فعلا لا تهديدا.. قواتنا المسلحة في أعلى الجهوزية
يمانيون/ تقارير
وصول الوفد العماني إلى صنعاء لا يعني بالضرورة حدوث تقدم في المباحثات حول تنفيذ استحقاقات تمديد الهدنة وتقديم المؤشرات لرغبة في إحلال السلام بإيقاف العدوان ورفع الحصار،
إذ لا زالت الأمور متوقفة على تحقيق متطلبات تجديد الهدنة، حيث يؤكد عبد السلام أن “التقدم في الملف الإنساني المتمثل بصرف الرواتب وفتح المطارات والموانئ، هو مفتاح التقدم في الملفات الأخرى”،
مشدداً على ضرورة فصل الملف الإنساني عن الملف العسكري والسياسي، وعلى أن “ملف الرواتب لا بدّ أن يكون مستقلاً سواء عادت الحرب أو الهدنة”. عبد السلام أضاف أن “تحالف العدوان يطلق وعوداً لا أثر لها بشأن صرف الرواتب وإنهاء الحصار وخروج القوات الأجنبية”، وهي من أبرز متطلبات السلام الفعلي التي حددتها صنعاء سابقاً، وهذه إشارة واضحة إلى أن العدو يحاول أن يلتف على هذه المطالب ويسعى لكسب المزيد من الوقت من خلال المماطلة واستخدام عملية التفاوض كغطاء للمراوغة.
زيارة تثبت الجدية
الزيارة – كما يؤكّد رئيس الوفد الوطني – تعكس مجدداً جدية سلطنة عمان في البحث عن حلول “لتحقيق السلام ولمعالجة الملف الإنساني”، وهي حقيقة أثبتتها السلطنة في أكثر من محطة، غير أن المشكلة لم تكن متمحورة حول جدية الوسطاء بقدر ما هي متعلقة بجدية دول العدوان ورعاتها، وهو الأمر الذي انعكس بوضوح في تحرك الإدارة الأمريكية لإفشال التفاهمات التي كانت قد أحرزت عقب انتهاء الهدنة.
نقاط الحل
من أجل هذا حرص الرئيس المشاط، على أن يوضح للوفد العماني النقاط الرئيسية التي يتوقف عليها الحل، حيث أكّد أنه “لا يمكن أن تكون هناك هدنة إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب اليمني المحقة والعادلة والمتمثلة بصرف مرتبات كافة موظفي الدولة من إيرادات النفط والغاز، ورفع الحصار عن جميع المطارات والموانئ”
..مشيراً إلى أن صنعاء ترغب في “السلام العادل والمشرف الذي يحقق الاستقرار والرخاء لأبناء اليمن والمنطقة بصورة عامة”.
تأكيدات حملت رسالة واضحة مفادها أن جهود الوساطة مهما كانت جادة فإنها لن تحقق أي تقدم حقيقي إذا لم تستطع إيقاف تعنت العدو وإقناعه بضرورة تنفيذ مطالب الشعب اليمني.
لا مجال للتراجع
ولتعزيز هذه الرسالة أكد الرئيس للوفد العماني أن “صبر الشعب اليمني لن يستمر إلى ما لا نهاية، وقد يتم اتخاذ خطوات اضطرارية للحفاظ على مصالح البلد”، كما أكّد أنه “لا مجال للتراجع عن مسار حماية الثروات النفطية والغازية”، وهو ما يعني أن هدف العدو المتمثل بالضغط على صنعاء لتغيير موقفها والتخلي عن معادلاتها، لن يتحقق.
وأوصل الرئيس للوفد العماني رسالة أخرى بشأن العوائق التي تواجه مسار تجديد الهدنة والمتمثلة بـ”الدور السلبي الذي تقوم به أمريكا وبريطانيا في الشأن اليمني وتماهي المبعوث الأممي مع حملات التضليل”، في إشارة واضحة إلى أن المشكلة ليست في صنعاء بل في عواصم دول العدوان ورعاتها.
وتعزز هذه الرسالة تأكيد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه الأخير، أن المعني بتغيير سلوكه هو تحالف العدوان ورعاته وليس صنعاء لأن مطالبها إنسانية ومشروعة ولا يفترض أن تدخل في أية مساومات أخرى، وهو ما يعني أن الدفع بالمزيد من الوساطات أو توجيه المزيد من الضغوط في سبيل تغيير موقف صنعاء لن يؤدي إلى أية نتيجة، بما في ذلك كسب الوقت.
نوايا دول العدوان
نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان -الذي حضر لقاء الرئيس المشاط مع الوفد العماني – كشف عن مساعي دول العدوان لتفخيخ مستقبل اليمن من خلال نقل الجماعات المتطرفة إلى المهرة وحضرموت، لافتا إلى آخر المستجدات المتعلقة بشأن المساعي العمانية لإحلال السلام في اليمن ومماطلة دول العدوان- وعلى رأسها أمريكا – في تثبيت الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.
عبّر الفريق الرويشان، عن شكره لسلطنة عمان على لدورها الأخوي مع اليمن منذ بداية العدوان، مؤكداً أن الوفد العماني يقوم بدور الوساطة بين صنعاء ودول العدوان.
وقال: “هناك أمل بتحقيق شيء لكن 3 فترات من الهدن الأممية تشير إلى أنه لا نوايا لدى دول العدوان للسير في رفع المعاناة عن شعبنا”.
خطوة جيدة
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع، إلى وجود خطوة جيدة في إطار الموافقة على صرف المرتبات، مستطرقا أنه لا زال هناك بعض نقاط الخلاف في هذا الملف، مبيناً أن الوفد العماني حمل أفكارا من دول العدوان في مسألة المرتبات تتعلق بمليون و300 ألف موظف، بينما القضية بالنسبة لنا تتعلق باستحقاقات 30 مليون مواطن يمني.
ولفت إلى أن دول العدوان تريد وضع ملف المرتبات كنقطة تفاوضية بينما هي حق من حقوق الشعب اليمني، مشيرا إلى حرص حكومة الإنقاذ على صرف مرتبات جميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين باعتبار المرتبات حق لكل موظف.
وقال: “ملف المرتبات استحقاق خاص بكل مواطن يمني ينتسب لأي مؤسسة من مؤسسات الدولة ويجب صرفه من عائدات النفط اليمني”.
وأضاف: موقفنا ثابت وسقف مطالبنا يصل لرفع الحصار ووقف الحرب وخروج كل القوى الأجنبية وتعويض آثار الحرب إضافة لملف المرتبات.
لا يمكن الموت جوعا
وجدد الفريق الرويشان تأكيده أنه لا يمكن للشعب اليمني أن يموت جوعا وثرواته تنهب في وضح النهار، مؤكدا أن هذه المسألة حددها السيد القائد والرئيس المشاط وجاهزية القوات المسلحة. وقال: “لا يمكن أن تنهب ثرواتنا النفطية وأبناء اليمن بحاجة لمرتباتهم”.. مؤكدا أنه لا يمكن حصول حل سياسي والبلد تحت العدوان والحصار والاحتلال.
ونوه بأن التفاوض لرفع الحصار وإنهاء العدوان والاحتلال هو بين صنعاء ودول العدوان، لافتا إلى أن الحل السياسي يتم بعدها بين اليمنيين.
كما لفت إلى ضرورة فصل الملف الإنساني عن السياسي والعسكري، وفقا لما جاء في القوانين الدولية والشرائع السماوية، مؤكدا أن لا علاقة لـ30 مليون يمني يعانون في الجانب الإنساني، ليصل السياسيون والعسكريون لحلول في المفاوضات.
وبيّن أن كل ما قدم هو عبارة عن وعود لم يتم تنفيذها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن مطالب اليمنيين الإنسانية كلها مطروحة من قبل التواصل مع الجانب السعودي، قائلا: لا يمكن أن نتراجع عن مطالبتنا بحقوق شعبنا، والتحالف لا زال مترددا في النزول عن الشجرة.
المتغيرات الدولية
وبشأن المتغيرات الدولية، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن أن أمريكا محافظة على حلفائها بمفهوم البقرة الحلوب وتحرص على ألا يتوصلوا لحلول لأزماتهم، لافتا الى ان التدخل الأمريكي جاء ليحافظ على مصالحه في المنطقة في مواجهة الشرق بشكل عام.
وقال: “أمريكا لها مصالح في المنطقة وعلى دول التحالف أن تحدد مصالحها بعيدا عن التدخل الأمريكي الذي لا يريد سوى حل مشاكله”.
وجدد الفريق الرويشان أن مسألة الوصاية والهيمنة على اليمن التي كانت موجودة سابقا لم تعد متاحة الآن، داعيا دول التحالف إلى التعامل مع اليمن من مبدأ الندية والمصالح المشتركة.
وثمن الرويشان التضحيات التي قدمها شعبنا والمكاسب التي حققناها بقيادة وجيش وشعب موحد، وقال بهذا الصدد: لن يتم التراجع عن هذه التضحيات مهما كان الخطاب الإعلامي لدول العدوان.
مجلس الامن والدور المشبوه
وعن مجلس الأمن ودوره المشبوه، لفت إلى أن تاريخ مجلس الأمن معروف بكل ما يتعلق بقضايا الصراع في المنطقة، فلا عدالة مطلقة في المجتمع الدولي بل من يحكم هي المصالح.
وقال: “عندما نطالب بعدم حصار 30 مليون يمني فنحن نتحدث عن قضية إنسانية وكان يجب على المجتمع الدولي دعم هذا التوجه لا التشدق بالملف الإنساني دون أي فعل”.
وأشار نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع، إلى أن القوات المسلحة أكدت جهوزيتها لجميع السيناريوهات، موضحا أن الهدنة التي تم تمديدها وما بعدها يؤكد أن اليمن لا زال تحت العدوان.
وقال مؤكدا: قواتنا المسلحة رتبت أمورها ولديها اليد الطولى للوصول إلى أهداف لا يتوقعها تحالف العدوان وهي جاهزة بالفعل وليس بالتهديد فقط، مجددا دعوته دول التحالف إلى إعادة حساباتها وأن تستغل الفرص بعد تحذير الرئيس المشاط، محذرا إياها من نفاد صبر الشعب.
وأضاف الفريق الرويشان: «أي تصعيد ستشهده المنطقة جراء عراقيل العدوان ستتحمل دول العدوان مسؤوليته بشكل كامل”، مبينا أن كواليس المفاوضات لا تخفي أكثر مما نعلنه بشكل واضح وهي مطالب محقة على العدوان أن يتعقلها وإلا فليتحمل التداعيات.
ولفت إلى أن السعودية تواجه ضغوطا أمريكية فيما يتعلق بأوبك بلس واحتياجات أوروبا في الشتاء للنفط، لذا فليس عيبا أن تتراجع عن خطئها، خاصة وأنها أصبحت في وضع لا تحسد عليه، مشدد على أن اليمن بموقعه الجيوسياسي يمتلك قوة التأثير على أسواق الطاقة ولن يظل في موقع المتضرر الوحيد.
واختتم تصريحه بالقول: لا نراهن إلا على الله وعلى قواتنا العسكرية، وعلى العدوان أن يتوقع ما لم يحدث خلال مراحل الحرب بكلها في حال لم يدفع باتجاه الحلول.
- الثورة