معاناةُ المواطنين بين الاستغلال والمعالجات
أيوب أحمد هادي
إذا اتجهت الأمور من جديد إلى التصعيد فنحن جاهزون للتصدي والتحَرّك بما هو -إن شاء الله- أكبر من كـل المراحل الماضية.
ازدادت معاناةُ الموطن اليمني في ظل مرحلة اللاسلم واللاحرب التي علّقت آمالَ الشعب، ووقف ينتظرُ ما الذي ستؤولُ إليه المشاوراتُ الجارية لتحقيق السلام، الأمر الذي أفسح المجالَ أمام من يضعون أنفسَهم مكانَ الشعب ويعملون على إثارة الفوضى باسم الشعب.
نعم هناك فسادٌ منتشرٌ وتخاذُلٌ في أداء المسؤوليات من قبل معظم أجهزت الدولة الرقابية، ولكن هذا لا يعني أن ننشر الفوضى لمعالجة تلك الاختلالات والسماح بتحول المناطق الآمنة إلى مناطقَ يكون للإجرام فيها نصيبٌ، وهذا ما يسعى إليه تحالف العدوان منذ ثمان سنوات.
ميدانُ الصراع له تبعاتٌ لا تُحمدُ عُقباها، وعلى حكومة الإنقاذ الوطني وعلى الشعب اليمني أن يعوا هذا الأمر وأَلّا يحاولوا الاندفاعَ إلى مثل هذه المخطّطات لكي لا يُلدغ الشعب من جحرها مرة أُخرى ولنا في عدن وأخواتها دروس.
على حكومة صنعاء أن تحاولَ معالجةَ الظواهر السلبية القائمة في مؤسّسات الدولة، هناك مستغلون وناهبون، وهناك فاسدون، وهناك ظالمون، وغياب للرقابة، والمحاسبة.. فلماذا لم يتم القضاء على كُـلّ تلك المظاهر، وإلى متى ستستمر تلك الأجندة في العبث بمقدرات هذا الشعب الصامد، يجب على الدولة أن تضعَ كُـلّ الفاسدين فوق سندان الرقابة وطرق أعناقهم بمطرقة العدالة إلى غير رجعة.
ألم يأن الأوانُ أن يعيشَ الشعبُ في ظل دولة كريمة.. دولة عدالة ونظام وقانون؟!
هل يصعُبُ عليكم محاربةُ الفساد والفاسدين ومحاكمتهم؟ هل عجزتم عن تطبيق القانون؟
هل عجزت النساء اليمنيات أن يلدن شخصياتٍ تتمتعُ بالكفاءة والنزاهة والأمانة والوطنية لتتبوَّأ المناصب الحكومية؟!
هل حان الوقت لتحقيق حلم الشعب في دولة للشعب لا شعب للدولة؟
هل حان الوقت لنهاية الوضع الرسمي المزري الذي تحدث عنه السيد عبدالملك ابن بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد.
وللمندّدين بالفساد عبر رسائل التحريض: أتريدون أن تجعلوا من معاناة المواطنين جسراً لعبور مخطّطات العدوان.
أتريدون أن تُستغلَّ أصواتُكم لاستمرار انقطاع مرتبات الموظفين؟
أتريدون أن تتحوَّلَ صنعاءُ الآمنةُ مركَزاً للقاعدة، وبؤرةً للتفجيرات والاغتيالات بالطبع لن تسمحوا بذلك ولن يسمح الشعب.