنية كافة، موجهاً النصيحة للسعودية بالتفكير في مصالحها من خلال التعامل بجدية في التفاوضات وإنجاز الاتفاقات التي تخص الجانب الإنساني والاقتصادي، ووقف الحرب التي أكد أنها فقط في مصلحة أمريكا، وأن الخاسر الأكبر فيها هي السعودية والإمارات اللتان تنفذان ما تمليه عليهما واشنطن، باعتبارهما أداتين إقليميتين للولايات المتحدة.

قوة بحرية ضاربة

واعتبر المحللون العرض العسكري الذي نظمته القوات اليمنية في محافظة الحديدة- في إطار الاحتفاء بذكرى مرور ثمانية أعوام على الصمود أمام حرب التحالف- رسالة واضحة مفادها أن البحر الأحمر أصبح تحت سيطرة قوات صنعاء، وأنها قادرة على استهداف أبعد نقطة فيه، بعد ما أصبحت تمتلك قوة بحرية ضاربة، وهو ما أكده قائد الثورة في كلمته بمناسبة ذكرى الصمود الثامنة.

وتوقع المحللون، أن ما بعد “قادمون في العام التاسع” سيكون أشد ألماً ووجعاً على تحالف العدوان مما قبله، خصوصاً أن تطورات الأحداث أثبتت في كل مرة نقلات نوعية في مستوى أداء القوات اليمنية ميدانياً وفي مضمار التصنيع العسكري، وفي كل مرة يزداد مأزق السعودية وتضيق فرص خلاصها من هذه الورطة التي وضعت أمنها القومي قاب قوسين أو أدنى من الانهيار والفوضى، إذا ما قررت صنعاء وضع حد للمماطلات، وانتزاع الحقوق بالقوة.

تجديد العهد والوفاء

إلى ذلك كان للحشود الجماهيرية المليونية التي اكتظت بها الساحات والميادين في عموم المحافظات والمديريات الحرة، رسائل قوية في مواصلة الصمود والثبات وقطف ثمرة الانتصار، وتجديد وتأكيد العهد والوفاء والولاء لقائد الثورة بالمضي خلفه ورهن إشارته وتفويضه وقيادتنا السياسية والعسكرية للمرة الثالثة باتخاذ الإجراءات التأديبية الرادعة لقوى العدوان، وتجفيف الضرع الحلوب وقطع يد الحالب.

ختاما

كان خطاب قائد الثورة خطابا مفصليا وواضحا وحاسما وصادقا، وضع خلاله محددات موضوعية وخطوات تحقيق السلام العادل والمشرّف المتمثلة في إيقاف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار وإنجاز ملف الأسرى وتسليم المرتبات وفتح الموانئ والمطارات، والحذر من المماطلة واللعب بورقة الوقت، وعلى تحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي أخذ هذه الرسائل بعين الاعتبار، وإلا فالقادم أشد  وجعاً وألماً ولقوى العدوان الخيار، وعلى الباغي تدور الدوائر «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».