رئيس مركز “عين الإنسانية” : الأطفال كانوا أهدافًا رئيسية للحرب على اليمن
يمانيون ـ متابعات:
حكايات الطفولة في اليمن خلال العدوان الأمريكي – السعودي، خلّفت أوجاعًا وندوبًا في قلب كل طفلٍ يمني.
يُحكَى أن طفلًا ولد على صوت القصف والغارات، وهو اليوم بعمر ثماني سنوات، وتلك الأصوات ما تزال تخرس ضحكاته.
يُحكَى عن طفلٍ أعمى، وأخرى صماء، وثالثةٍ مبتورة القدم، ورابعٍ حرمه العدوان من التعلم، وخامسٍ يصارع الموت والحياة في مشفى منعه حصار قوى التحالف من توفير المستلزمات الرئيسية للعلاج، ويُحكَى الكثير عن الألعاب التي تحرق، والأحلام التي تمزق.
يتحدث رئيس مركز “عين الإنسانية” أحمد أبو حمراء عن واقع الطفل اليمني خلال سني العدوان والحصار: “لا يخفى على أحد الوضع المأساوي الذي يعيشه أطفال اليمن حيث انتهكت جميع الحقوق الأساسية والأصلية للأطفال، من الحق في الحياة إلى سائر الحقوق، وبلغ عدد الضحايا من الأطفال نتيجة للاستهداف المباشر بالقصف الجوي والمدفعي ٤٠٦١ شهيدًا و٤٧٣٩ جريحًا”.
* الطفل اليمني في مرمى العدوان
أكدت منظمة “اليونيسيف” أن طفلًا يمنيًا يفقد حياته كل عشر دقائق، بسبب مرض يمكن الوقاية منه، وأن مليوني طفلٍ خارج المدرسة، والآلاف قُتلوا أو شوّهوا أو تم تجنيدهم. وأضافت المنظمة عبر مديرتها التنفيذية – هنريتا فور – أن 2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذيةٍ حاد، وأن الظروف الشبيهة بالمجاعة قد بدأت تظهر بالفعل بالنسبة لبعض الأطفال.
إنّ واقع المأساة أكبر من تلك الأرقام وإن بلغت الملايين، فالجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن، تشهد أن الأطفال كانوا أهدافًا رئيسية لهذه الحرب الهمجية.
في هذا السياق، يلفت أبو حمراء الى أنه “بالنظر إلى العدد الكبير للأطفال الشهداء والجرحى خلال الثماني سنوات من العدوان السعودي، فإن احتمال أن يكون استهدافهم عن طريق الخطأ هو احتمال معدوم، ونستطيع أن نجزم أن الأطفال كانوا من ضمن أهداف التحالف السعودي”.
يؤكد رئيس مركز “عين الإنسانية” حقيقة التخاذل الأممي: “دور المنظمات الذي يفترض أن تقوم به تجاه أطفال اليمن يكاد يكون معدومًا، فلو كان هؤلاء الضحايا من الأطفال في دولة أخرى مثل أوكرانيا؛ لقامت الدنيا ولم تقعد، ولو عملت المنظمات على إيقاف الانتهاكات ضدهم، ولو بذلت الجهود لتخفيف معاناتهم، لكن للأسف نستطيع أن نقول إن المال السعودي قد أعمى أعين المنظمات وأصم آذانها، فلم نشهد إلى الآن موقفًا قويًا لأي منظمة، تجاه ما يحصل من انتهاكات وجرائم ضد أطفالنا”.
الجرح الغائر للعدوان سيرافق الأجيال
يقول أبو حمراء : “لا شك أن آثار الحرب والحصار ستظل مؤثرة على أطفالنا، حتى بعد أن تنتهي.
فالبعض منهم فقدوا أسرهم بشكل كلي، والبعض فقد بعض أفراد أسرته، والبعض أصبح يعاني من إعاقة جسدية جراء الاستهداف المباشر، والبعض الآخر ترك تعليمه واتجه للعمل؛ من أجل الحصول على قوت يومه؛ نتيجة انقطاع المرتبات، والبعض أصبح يعاني من أمراضٍ؛ نتيجة لانعدام الغذاء والدواء جراء الحصار”.
ويضيف رئيس مركز عين الإنسانية : ” أما فيما يخص الآثار النفسية، فان الحرب ستترك آثارها المدمرة على نفوس الأطفال، وقد تصاحبهم إلى المدى البعيد”.
من تبقى من أطفال اليمن على قيد الحياة، سيكبرون يومًا ليسألوا العالم لِمَ تركهم؟!
ليسألوا دعاة حقوق الإنسان أين كانوا حين انتُهكت حقوقهم؟!
ليقفوا في وجه قوى الشر ويثأروا لكل حلم أحرقه طغيانهم، وهذا اليوم آت لا محالة.
سراء جمال الشهاري
المصدر: موقع العهد الاخباري