اليمن لا ولن يقبل القسمة إلا على الواحد
منير الشامي
خلال ثمان سنوات مضت ومنذ تلك اللحظة التي افشلت القوى الوطنية الشريفة والمخلصة لمؤامرة الأقلمة وأعداء اليمن بزعامة أمريكية لم ينفكوا في تفكيرهم عن صياغة وتأليف سيناريوهاتهم لتقسيم اليمن إلى كنتونات صغيرة ومخططاتهم لتقزيمه إلى قطع متعددة غير أن تلك القوى الوطنية المخلصة وبقيادتها الحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه المولى ويرعاه- أفشل كل مخططاتهم وخلط كل أوراقهم حتى جعلهم يدورون كجمل المعصرة في حلقة مفرغة بلا وجهة وبلا هدف متخبطين بين خياراتهم وعاجزين عن اختيار واحداً منها للاعتماد عليه في تنفيذ أجنداتهم فكلها تصل بهم إلى طريق مسدود.
وهو الامر الذي جعلهم متذبذبين من مخطط إلى آخر ومن مؤامرة إلى أخرى لينتهي بهم التخبط أن يقروا تنفيذ مخطط سبق فشله ومؤامرة سبق سقوطها تمثلت بإعادة محافظاتنا الجنوبية إلى عهد السلطنات التي كانت عليها قبل ثورة 14 اكتوبر بدءًا من حضرموت بدفع مرتزقته يوم الثلاثاء الماضي إلى اقامة فعالية تحت مسمى اليوم الوطني لحضرموت عبروا من خلاله عن تطلعات السفير الامريكي من وراء زياراته المتكررة لمحافظة حضرموت خلال الشهور القليلة الماضية من خلال مشهد مثير للسخرية والاشمئزاز عن ذلك الاحتفال ليكشف بكل وضوح سبب زيارات السفير الأمريكي المتكررة للمحافظة التي كانت ولا تزال موضع أطماع أدواته القذرة السعودية والإمارات والسبب في توسع الخلاف بينهما.
وعلى الرغم من أن الامريكي استخدمهما مطايا لتوفير موضع قدم له في اليمن وهما يدركان ذلك ويدركان أن لا مصلحة لهما إلا بعد مصلحة الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وهم لا يُبقون بعدهم سوى السراب الذي يتنازع السعودي والإماراتي عليه وحيث أن هدف الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي هو إقامة ست قواعد عسكرية مبدئياً في اليمن اثنتين منهما في سقطرى وباب المندب وعلى افتراض نجاحهم في ذلك فما المصالح التي ستبقي لهما هذه القواعد العسكرية.
وسؤال الحال الذي يفرض نفسه في هذه اللحظة هو هل تعتقد قوى الشر هذه أنها ستنجح في هذه المؤامرة ?
إن كانوا يعتقدون ذلك فهم بكل تأكيد أغبياء جدًّا لأنهم يعلمون جيداً أنهم حاولوا بكل امكانياتهم تحقيق ذلك في حضرموت بداية عدوانهم وفشلوا وكان اليمن في أضعف مرحلة من تاريخه فهل باستطاعتهم تقسيم محافظاتنا الجنوبية وإعادتها إلى سلطنات كما كانت أيام الاحتلال البريطاني? بكل تأكيد لن يستطيعوا لأسباب هم يعلمونها أولها هو قيادتنا الحكيمة ورؤيتها للوحدة اليمنية كأهم ثابت من ثوابتها وخط أحمر لن تسمح المساس به.
أما ثانيهما فهو أن يمن اليوم غير يمن الأمس قوة وبأساً تمكيناً والشعب اليمني اليوم غير شعب الأمس وعياً وولاء ووطنية في الشمال والجنوب ولذلك فاعتمادهم على حثالة من الخونة والمرتزقة لن يبلغهم غاية في شعب لا يخضع.
أما ثالثهما فيمكن لهم أن يأخذوها من التاريخ الذي يشهد بأن صنعاء هي اليمن بكل محافظاته هي الشعب بكل أطيافه وكياناته هي قوته وضعفه وبأسه وخنوعه وهي قراره ومصيره وهي وحدته و دولته إن ضعفت ضعف اليمن وإن قويت قوي اليمن.
فصنعاء لا تقبل القسمة إلا على واحد واليمن أيضاً لا يقبل القسمة إلا على الواحد والشعب اليمني لا يركع إلا للواحد.