أطفالٌ ونساء تحت الأنقاض.. تاريخٌ أسودُ من العدوان الدامي!
يمانيون – متابعات
استعراض لأبرز جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ في شهر يناير خلال 8 سنوات
تتعدَّدُ جرائمُ العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الطفولة في اليمن؛ نتيجةَ الاستهداف الهستيري للطيران الحربي على الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية، وسط صمت أممي مرعب ومخيف.
وفي كُـلّ شهر من أشهر العدوان تعرض اليمنيون للقصف والتدمير وحُرِموا من العيش الكريم الآمن، فقد دمّـرت المدارسُ والمستشفياتُ والأسواقُ وصالاتُ المناسبات وحتى مقابر الموتى لم تسلم من القصف وكافة البنية التحتية؛ لذا فقد راح ضحية ذلك الاستهداف مئات الآلاف من المواطنين بينهم النساء والأطفال الأبرياء.
ونظراً لتعدد الجرائم وعدم القدرة على حصرها وهي كثيرة، فقد رأينا أن نقف مع جرائم العدوان بحق الطفولة خلال شهر يناير من كُـلّ عام ولمدة 8 سنوات، وقد اتضح لنا هول ما ارتكبه العدوان من مآسٍ بحق الطفولة، وهي إحصائية تم الاستناد عليها بناء على المعلومات التي وثّقها مركَزُ عين الإنسانية للحقوق والتنمية، في كتابه “قصف الطفولة”
استهدافُ مركَز النور للمكفوفين
استمرت جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ بحق المدنيين دون مراعاة لفئاتهم العمرية أَو حالاتهم الإنسانية، فقد طال القصفُ الهستيري الأطفالَ والنساءَ وكِبارَ السن، وحتى مراكزُ المكفوفين لم تسلم من الغارات العشوائية، بالإضافة إلى طلاب المدارس لم يسلموا أَيْـضاً من القصف بما في ذلك الطلاب المكفوفين وهم في مبانيهم السكنية الخَاصَّة هم أَيْـضاً نالهم القصف الغادر الجبان.
وفي شهر يناير من العام 2016م عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل يوم الخميس في الخامس من يناير شن طيران العدوان الصهيوني هجوماً جويًّا بالصواريخ على أمانة العاصمة، أحد هذه الصواريخ استهدف مركز النور لرعاية المكفوفين في مديرية الصافية، مما أَدَّى إلى تدمير المبنى على رؤوس الطلاب المكفوفين، وَأَدَّى إلى إصابة (٣) مدنيين بينهم (٢) أطفال.
استهدافُ حمّام جارف بصنعاء
وَلم تسلم كذلك الحمامات الطبيعية التي يقصدها المرضى وذوي الإعاقات من قصف العدوان الأمريكي السعوديّ، حَيثُ شنت الطائرات هجوماً جويًّا بثلاث قنابل شديدة الانفجار استهدفت مسجد وحمام جارف الطبيعي وذلك في صباح يوم الثلاثاء، عند الساعة الثامنة في الثاني عشر من شهر يناير من العام 2016م.
لقد كان يقصد هذا الحمام الطبيعي الكائن في منطقة جارف بوادي الجار بمديرية بلاد الروس، الكثير من المرضى وهم من مناطق مختلفة ما أَدَّى إلى استشهاد 14 مدنياً بينهم 5 أطفال و5 نساء، وأُصيب 18 آخرون بينهم 5 أطفال و4 نساء.
استهدافُ مدرسة الأيتام بتعز
وفي صباح يوم الثلاثاء، الموافق 19-1-2016م نفذت طائرات العدوان الأمريكي السعوديّ الغادر غارة جوية مستهدفة مدرسة الأيتام بحي ١٤ أُكتوبر بمنطقة التحرير، ما أَدَّى إلى استشهاد (١١) مدنياً بينهم (٤) طلاب أيتام ومعلمة وإصابة (١٠) آخرين وتضرر المدرسة بأضرار جسيمة.
وفي نفس اليوم بعد غروب شمس يوم الثلاثاء، الموافق 19 – 1 – 2016م قامت طائرات الغدر بشن هجوم جوي على منازل المدنيين مستهدفاً بغارة جوية منزل المواطـن حسن صبري، والذي تسكن فيه أسرة صبري وأسرتان من أقاربه نازحين في منزله، وهما أسرة المواطـن خالد سالم الكعيد وأسرة المواطـن خاصر مما أَدَّى إلى تدمير المنزل على ساكنيه وتضرر (٢٧) منزلاً مجاوراً في منطقة مران بمديرية حيدان، وقد أَدَّى القصف إلى استشهاد (١٤) مدنياً بينهم (٧) أطفال وَ(٣) نساء، وأُصيب (٧) آخرون بينهم (٥) أطفال وامرأة.
وبعد حادثة الاستهداف السابقة بيومين وفـي ظهيرة يـوم الخميـس بتاريـخ 21-1-2016م قـام طيران العدوان الغاشم بشـن هجوم جوي علـى منـازل المدنييـن فـي مدينـة ضحيـان متعمـداً قتـل أكبر عـدد مـن المدنييـن، فقـد اسـتهدف بصاروخـه الأول منـزل أحد المواطنيـن شـرق مدينـة ضحيـان، ما أَدَّى إلى تدميـره علـى رؤوس سـاكنيه وتدميـر مسـجد عمـار بـن ياسـر، وبعـد خمـس دقائـق قصـف بغـارة أُخرى منـزل أحد المواطنيـن وسـط المدينـة تجمـع بعدها المواطنوـن وأقبلـت سـيارات الإسعاف مـع طواقمهـا الطبـية ليقومـوا بمـا يتوجـب عليهـم مـن إسعاف وإنقاذ الضحايـا، ووصـل معهـم الإعلاميـون ليوثقـوا ويصـوروا مـا يقـوم بـه التحالـُفُ السعوديّ مـن جرائـمَ بحـق المدنييـن وينقلـوه للعالـم لكـي يشـاهدَ جرائـمَ التحالـف، ومـا إن وصـل الجميـع وكل قد بـدأ بمـا يتوجـب عليـه عـاود الطيـران القصـف مـرة أُخرى ليمنـع المسـعفين مـن إسعاف الضحايـا والمنقذيـن مـن إنقاذ حيـاة مـن يوجـد تحـت الأنقـاض ويمنـع المصـورين مـن تصويـر ونقـل قبـح وخبـث جرائمـه فقـام باستهدافهم وقتلهـم جميعاً لتكـون الحصيلـة استشهاد (٣٤) مدنيـاً بينهـم (٧) أطفال وامرأتيـن، وَ(٣) أطباء مـن فريـق الإسعاف ومصـور قنـاة المسـيرة وأُصيب (٣٢) آخرون بينهـم (١٢) طفـلاً وَ4 نساء.
استهدافُ منزل المواطن شباله بصنعاء
وفي اليوم التالي في الثاني والعشرين من شهر يناير من العام 2016م في يوم الجمعة، قامت طائرات الغدر والإبادة عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل بشن غارة جوية علـى حـي بيـت بـوس المطـل علـى شـارع الخمسـين أعقبـه دوي انفجار قـوي وعنيـف، ما أَدَّى إلى تدميـر وهـدم منـزل المواطـن عبـده محمـد علـي مرشـد شـباله، والمكـون مـن طابـق واحـد علـى رؤوس سـاكنيه وتدميـر وإحراق محلـه التجـاري لبيـع الملابـس وتضـرر المنـازل والمحـلات التجاريـة المجـاورة لمنـزل شـباله بأضـرار جسـيمة وفادحـة سـببها اندلاع واشـتعال الحريـق الهائـل الذي اسـتمر حتـى صبـاح اليـوم الثانـي رغـم محاولـة الدفـاع المدنـي إطفاء الحريـق لكميـة المـواد القابلـة للحريـق والاشـتعال داخـل سـت محـلات تجاريـة وعشـرات المنـازل للمواطنيـن وإحراق وإتلاف سـيارة واحـده، وقـد أَدَّى ذلـك إلى استشهاد الطفـل/ محمـد عبـده علـي مرشـد شـبالة البالـغ مـن العمـر ١١ عاماً وجـرح (٦) مـن أفـراد أسرة شـبالة بينهـم طفلان وامرأتاـن تـم انتشالهم مـن تحـت الانقـاض والركام وإسعافهم إلى المستشـفى مـن قبـل متطوعيـن مـن أبناء الحـي.
استهداف منزل القاضي ربيد بالأمانة
وهنا مجزرة مروّعة جديدة وقعت ومعظمُ سكان العاصمة صنعاء نائمون في قرابة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف ليل يوم الاثنين، بتاريخ 25-1-2016م، حَيثُ استيقظوا على صوت انفجار شديد أفزعهم وهو ناتج عن استهداف طيران تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم لمنزل القاضي يحيى ربيد، والذي كان بداخلـه مـع جميـع أفـراد أسـرته البالـغ عددهـم ١٢ شـخصاً.
حَيثُ استشهد القاضـي وزوجتـه، وابنـه صـلاح وزوجتـه وأطفالـه الثلاثـة (صـلاح ومحمـد وروابـي) بينمـا جـرح ابنـه صـادق واستشهدت زوجـه ابنـه صـادق والتـي كانـت حامـلاً هـي وجنينهـا واستشهد أَيْـضاً حفيـده محمـد صـادق.
وفي جريمة وحشية تضاف إلى سلسلة من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية وتستنكرها جميع المخلوقات، ارتكبها المجرم القاتل ولم يحترم القوانين والمواثيق الدولية ولم يراع حقوق الإنسان الذي يريد أن يعيش كريماً كبقية الناس والعالم.
استهدافُ منزل الشيخ ردمان بالجوف
وفي اليوم التالي وبعد مجزرة منزل القاضي ربيد، أمعن طيران العدوّ في استهداف الأحياء السكنية المكتظة بالأهالي، حَيثُ أسقط قنبلتان جويتان على منزل الشيخ صالح ردمان بقرية الحصن مديرية المطمَّة محافظة الجوف، وذلك في وقت متأخر من يوم السبت، في السادس والعشرين من يناير للعام 2016م.
وأسفرت القنبلتان عن وقوع مجزرة مروعة راح ضحيتها 12 شهيداً بينهم 3 نساء وَ4 أطفال من أسرة الشيخ ردمان وإصابة 7 آخرين بينهم طفلان جميعهم من أسرته، إضافة على تدمير منزله تدميراً كليًّا.
وبعدها بيومين على التوالي وبالتحديد في ليل الخميس الموافق 28 يناير 2016م عند الساعة الثامنة مساءً تعرض منزل المواطن عيدروس علي الحاج الواقع في قريـة قرمـان -عطـان للقصـف الجـوي مـن قبـل الطيـران الحربـي التابـع للتحالـف الأمريكي السعوديّ بصـاروخ انفجـر مباشـرة فـي المنـزل وأحـاله إلى ركام مـن الأتربـة والحجـارة فـوق رؤوس أسرة عيـدروس الحـاج والمكونـة مـن سـتة أفـراد بينهـم طفلاـن وثـلاث نسـاء ورب الأسـرة عيـدروس، والتـي أصبحـت أجسادُهم متقطَّعـةً وممزقـة وأشلاء متناثـرةً تحـت التـراب.
وفي سياق موازٍ من مسلسل الإجرام والاستهداف الممنهج للمواطنين وهم في منازلهم آمنون، وبالتحديد فـي السـاعة الثامنـة مـن مسـاء يـوم السبت، في الثلاثين من يناير للعام ذاته، وأثنـاء مـا كانـت أسرة المواطـن عبدالوهَّـاب نوفـل نائميـن، أقدمـت طائـرات التحالـف السعوديّ الحربيـة علـى استهداف المنـزل ودمّـرتـه علـى رؤوس ساكنيه فـي بيـت نوفـل بمنطقـة الرحبـة بمديريـة بنـي الحـارث لتكـون الحصيلـة استشهاد (٦) مدنييـن بينهـم طفلاـن وَ(٣) نسـاء، وأُصيب (٦) آخرون بينهـم طفلان وامـرأة.
وكلّ هذه الجرائم السابقة التي حدثت في العام 2016م والعالم اكتفى بالصمت المريب إلا البعض من الأحرار الذين أدانوا تلك الجرائم واستنكروها، وهي جرائم بالفعل تدينها جميع الأديان السماوية وتتنافى عن تشريعات ديننا الإسلامي الحنيف.
استهدافُ مدرسة الفلاح بنهم صنعاء
أما في العام 2017 م من أعوام العدوان الوحشي، فقد استأنف العدوّ سفك الدماء وواصل مسيرة القتل والتدمير والإبادة الجماعية دون مبرّر شرعي أَو مقبول.
ففي صباح الثلاثاء، في اليوم العاشر من يناير للعام 2017م شن طيران العدوان الأمريكي السعوديّ غارة جوية على محيط مدرسة الفلاح النموذجية بمديرية نهم بمحافظة صنعاء، وذلك لحظة توافد الطلاب إلى المدرسة ليخلـف مجـزرة مروعـة بحـق طـلاب مدرسـة الفـلاح، وقـد أسـفرت الغـارة عـن استشهاد (٦) مدنييـن مـن بينهـم وكيـل المدرسـة الأُستاذ علـي أحمد مظفـر وطالبـات وإصابة (٤) طـلاب آخرين مـن طـلاب مدرسـة الفـلاح.
ومن بين تلك الطالبات الطفلة إشراق البريئة التي التقطتها عدسة المسيرة وهي تفترش تراب الأرض وأدواتها الدراسية متناثرة من حولها ومختلطة بدمها المسفوك، وقد كانت تطمح من خلال تعليمها إلى أن تكون طبيبة المستقبل لكن المجرم القاتل كان متربصاً بها وزملائها فقد حول ذلك الطموح إلى ألم وجراح وسلب أرواح الطلبة بدون وجه حق.
استهدافُ منزل المواطن جماعي بالحديدة
وبعد جريمة مدرسة فلاح بيومين متتاليين، قامت طائرات الحقد والإجرام في صباح الخميس الموافق 12 –يناير من ذات العام باستهداف أسرة المواطن جماعي إسماعيل مشعشع وحولت أجسادهم البريئة إلى أشلاء صغيرة وكتل متفحمة.
ولـم يكـن يعلـم جماعـي أن يـوم الخميـس هـو آخر يـوم يـرى فيـه سـبعة مـن أفـراد أسـرته مـن أصل تسـعة وهـو العاشـر وكان المشـهد صادمـاً لـه برؤيـة جثـث أفـراد أسـرته متفحمـة ومقطعـة ومتناثـرة أجزاء بعضهـا فـي فنـاء المنـزل، حَيثُ استشهدت زوجتـه واثنتـان مـن بناتـه واثنـان مـن أولاده كلهـم أطفال، كمـا استشهدت زوجـة ابنـه الأكبر مـع طفلهـا الوحيـد، ولـم يتبـق مـن أسـرته سـواه واثنـان مـن أبنائه أحدهمـا ذلـك الـذي فقـد زوجتـه وطفلـه الوحيـد، وثانيهمـا طفـل فـي الرابعـة مـن عمـره.
استهدافُ محطة الوصابي بالحديدة
وفي العام 2018م وكما جرت العادة في مسرح الجريمة بكافة محافظات الجمهورية من قبل تحالف غاشم دموي، أقدمت الطائرات الحربية على استهداف محطة الوقود التابعة للمواطن صالح الوصابي وأخيه بمنطقة الجربة مديرية الجراحي في محافظة الحديدة، وذلك عند الساعة العاشرة إلا عشر دقائق من صباح يوم الاثنين، في اليوم الأول من شهر يناير، وعندمـا كان عمـال المحطـة يقومـون بممارسـة أعمالهـم بشـكل طبيعـي والمحطـة مكتظة بالزبائـن فـي سـاعة الـذروة.
وتفاجأ الجميع بغارة جوية على المكان ممــا أَدَّى إلى استشهاد وجــرح عــدد مــن المدنييــن المتواجديــن كان منهــم عمــال يشــتغلون فــي المحطـة المسـتهدفة والسـوبر ماركـت المجـاورة لهـا ولـم يعـرف عـدد الضحايـا لكثرتهـم.
وقد دمّـرت المحطـة بشـكل كامـل وكذلك السـوبر ماركـت دون وجـود أي تحَرّك أَو عمـل عسـكري يبرّر ذلـك وإنمـا رغبـة فـي إسقاط الكثيـر مـن الضحايـا المدنييـن من بينهم أطفال، حَيثُ بلغ عدد الشهداء من الأطفال 4 شهداء وجرح اثنين آخرين.
استهدافُ منزلَي المواطن معيض ومقيت بصعدة
وفي العاشر من شهر يناير للعام 2018م قام طيران العدوان الأمريكي السعوديّ باستهداف منازل المواطنين في منطقة تشدان بمديرية غمر بمحافظة صعدة، مما أَدَّى إلى استشهاد طفلتين إحداهما في الثالثة من عمرها والأُخرى في الرابعة من العمر وجرح عدد آخر بينهم الأم وطفليها.
وهنا نتساءل: أين حقوق الإنسان تلك التي يتغنون بها في كُـلّ مرحلة، ولماذا لم يحرك العالم والمنظمات أي ساكن أمام كُـلّ تلك الجرائم التي انتهكت حقوق المواطن اليمني وسلبت حياته وعيشه الكريم؟ فهذا السكوت هو من جعل تحالف العدوان يستمر في بغيه وإجرامه واشباع رغبته الدموية في القتل وإهلاك الحرث والنسل.
وفي اليوم ذاته قـام الطيـران بشـن غـارة جويـة علـى منـزل المواطـن يحيـى بـن يحيـى مقيـت، وذلـك أثنـاء مــا كان هــو وَأفــراد أســرته المكونــة مــن زوجتــه وأولاده يتناولــون وجبــة الإفطــار، ممــا أَدَّى إلى استشهاد اثنيــن مــن أولاده وجـرح بقيـة أفـراد الأسـرة بمـا فيهـم زوجتـه وتضـرر عـدد مـن المنـازل المجـاورة لمنزلهـم؛ وذلـك بفعـل هـذه الغـارات التـي أثـارت الخـوف والهلـع بيـن الأهالي الذيـن يقطنـون إلى جانـب منـزل العائلـة المسـتهدفة وولـد حالـة سـيئة مـن الرعـب لديهـم بمـا يشـكل إضـراراً بالحيـاة الإنسانية بـكل تفاصيلهـا وحـرم هـؤلاء المدنييـن مـن العديـد مـن الحقـوق المتصلـة بهـم.
استهدافُ عمارة سكنية مأهولة بالنازحين بصعدة
وفـي السـاعة الثالثـة مـن فجـر يـوم الاثنين، الموافـق ٢٢ ينايـر ٢٠١٨م قامـت الطائـرات الحربيـة التابعـة لتحالـف العـدوان الأمريكي السعوديّ بإسقاط قنبلـة جويـة علـى عمـارة سـكنية مكونـة مـن طابقيـن كانـت تـؤوي مدنييـن نازحيـن منهـا أسرة عبدالكريـم دحيـم، وتقـع بمنطقـة المصاعبـة بمديريـة سـحار –محافظـة صعـدة.
ودمّـرت القنبلـة الجويـة العمـارة السـكنية فـوق رؤوس سـاكنيها مـن النازحيـن وقضـت علـى حيـاة ٧ مدنييـن بينهـم خمسة أطفال أمـا الجرحـى فقـد بلـغ عددهـم (٦) مدنييـن بينهـم (٣) أطفال.
وبـدم بـارد اسـتهدفتهم طائـرات التحالـف السعوديّ الحربيـة بقنبلتهـا الوحشـية التـي أسـقطتها علـى العمـارة التـي يسـكنون فيهـا أثنـاء مـا كانـوا يغطـون فـي نومهـم.
استهدافُ سيارة في الطريق العام بصعدة
وفي اليوم التالي عنـد السـاعة التاسـعة صبـاح يـوم الثلاثاء، في الثالث والعشرين من الشهر ذاته أقدمت طائرات الشر والإجرام علـى استهداف سـيارة بالخـط العـام فـي منطقـة آل علـي مديريـة رازح محافظـة صعدة، ممـا أَدَّى إلى استشهاد مـن كان علـى متنهـا 9 مـن الرجـال والأطفال والنسـاء، حَيثُ بلـغ عـدد الضحايا من الأطفال (٥) وهـم ذاهبـون إلى منطقـة شـعبان، لكن غارات الطغاة حالت دون ذلك فقد خطفت أرواحهم دون أي مبرّر لهذا الاستهداف الخبيث والذي أودى بحياة هذا الكم الهائل من المدنيين البالغ عددهم تسعة أفراد.
استهدافُ مجموعة من الأطفال بحجّـة
وفي العام 2019م من تاريخ اليمن الذي شهد جرائم وحشية بحق الأطفال والنساء والمواطنين الأبرياء بغارات العدوان الصهيوني الآثم، ففي الخامس من شهر يناير استهدفت طائرات العدوّ منطقـة مخافـي بمديريـة مسـتبا– محافظـة حجّـة فـي قرابـة السـاعة الثالثـة عصـراً يـوم السبت، وذلك بغارة جوية سقطت بجانب مجموعة من الأطفال أثناء ما كانوا يلعبون كرة القدم بتلك المنطقة، ما أَدَّى إلى استشهاد أربعة أطفال وجرح طفل آخر.
قام أهالي المنطقة بالهرع إلى الضحايا ونقلوهم إلى مستشفى عبس الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود، حَيثُ تـم عمل الإسعافات الأولية لهم ليتم بعدهـا تحويلهـم إلى المستشفى الجمهوري بمدينة حجّـة لسوء إصابتهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المدنيين بالمديرية بل سبقها عشرات الجرائم بحق أبناء هذه المديرية مـن قبل الطائرات الحربية التابعة لدول التحالف الصهيوأمريكي
انفجارُ قنبلة عنقودية في أسرة المواطن فياش بالحديدة
أسرة المواطن (سليمان علي فياش) تسكن في منطقة السويق بمديرية التحيتا وهي إحدى الأسر التي وقعت ضحيـة نتيجة لبقايا القنابل العنقودية التي تلقيها الطائـرات الحربيـة التابعة لتحالف العدوان، حَيثُ وجـد الطفـل (أكرم سـليمان علـي فيـاش) والـذي يبلـغ مـن العمـر (١٢) عاماً جسـماً غريـباً فـي منطقتهـم فقـام بأخـذ هـذا الجسـم وأخـذه إلى البيـت فـي يـوم الخميـس الموافـق (١٧ ينايـر ٢٠١٩م) وبالتحديـد قرابـة السـاعة الثالثـة والنصـف عصـراً، وأثنـاء مـا كان يلعـب بهـذا الجسـم الغريـب مـع إخوتـه وطفليـن آخرين مـن أقربائـه بـدون إدراك منهـم بـأن هـذا الجسـم الغريـب هـو إحدى القنابـل العنقوديـة، انفجرت فيهـم وقتلـت منهـم طفليـن وهمـا أكرم سـليمان فيـاش والـذي يبلـغ مـن العمـر ١٢ عاماً، وابـن خالـه (مهنـد سـعيد طامـي) ويبلـغ مـن العمـر (١٠) سـنوات، بالإضافة إلى مقتـل والدتـه (فايـزة أحمد طامـي) وجـرح بقيـة الأطفال وعددهـم أربعـة ممـن كانـوا متواجديـن فـي الغرفـة مـن أسرة المواطـن سـليمان فيـاش أَو أسرة صهـرة سـعيد طامـي.
بعد ذلك قـام أهالي المنطقـة بأخذهـم ونقلهـم إلى مستشـفى زبيـد لتلقـي العـلاج، ومـن ثـم تـم تحويلهـم إلى مستشـفى الحديـدة بمدينـة الحديـدة.
وتعتبر هذه الحالة واحدة من آلاف الحالات التي وقعت نتيجة لمخلفات طائرات العدوان الصهيوني من القنابل العنقودية الخطيرة والتي قد أودت بحياة آلاف من الأبرياء.
استهدافُ قاعة للأفراح بالحديدة
فـي قرابـة السـاعة التاسـعة والنصـف ليـل الجمعة، الموافـق (١ ينايـر ٢٠٢١م) أقدمـت الميليشـيات المسـلحة المحاصـرة لمدينـة الحديـدة والتابعـة للتحالـف الـذي تقـوده السعوديّة والإمارات باستهداف المدينـة بعـدد مـن القذائـف المدفعيـة.
إحدى هـذه القذائـف سـقطت أمـام بوابـة قاعـة خَاصَّة بالأفـراح والمناسـبات والتـي تقـع فـي مديريـة الحـوك بمدينـة الحديـدة أثنـاء مـا كان يقـام حفـل زفـاف للنسـاء بداخـل القاعـة وكانـت بوابـة القاعـة مزدحمـة بالخارجيـن منهـا وكذلـك بالأهالي المنتظريـن لأهاليهـم مـن النسـاء اللاتـي بداخـل القاعـة.
وقـد أَدَّى هـذا الاستهداف إلى استشهاد أربعـة مدنييـن بينهـم طفلان وجـرح سـتة آخرين بينهـم طفلان، بالإضافة إلى إحـداث أضـرار ماديـة فـي القاعـة وفـي سـيارات المواطنين، كمـا أَدَّى الاستهداف أَيْـضاً إلى نشـر الذعـر والهلـع بين أوساط المدنيين، كما أن هناك الكثير من الضحايا من المدنيين؛ نتيجة لتلك القذائف العشوائية التي يطلقُها مرتزِقةُ العدوان الأمريكي السعوديّ بمحافظة الحديدة وتسقُطُ على رؤوس المواطنين ومنازلهم غير المحصنة، لكننا نسلط الضوء على جانب من الضحايا من الأطفال.
كما أن قاعات المناسبات من الأفراح والمآتم لم تسلم من القصف الهستيري طيلة أعوام العدوان، فقد نالت من التدمير وراح من فيها العديد والعديد من المواطنين الآمنين بينهم النساء والأطفال.
وهناك الكثير من القصف للمنازل والأحياء السكنية، لكننا ومن خلال هذا التقرير لم نسلط الضوءَ إلا على الجرائم التي حدث فيها ضحايا من الأطفال، فجرائمُ العدوان طيلة 8 أعوام هي كثيرة ومتعددة.
وبهذا فَـإنَّ كُـلّ تلك الجرائم والمجازر البشعة ستبقى وصمةَ عار على جبين مرتكبيها مع الساكتين عنها، وستظل تلاحق المجرمين وتنغِّصُ معيشتَهم، كما أنها لن تسقُطَ بالتقادم مهما دارت الأحداثُ ومرت السنوات، فاليمنيون لن ينسوا ثأرهم بحق مئات الآلاف من المواطنين وعلى رأسهم الآلاف من الأطفال الأبرياء.
المسيرة | أيمن قائد