الذكرى السنوية للشهيد.. مدرسة العطاء المتدفق في رحاب الخالدين
يمانيون/ خاص
تشهد المحافظات الحرة حالياً زخماً متصاعداً لإحياء فعاليات الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ، وتجسيد مآثر الشهداء وتضحياتهم ذودا عن الوطن وسيادته واستقلاله، والتي تمثل محطة مهمة لاستذكار المواقف العظيمة والمآثر الخالدة التي قدمها الشهداء الأبرار في جبهات العزة وميادين الكرامة والتعريف بما سطروه من ملاحم أسطورية سجلها التاريخ في أنصع صفحاته.
وتعكس هذه الأنشطة والفعاليات الرسمية والمجتمعية وحفاوة الاستقبال لهذه الذكرى العظيمة، مستوى الوعي والإجلال بعظمة الشهادة ومنزلة الشهداء ومكانتهم في النفوس، نظير ما قدموه من بطولات ومواقف مشرفة يتذكرها أبناء اليمن جيلاً بعد جيل.
ذكرى جليلة
كما تمثل هذه الذكرى الجليلة والمقدسة لدى أبناء الشعب اليمني الأحرار الذين تسلحوا بالإيمان والوعي والبصيرة محطة مهمة لاستلهام الدروس والعبر من تضحيات الشهداء العظماء ومآثرهم المشرقة، ومواقفهم وتضحياتهم وما سطروه من ملاحم بطولية وانتصارات نوعية في مواجهة ترسانة العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي في مختلف الجبهات والميادين.، وفي الوقت ذاته تمثل هذه المناسبة العظيمة مبعثُ عزٍّ وافتخار لكل اليمنيين؛ حيث تتجلى فيها قيم الإيثار والتضحية، وبذل الروح في سبيل الله ودفاعا عن الشعب اليمني وحقوقه من الانتهاك والتعدي، وكانت أرواح الشهداء الزاكية سُرُجاً زاهرةً تنير دروب الأجيال اللاحقة نحو آفاقٍ رحبة، ودماؤهم سيولا متدفقة من الطهر والنقاء والفضائل، وخير العطاء هو أن تجود بدمك وروحك وجسدك حبا لله ودفاعا عن دينه وعن الشعب المظلوم.
مدرسة عظيمة
ويشير قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام، إلى أن من العناوين المهمة في أهمية هذه المناسبة، هو: الاستذكار للشهداء على نحوٍ عام، وتمجيد عطائهم، وتقدير تضحياتهم وجهودهم، عطاء الشهداء، وجهود الشهداء، وأثر تضحياتهم فيما أسهموا به لصالح الأمة، ولصالح شعبنا العزيز، من حريةٍ، وكرامةٍ، وعزةٍ، وانتصارات، وفيما دفع الله به من خلال تضحياتهم وجهودهم عن الأمة، عن الشعب، من ذلٍ، وهوانٍ، واستعبادٍ، وقهرٍ، وما كان سيترتب على سيطرة الأعداء وتغلب الأعداء من مظالم رهيبة وقهر، لا يمكن التنكر لتلك الجهود، ولتلك التضحيات، فطرة الإنسان السليمة تجعله يُكْبِر هذه الجهود، ويعظِّم هذه التضحيات ويمجِّدها، وأيضاً يشيد بها، يشكرها، يقدِّرها، يتحدث عنها بإيجابيةٍ وإنصاف، فهي جهود لها أثرها العظيم في الواقع، وأثرها يتعاظم يوماً بعد يوم، يكبر، ثمارها كذلك مستمرة، متجددة، نتائجها أيضاً نتائج عظيمة، وممتدة، ومتجددة، مؤكدا أن الشهداء هم مدرسةٌ عظيمة، مدرسة تجسدت فيها القيم والأخلاق والمبادئ على أرقى مستوى، من خلال استذكار سيرهم، والحديث عنهم، الحديث عن كيف كانوا، كيف كان عطاؤهم، كيف كانت روحيتهم، كيف كانت أخلاقهم، ما بذلوه من جهود، يترك أثره الكبير جداً، ويبعث روحيةً عظيمةً في شباب الأمة، وفي المجتمع بشكلٍ عام، في الانشداد نحو التضحية والعطاء، ونحو تلك القيم العظيمة، التي جسَّدوها فبرز جمالها وجلالها، ومهم أيضا التذكير بقدسية الموقف، وحجم المسؤولية في الوفاء لتضحيات الشهداء، ولأهداف الشهداء، والثبات على الموقف الحق، ومواصلة السير في الدرب.
عنوان عزتنا وصمودنا
ولهذه الذكرى الجليلة أهداف متعددة، تطرق لها السيد القائد في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ،« في مقدمتها التعظيم والتبجيل والتقديس لأسمى عطاء وأشرف تضحية، وهو: عطاء الشهداء، وهي تضحياتهم التي كانت إلى أعلى مستوى التضحية بالنفس التضحية بالحياة، التقدمة الأغلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان فيما بيده، فيما أعطاه الله من التضحية بالروح والحياة بهذه الدنيا الفانية، وهو عطاءً عظيم، وهي تضحية عظيمة جديرة بالتقديس والتبجيل والتعظيم، وكذلك جديرة بالاحتفاء بها، والإشادة بها، والافتخار بها، فشهداؤنا هم تاج رؤوسنا وهم فخر أمتنا، وهم عنوان – عزتنا وصمودنا وكرامتنا.
دروس مهمة
إلى ذلك هناك الكثير من الدروس المهمة التي نستمدها من هذه الذكرى المعطاءة والتي نحن في أمس الحاجة إليها في ظل الأوضاع والتحديات الراهنة، كما يشير السيد القائد: «قوة العزم والإرادة الفولاذية، وقوة التحمل والاستعداد العالي، الاستعداد العالي للتضحية في مواجهة هذه التحديات مهما كان مستوى التضحيات»، واستلهام منها كل معاني العزة، وكل ما يساعد الإنسان على الصمود والثبات في مواجهة التحديات، ومواجهة الأعداء والظالمين، الطغاة المستكبرين، ودروس كثيرة ومهمة، مثل لفت النظر أيضاً كذلك إلى أسر الشهداء، ومسؤولية الأمة – تجاههم، وغير ذلك من الفوائد الكثيرة لإحياء هذه الذكرى.
ختاما
في ذكرى الخالدين صناع النصر، من الواجب على الجميع سواء مؤسسات الدولة أو المؤسسات الخاصة، أوالتجار ورجال الخير والمجتمع بشكل عام، الاهتمام بأسر الشهداء فيما يتعلق بالرعاية التعليمية والصحية والتثقيفية، والرعاية المادية ومساعدتهم في بناء وضعهم الاقتصادي، كما يؤكد السيد القائد –يحفظه الله– «حتى يصبحوا معتمدين على أنفسهم، يستطيعون أن ينتجوا يعيشون وضعاً طبيعياً، منتجين، ولديهم مصادر دخل … الخ هذه خطوة متقدمة، وأهم من مسألة الاقتصار على مجر المساعدات التي تأتي بين الحين والآخر مع الاهتمام بهذه؛ حتى تتمكن الأسر من وضع طبيعي في حالتها المعيشية، يجب الإعانة بكل جد واجتهاد، الكل معنيون، بالتعاون معهم في المساعدة، أو الرعاية المادية، والسعي لتمكينهم في بناء وضعهم المعيشي، وحتى يستطيعوا أن يكون لهم مصادر دخل طبيعية، مع الاستمرار في مساعدتهم في كل الحالات… في كل هذا يجب أن يكون هناك اهتمام من الجميع، الاحترام والتقدير لعطائهم، يجب أن يحظى أسر الشهداء بتعامل محترم وراقٍ ويقدر – دائماً هذه التضحيات العظيمة».