سقطرى وباب المندب.. الإمارات تسلِّم إسرائيل مفاتيح السيطرة على المنطقة العربية
يمانيون – متابعات
سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ومشاركتها المباشرة في الحرب على اليمن لم تعد متسترة خلف ما أطلقت عليه تحالف دعم الشرعية،
أو محاربة المد الإيراني، بل انتقلت إلى مرحلة العلن واللعب على المكشوف، فبعد ما أوصلتها أدواتها الأكثر إخلاصاً في المنطقة العربية- الإمارات والسعودية- إلى العمق اليمني لم يعد هناك ما يستوجب التستر، فقد رفعت حالة الاستنفار في السواحل اليمنية استعداداً لمرحلة جديدة من الصراع والسيطرة خطوط الملاحة البحرية، في البحر الأحمر والبحر العربي اللذين تملك اليمن غالبية شواطئهما.
وبحُجة حماية الملاحة في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2021م تحالفاً جديداً في البحر الأحمر، وصفه مراقبون بأنه مشبوه كونه لا يملك أسباباً منطقية لتشكيله، بالإضافة على أنه مجرد حالة اتساق مع التوجهات الأمريكية وتصريحات مسئوليها بشأن مخاطر وهمية تهدد الملاحة في البحر الأحمر، وذلك في مجمله لا يخرج عن إطار الرغبة والتوجه للسيطرة على باب المندب، والجزر اليمنية التي تعتبر امتداداً طبيعياً لأهم ممر مائي على مستوى العالم، ويؤكد ذلك تصريح قائد القيادة الوسطى الأمريكية، كينيث ماكينزي، أواخر 2021م لقناة الجزيرة، بأن بلاده تنسق مع الإمارات نقل قواتها من إريتريا إلى جزيرة ميون اليمنية الواقعة على مدخل البحر الأحمر، أما الذرائع والحجج فعي في متناول يد الولايات المتحدة بشكل معتاد وتستخدمها لتمرير كل مشاريعها التوسعية وتثبيت تواجدها العسكري في أي منطقة كانت، وهو ما يحدث في باب المندب والجزر اليمنية، التي أصبحت تجمعات وثكنات للقوات الأمريكية والإماراتية والبريطانية والإسرائيلية.
تستشعر سلطان صنعاء الخطر الأجنبي على الجزر والسواحل اليمنية، وتتابع وترصد بدقة عالية كل التحركات العسكرية الأجنبية في المياه الإقليمية اليمنية، وخلال الأيام الماضية ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصادر في حكومة صنعاء أن طائرات مسيّرة من نوع راصد حلقت للمرة الأولى منذ بداية الحرب في أجواء محافظة أرخبيل سقطرى، موضحاً أن هذا النوع من الطائرات مختصة في الاستطلاع وجمع المعلومات عن الأهداف سواء فوق الأراضي اليمنية أو في المناطق الحدودية، مؤكداً أن العملية الاستطلاعية تعني أن القوات المتواجدة على الجزيرة، سواء كانت أمريكية أو إماراتية أو إسرائيلية أصبحت ضمن بنك أهداف القوة الصاروخية اليمنية، مضيفاً أنه أصبح من المتعارف عليه لدى دول التحالف، سواء المتواجدين بالداخل أو في السعودية والإمارات، أنه إذا رصدت أهداف من قوات صنعاء في مناطق معينة، فهذا يعني أن صواريخها سوف تطالها، مهدداً بأن الصواريخ التي تستطيع الوصول إلى العاصمة الإماراتية تستطيع الوصول إلى الجزيرة التي تعتبر في أقصى مسافة على الأراضي اليمنية.
في السياق كشف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي لقوات صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، معلومات خطيرة بشأن لقاء سري ضم مسؤولين عسكريين إسرائيليين وإماراتيين، يفضح المهمة الإماراتية في أرخبيل سقطرى اليمني وباب المندب، والمتمثلة في تهيئة الجزيرة والمضيق لتواجد عسكري إسرائيلي، حيث قال بن عامر في سلسلة تغريدات على تويتر، “في لقاء سري تحدث الجانب الإسرائيلي عن مشروع القاعدة الجوية للتحكم بمضيق باب المندب في جزيرة ميون، وأن الاشراف عليها يتم عبر الولايات المتحدة إشرافاً اسمياً ، وإسرائيل إشرافاً مباشراً بغطاء إماراتي”، مضيفاً أن الجانب الإسرائيلي تحدث في اللقاء عن عدة جزر منها سقطرى، وأن هناك 6 جزر في الأرخبيل تحتل موقعاً استراتيجياً في المحيط الهندي وقبالة القرن الأفريقي وقرب خليج عدن، واقترح أن يتم اتخاذها مقراً للعمليات الخاصة”، موضحاً أن تنفيذ ما جاء في اللقاء الذي تم في 2020، بدأ بعد أسابيع من انعقاده، مؤكداً أن الجانب الإسرائيلي شدد على ضرورة أن يتم تمكينه من جزيرة ميون اليمنية، على أن تظل حنيش في يد الإماراتيين.
وتأخذ سلطان صنعاء على عاتقها متابعة ورصد التحركات الأجنبية في المياه الإقليمية اليمنية، وتستعد بوضع الخطط اللازمة لعمليات ردع دفاعاً عن السيادة الوطنية، وقد بدأت تلك الخطوات في إصدار قرار منع تصدير النفط اليمني، ونفذت عمليتي ردع تحذيريتين في ميناءي الضبة وقنا بمحافظتي حضرموت وشبوة، بينما تشرف حكومة الشرعية الموالية للتحالف على كل تلك الانتهاكات للسيادة، مباركةً التواجد العسكري الأجنبي في الجزر اليمنية والسواحل، واضعةً نفسها في أسوأ مواقف العار التي ستحاسبها عليها الأجيال اليمنية عاجلاً أو آجلاً.
إبراهيم القانص