عودة عمليات “تنظيم القاعدة” إلى شبوة .. دلالة التوقيت!
يمانيون – متابعات
بعد أشهر من التوقف، عاد “تنظيم القاعدة” لتنفيذ عمليات في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن. يوم أمس استهدف التنظيم حاجزا لما يمسى “قوات دفاع شبوة” في مديرية عسيلان بالمحافظة، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من عناصر تلك القوات وإصابة آخرين.
بعد ساعات، أعلن الفرع اليمني لتنظيم القاعدة مسئوليته عن الهجوم، في بيان رسمي، وأكد مقتل أربعة من قوات دفاع شبوة التي تدعمها دولة الإمارات، دون أن يشير إلى خسائره.
عملية التنظيم الأخيرة جاءت بالتزامن مع معارك وعمليات استهداف متبادل بينه وبين تشكيلات مسلحة تدعمها الإمارات في بعض مناطق محافظة أبين جنوبي البلاد، والتي يبدو أن وجود التنظيم انحصر فيها بشكل كبير بعد تراجع نفوذه في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية.
لكن الأهم من ذلك هو أن العملية الأخيرة تزامنت مع توتر غير مسبوق بين السعودية والإمارات، على خلفية النفوذ في اليمن. ما يعني أن تنظيم القاعدة قد يكون جزءا من لعبة البلدين.
في الآونة الأخيرة، استخدمت أدوات الإمارات ورقة القاعدة كثيرا في خطابها الإعلامي الموجه ضد السعودية، بعدما دفعت الأخيرة بقوات جديدة تحت مسمى “درع الوطن” إلى المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي.
إلى جانب تأكيد الانتقالي بأن قواته نجحت في دحر القاعدة في معاقل رئيسية في تلك المحافظات، يؤكد أيضا أن القوات التي دفعت بها السعودية إلى مناطقه تضم عددا كبيرا من الأفراد المحسوبين على حزب الإصلاح المتهم أصلا بالتنسيق مع القاعدة.
من غير المستبعد أن تكون العملية الأخيرة رسالة حول عودة عمليات القاعدة لأسباب تتعلق بتراجع قوة الانتقالي في المحافظات الجنوبية لحساب القوات الجديدة المشكلة سعوديا. وربما لأسباب تتعلق بسعي الانتقالي إلى مضاعفة قوته فيها، بحجة محاربة الإرهاب.
في هذا السياق، قال الصحافي الموالي للانتقالي، صالح الدويل، إن محافظة شبوة كبيرة، ومترامية الأطراف، وبحاجة إلى مزيد من القوات الأمنية والعسكرية لحفظ الأمن والاستقرار فيها.
ـ ورقة سعودية:
من غير المستبعد أيضا أن تكون العملة الأخيرة ضمن الترتيبات السعودية لإحلال قوات درع الوطن محل القوات التابعة للانتقالي، بذريعة أنها فشلت في جانب مكافحة الإرهاب.
في هذا السياق، يقول الكاتب والباحث السياسي السعودي، علي العريشي، تعليقا على عملية القاعدة في مديرية عسيلان، إن قوات درع الوطن جاهزة لتأمين شبوة بالكامل طالما أظهرت القوات الموالية للمجلس الانتقالي فشلها في مواجهة عناصر الإرهاب. على حد وصفه.
يعتقد قيادي جنوبي فضل عدم الكشف عن هويته، أن عودة القاعدة لتنفيذ عمليات داخل شبوة، وفي هذا التوقيت، مثيرة للريبة.
ويضيف: حين كانت المحافظة خاضعة لسيطرة الإخوان (حزب الإصلاح) ونعرف من كان يقدم لها الدعم، توقفت عمليات القاعدة، على رغم أن العناصر الإرهابية كانت تظهر في الأسواق العامة وتتجول في الطرقات أمام الناس.
ويتابع: في الوقت الحالي، و بعد مجيء قوات دفاع شبوة وشنها عمليات واسعة على معاقل الإرهاب، عادوا لتنفيذ العمليات بشبوة، وهذا يعني أن الإرهابيين يتلقون التوجيهات من جهة ما. في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
ويلفت إلى أن الجهة الموجهة والداعمة، حريصة على إثبات فشل “القوات الجنوبية” في تأمين المحافظة، كمبرر لاستبدالها. على حد وصفه.
ويتساءل: لماذا لم تنفذ القاعدة عملية واحدة ضد القوات التي تدعمها السعودية، سواء قبل أحداث مدينة عتق الأخيرة أو بعدها؟.
ـ خلاصة:
من خلال ما تقدم، يمكن القول إن الطرفين يستخدمان ورقة الإرهاب لتصفية حساباتهما في اليمن، كل طرف على طريقته ولأهدافه الخاصة. هذا الأمر أكدته الكثير من التقارير التي نشرتها كبريات الصُحف الغربية، وأبرزها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
عرب جورنال – عبدالرزاق علي