اختطاف وابتزاز التجار “البهرة” عنوان جديد للإنفلات الأمني في عدن
يمانيون – خاص
في ظل الانفلات الأمني الذي تعيشه محافظة عدن، برزت ظاهرة الاختطاف التي تستهدف في الغالب تجارا لمطالبة أهاليهم بدفع فدى مالية مقابل الإفراج عنهم. وتعد هذه الظاهرة واحدة من أهم التحديات التي تواجه أمن المحافظة.
جرائم الاختطاف تمت بطرق بسيطة، في شوارع مزدحمة بالناس والمركبات، حيث يقوم مسلحان أو أكثر باعتراض سيارة الشخص المطلوب، فيما يتجه أحدهم إلى إيقاف السيارات التي تقف خلف سيارة الهدف إلى حين إتمام العملية، ثم يصعد الجميع ويرحلون.
وحسب مركز مدار للدراسات، “هذا بالضبط ما حدث في عملية اختطاف التاجر فداء علي، المنتمي إلى طائفة البهرة بمدينة عدن في شهر ديسمبرالماضي”. و”لم تكن عملية اختطاف فداء هي الأولى من نوعها، فقد شهدت المدينة قبل تلك العملية 3 حالات اختطاف، تبعتها حالتان أخريان، كانت جميعها تستهدف تجاراً من البُهرة، التي تمتنع عن الانخراط في السياسية وتفضل العمل التجاري، وهو ما جعلها تحجم عن الإدلاء بأية تفاصيل حول تفاوض كبارها مع الجهات الخاطفة، لتصبح المعلومات الدقيقة مجهولة وغير متوافرة”.
إلا أن بعض الصحافيين تمكنوا بصعوبة، من الحصول على “معلومات من مصادر مقربة من أسر المختطفين، تفيد بأن الخاطفين تواصلوا مع عائلاتهم وطلبوا فدىً مالية مقابل إطلاق سراح ذويهم، وحذروهم من اللجوء للجهات الأمنية، ووجدوا استجابة كاملة من هذه الأسر نتيجة طبيعتهم التي تجنح إلى السلام وتجنب المشاكل”.
وحسب المركز أيضا، فإن ” 4 من المختطفين تم الإفراج عنهم، مقابل 17 مليون ريال يمني تقريباً، إضافة إلى سيارتين من نوع “برادو” و”كامري”، وبقي 2 منهم رهن الاختطاف لأسباب غير معروفة، رغم اشتراط الخاطفين على ذويهم دفع مبالغ مادية مقابل الإفراج عنهم”.وأضاف المركز إن ما يساعد على تكرار جرائم اختطاف البهرة هو “جرأة عصابة الاختطاف” و”سلبية الطرف الآخر، الذي دأب على تفضيل الاستجابة لمطالب الخاطفين بهدوء من دون إبلاغ أجهزة الأمن المعنية”.
وأشارت مصادر على معرفة بأسر المختطفين إلى أنها غادرت عدن تباعا، متجهة إلى صنعاء. ونقلت شبكة إرم الإخبارية، عن أحدهم أن العصابة تواصلت معهم واتفقت على موعد لتسليم قريبه المختطف واستلام الفدية، وتمت الصفقة أمام باب منزل المختطف في حي “الرزمت” (الريجمنت) بمديرية “صيرة، وعقب ذلك ببضعة أيام غادرت الأسرة مدينة عدن واتجهت نحو مدينة صنعاء.
وحسب مهتمين، فإن الانفلات الأمني في ظل الاحتلال أوجد بيئة مساعدة لنشوء العنف الذي راح ضحيته البهريون والصوفيون، وسيظل الحال كما هو إلى أن يتحرر الجنوب من الغزاة والمرتزقة.