معارك وادي عبيدة .. تفكيك أخر لقوى التحالف بمأرب
يمانيون – متابعات
منذ الخميس الماضي، تحولت مدير وادي عبيدة، اخر المديريات الحامية لمدينة مأرب، معقل القوى الموالية للعدوان شمال اليمن، إلى ساحة معركة مفتوحة ظاهرها القبائل ومن ورائها تصفيات حسابات سياسية، فما ابعاد تلك المواجهات وما تأثيرها على مسار التحالف لتجريد الاصلاح من اخر معاقله ؟
بدأت المواجهات بين قوات تتبع صغير بن عزيز، رئيس الاركان بحكومة المرتزقة، ومسلحين قبليين من ال حريقدان، المعروفة بعلاقتها بقيادات في حزب الاصلاح.
وفق رواية الاخير فإن الخلافات تعود إلى حصص النفط، وهو بذلك يشير إلى اتفاقية وقعتها السلطة في المدينة مع القبائل تقضي بمنح القبائل المتمركزة على خط نقل النفط كمية من الوقود لقاء حماية مرور القاطرات ، وهذه الاتفاقية تمت بضوء اخضر من علي محسن الذي يبني تحالفات قوية مع القبائل في مارب ويتولى ايضا حماية مرور الناقلات مقابل امتيازات مالية ضخمة، لكن السبب بحسب صغير بن عزيز الذي وزع بيان باسم مصدر مسؤول في رئاسة الاركان بحكومة المرتزقة فإن ما يجري هو قيام “عصابة حرابة وتقطع” بمهاجمة نقاط قواته واستهداف المارة على خط حضرموت – مأرب.
حتى الأن لا يزال الوضع غامضا، في ظل تهديد الاصلاح بسحب مقاتليه من الجبهات الجنوبية ودفع بن عزيز بتعزيزات عسكرية وسط وعود بفرض سيطرته على هذا الخط العام، لكن المؤكد أن المعارك التي تتحدث تقارير عن وصول ضحاياها من الطرفين العشرين قتيلا في غضون يومين فقط، لا تزال في بدايتها، خصوصا اذا ما اذا تم اخذ اتساع رقعة المعارك إلى مناطق اخرى في عبيدة ابرزها المواجهات الاخيرة بين ال فجيج وال راشد منيف التي كانت وساطة قبلية قد تمكنت من اخمادها عقب معارك ضارية شاركت فيها الكتيبة الخامسة حماية رئاسية التابعة للإصلاح ودخول صغير بن عزيز على خط المواجهة بإسناد خصوم الاصلاح عبر قرار بحل الكتيبة التي يقودها سعيد بن معيلي ونقلها من المنطقة وهو الامر الذي رفضه الاصلاح حينها ودفع بتحويل المواجهات إلى قبلية.
هذه التطورات الدراماتيكية في المشهد بمأرب أو تحديدا المديرية الوحيدة من اصل 14 اخرى جمعيها اصبحت تحت سيطرة قوات صنعاء، تعد ، وفق مراقبين، بمثابة المعركة الاخيرة بين قطبي الصراع داخل مدينة مأرب خصوصا وأنها تتزامن مع بدء بن عزيز، المدعوم من التحالف، احلال قوات جديدة بديلة لتلك المحسوبة على الاصلاح ، ضمن مسلسل انهاء نفوذ الاصلاح وسلطان العرادة وتفكيك تحالفاتهما القبلية التي تشكل عبيدة عمودها الفقري، لكن يبقى السؤال ما اذا كان الاصلاح قادر على الصمود في وجه المعركة الاخيرة أم أن لديه اوراق لم يكشف عنها بعد قد تخلط الاوراق في ظل سيطرة قواته على الخطوط المتقدمة مع صنعاء، أم أن قرار مصيره في اخر معاقله قد حسم خصوصا في ضوء المواقف السعودية المناهضة له والمساندة لخصومه.