هل تكتب حضرموت نهاية لقصة الحرب على اليمن ؟
يمانيون – متابعات
دخلت محافظة حضرموت، الثرية بالنفط وذات الموقع الاستراتيجي شرقي اليمن، مرحلة المخاض الاخير بعد اسابيع من الارهاصات، فهل تتوفق بمولود وطني جديد أم مجرد خدج اخر ؟
العديد من الاطراف الاقليمية والدولية كثفت خلال الساعات الماضية تحركاتها في ملف المحافظة.
السفير الامريكي، ستيفن فاجن، الذي أصبح مؤخرا واصي على محافظها بلقاءات متكررة أثارت هواجس العديد من المراقبين في اليمن،وسع لقاءاته خلال الساعات الماضية باستدعاء المرأة الحضرمية إلى المشهد، والسعودية التي تلقي بكل ثقلها لإبقاء المحافظة الحدودية تحت وصايتها وحالت دون حسم الاطراف اليمنية الموالية لملف المحافظة احتضنت لقاءات بين قيادات حضرمية ورشاد العليمي، رئيس السلطة الموالية لها، في الرياض.
هذه التحركات تأتي بالتوازي مع ترتيبات الساعات الاخيرة في مدن ومديريات وقرى حضرموت لإعلان ما تصفه القوى الحضرمية “اليوم الوطني لحضرموت” وقد استدعت له ذكرى مقتل عمرو بن حبريش، احد اهم الشخصيات المؤثرة في المشهد بحضرموت منذ مقتله برصاص نقطة عسكرية في الوادي عام 2014.
مع أن تخصيص ذكرى مقتل بن حبريش كيوم وطني لحضرموت الثرية بالحضارة والضاربة بدولها في عمق التاريخ، قد يعمق الانقسام الاجتماعي والقبلي في محافظة باتت تتجاذبها اطراف اقليمية ودولية، الإ أن الخطوة تهدف لفرض خيار على المحافظة التي تم فصلها مؤخرا عن اليمن جنوبه وشماله، وبما يبقي هذه المحافظة التي تحولت منذ العام 2016 مرتع لقوى طامعة بثروات المحافظة اليمنية، تحت وصاية الجارة الكبرى وبإشراف امريكي.
وبغض النظر عما ستؤول اليه الاوضاع في حضرموت بعد العشرين من ديسمبر، موعد اعلان انفصالها رسميا، ما يهم الان هو وضع المحافظة التي ظلت بعيدة عن مسرح الحرب التي تقودها السعودية منذ 8 سنوات، وكانت أبرز أهداف الحرب لموقعها الاستراتيجي سوى بإطلالتها على بحر العرب وخليج عدن أو بمحاذاتها للأراضي السعودية ومحاولة الاخيرة فتح ممر لتصدير النفط عبرها، ناهيك عن ثرواتها النفطية والتقديرات الغربية بربظها على أكبر حقول للنفط والغاز، والتي جعلتها مؤخرا مهبطا للقوات الأجنبية بما فيها الامريكية والبريطانية..
حتى الأن لم يعرف بعد ما اذا كانت سببا في نهاية الحرب وقد اكتملت حلقات اهدافها أم مدخل لمعارك اوسع، لكن المؤكد أن المحافظة لن تبقى يمنية في ظل السباق الامريكي – السعودي عليها ما يجعلها ساحة اخرى في اليمن لجولة حرب جديدة قد تكون اشد وطأة و واسعة من حيث عدد القوى المنخرطة فيه.