في “يوم المرأة العالمي” … اليمنيات يتصدرن قائمة الخسائر والتضحيات الجسيمة في مواجهة العدوان.
يمانيون – متابعات
يأتي اليوم العالمي للمرأة، ونساء اليمن يعشن تحت وطأة القتل والتشريد والنزوح وانتهاك الكرامة والمرض والمعاناة بسبب العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن والحصار الجائر المستمر على مدى ثمانية أعوام.
وفي اليوم الذي يحتفل فيه العالم بأكذوبة اليوم العالمي للمرأة، لاتزال المرأة اليمنية على مدى ثمانية أعوام تقتل بدم بارد على مسمع ومرأى العالم المنافق ومنظماته الأممية التي لم تحرك ساكناً تجاه جرائم العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي بحق نساء وأطفال اليمن، وهو مايؤكد مشاركة الأمم المتحدة في تلك المجازر الوحشية.
جراحات طي النسيان
ثمانية أعوام من العدوان والحصار مضت، فيما المرأة اليمنية تتحمل العبء الأكبر من أوزار العدوان، وتتصدر قائمة الخسائر والتضحيات الجسيمة وتدفع أثمانا باهضة في مواجهة العدوان، وانقلبت حياتها ووضعها المعيشي رأسا على عقب، وباتت مآسيها وجراحاتها طي النسيان في قواميس الأمم المتحدة ومنظمات البترودولار.
آلاف الجرائم
وحول الجرائم التي ارتكبت بحق نساء اليمن خلال ثمانية أعوام، أوضح وزير حقوق الإنسان علي الديلمي، أن تحالف العدوان على اليمن ارتكب آلاف الجرائم والانتهاكات بحق المرأة اليمنية… مضيفاً ” لا نسمع أي مواقف للمنظمات الدولية التي تعنى بحقوق المرأة والطفل والنازحين رغم اعتداءات العدوان المتكررة عليهم.
صمت أممي مطبق
وتشير ناشطات إلى أن العالم يحتفل في الثامن من شهر مارس من كل عام، فيما المرأة اليمنية على مدى ثمانية أعوام تتعرض للإبادة وتعاني التجويع والتشرد والضياع، ولا تزال تلملم جراحاتها ومعاناتها وأشلاء أطفالها، وتمر بأشد المعاناة التي تعجز كل نساء العالم عن تحملها، في ظل صمت أممي مطبق، وتخاذل غير مسبوق من قبل المنظمات التي كشف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن زيف شعاراتها، وانحيازها لصفوف القتلة والمجرمين، وفضح إدعاءتها المنادية بحقوق المرأة.
أكبر كذبة
ويؤكدن: أن اليوم العالمي للمرأة يمثل أكبر كذبة في تاريخ الأمم المتحدة، حيث أصبحت المرأة في اليمن تتصدر قوائم ضحايا العدوان والانتهاكات بأرقام مفزعة من قتل وجرح وأسر، إلى تجويع وتهجير وحرمان من أساسيات الحياة من طعام ودواء ورعاية صحية، موضحات: أن المرأة اليمنية وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع كل ما يحيط بها من ظروف وكوارث سببها العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي، ومن نجت من القصف والقتل لم تنجو من مآسي التشرد في مخيمات النزوح أو القرى البعيدة المتجردة من أبسط معايير الحياة الكريمة، أو حتى تلك التي تقطن المدن المكتظة بالفقر والغلاء والأوبئة القاتلة.
تشرد وآثار نفسية
وأشارت تقارير لمنظمات تهتم بحقوق المرأة إلى ارتفاع عدد الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية بسبب العدوان حيث أن 30% من الوفيات بين النساء نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي إضافة إلى التشرد وفقدان المعيل والآثار النفسية والجسدية ذات التأثير المباشر وغير المباشر على المرأة اليمنية والناتجة عن العدوان وغاراته المتواصلة على الأبرياء.
إحصائيات العدوان الصهيو أمريكي السعودي على اليمنيات وصل لأكثر من 5306 شهيدة وجريحة
أرقام مهولة
وتكبدت المرأة على مدى ثمانية أعوام معاناة كبيرة، حيث تشير إحصائيات إلى أن عدد ضحايا العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي على النساء في اليمن، وصل إلى أكثر من 5,306 شهيدة وجريحة، بالإضافة إلى العدد المريع من الضحايا من النساء الذي تجاوز الآلاف عبر الاستهداف الغير مباشر كحالات الإعاقات الجسدية والنفسية و تفاقم الآثار المترتبة من العدوان والحصار على المرأة منذ ثمانية أعوام وما تبعها من أزمة اقتصادية وصلت بالملايين إلى حافة المجاعة، فالمرأة هي أكثر من يعاني نتيجة انقطاع بعض الخدمات كالكهرباء والماء والوقود، وتراجع أو انقطاع دخل الأسر والنزوح وتهدم المنازل وغيرها من الأضرار التي جعلتها تتحمل أكثر آثار العدوان المباشرة.
جرائم اغتصاب واختطاف
وحسب ما أكدته التقارير فإن الانتهاكات بحق المرأة خلال ثمانية أعوام بلغت أكثر من ألف و 138 جريمة، منها 575 جريمة اغتصاب، و 563 جريمة اختطاف في الساحل الغربي والمناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرة قوى الاحتلال التابعة لتحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي، وهو ما يعد انتهاكا لحقوق المرأة وهدرا لكرامتها تنفيذا لمخططاته الشيطانية في هدم المجتمع واستهداف المرأة اليمنية.
ثمناً باهضاً
وتقول الأمم المتحدة إن النساء مع أطفالهن شكلهن 76 % من إجمالي عدد النازحين الذين يدفعون ثمنا باهظا كما هو الحال في معظم الأزمات الإنسانية وتعرضت لسوء التغذية ونقص الرعاية الصحية بسبب الحصار وإغلاق مطار صنعاء وزيادة عدد المواليد الخدج ومواليد يعانون من نقص في الوزن وارتفاع حالات النزيف الحاد بعد الولادة ورصدت التقارير أن ستة ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب من الممكن أن تتعرض لمضاعفات لها علاقة بالحمل والولادة.
حرمان من أبسط الحقوق
وأكدت منظمة انتصاف بأن العدوان والحصار تسببا في حرمان المرأة من حقها في الحصول على الخدمات الصحية، باستهداف المستشفيات والمراكز ونشر الأمراض والأوبئة وارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة بين الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى زيادة نسبة الإجهاض وتشوه الأجنة نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، مبينة أن أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط، في حين أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن أثناء الحمل أو الولادة بـ 17 ألف امرأة تقريباً.
ووفقاً للمنظمة فإن ما يقارب من 70% من أدوية الولادة لا تتوفر في اليمن بسبب الحصار ومنع تحالف العدوان إدخالها إلى اليمن، مشيرة إلى أن حوالي نصف عدد النازحين البالغ 4.3 ملايين شخص، نساء، 27 في المائة منهن دون الثامنة عشرة من العمر، وهو ما يزيد احتمالات تعرضهن للعنف.
وذكرت أن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 في المائة من هذه الأسر عن 18 عامًا، وبحسب تقرير أممي فإن 60 ألف امرأة فقدن أزواجهن، وبلغ عدد الأسر التي تعيلها نساء على مستوى اليمن 417 ألف أسرة.
ختاماً
وأمام كل هذه الجرائم والانتهاكات والتداعيات التي ارتكبت بحق المدنيين فإن تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي والمجتمع الدولي ومنظماته الأممية يتحملوا جميعا المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه جرائم ومجازر العدوان الوحشية بحق نساء وأطفال اليمن.
كما أن حجم الجرائم والمجازر التي ارتكبوها بحق المرأة اليمنية تؤكد أن شعاراتهم التي يتشدقون بها عن المرأة مجرد أكذوبة ولا يحملون أي معانٍ إنسانية، فعن أي عيدٍ يتحدثون وهم يقتلون النساء والأطفال ببشاعة لا توصف على مدى ثمانية أعوام دون رادع أو وازع، «و ما كيدُ الكافرينَ إلا في ضلال».
المصدر : موقع أفق نيوز